مصادر فلسطينية: قيادي من الخارج سيخلف مشعل في زعامة حماس

رجحت في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» اسم أبو مرزوق

صورة ضوئية لخبر نشرته جريدة «الشرق الأوسط»
TT

في الوقت الذي أعلنت فيه حركة حماس رسميا أن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لن يترشح مجددا لدورة تنظيمية جديدة، ذكرت مصادر في الحركة أنه يتوقع على نطاق واسع أن يكون خليفته من قيادات الخارج. واستبعدت المصادر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يتم كما يشاع انتخاب رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية أو أي من قيادات الحركة في القطاع لهذا الموقع لاعتبارات سياسية وطنية واعتبارات تتعلق بمتطلبات هامش حرية الحركة، الذي يتوجب أن يتاح لرئيس المكتب السياسي.

وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن حقيقة أن الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني خارج الوطن، تفرض وجوب أن يواصل قيادي في الخارج تبوء موقع رئيس المكتب السياسي للحركة.

وأشارت المصادر إلى أن رئيس المكتب السياسي يتوجب أن يتمتع بقدرة كبيرة على التحرك السياسي والدبلوماسي بما يضمن توثيق علاقات الحركة مع الدول العربية والإسلامية، سيما في مرحلة ما بعد الربيع العربي. وأوضحت أن هناك أهمية كبيرة لوجود رئيس المكتب السياسي في الخارج لكي يتمكن من القيام بكل الاتصالات التي تضمن الدعم المادي للحركة.

ورجحت المصادر أن يتم اختيار الدكتور موسى أبو مرزوق رئيسا جديدا للمكتب السياسي، مع العلم بأنه سبق له أن تولى الموقع قبل 16 عاما وأبعد عنه بعد اعتقاله في نيويورك بتهمة قيادة حركة إرهابية، وأفرج عنه بعد التوصل إلى صفقة يتنازل بموجبها عن جنسيته الأميركية، وتولى مشعل رئاسة المكتب منذئذ. وأوضحت أنه بالإضافة إلى أنه لا يوجد أكثر ملاءمة من أبو مرزوق الذي يقيم حاليا في مصر لتولي المنصب، فإنه يحتفظ بعلاقات «أكثر دفئا»، مع قيادات الحركة في غزة. وشددت المصادر على أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد إجراء الانتخابات لاختيار الزعيم الجديد للحركة، مشيرة إلى أن الاجتماع الأخير الذي عقد للمكتب السياسي للحركة في القاهرة بحث هذه المسألة.

وكانت حماس قد أعلنت رسميا أن مشعل لن يترشح مجددا لرئاسة المكتب السياسي في الدورة المقبلة. وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة والمقرب من مشعل، على حسابه على موقع «فيس بوك» الليلة قبل الماضية، إن مشعل أكد موقفه خلال لقاء المكتب السياسي الأخير الذي حضرته قيادات الحركة من الداخل والخارج في القاهرة، وبمناسبة اقتراب الاستحقاق الانتخابي لقيادة الحركة. وأوضح الرشق أن مشعل أكد حرصه على «إفساح المجال لتجديد الدماء في قيادة الحركة، والانسجام مع روح الربيع العربي»، إلا أن الرشق استدرك قائلا: «الأخ أبو الوليد أكد أنه مع نهاية الدورة التنظيمية الحالية فإنه يغادر الموقع ولا يغادر الدور، إذ سيواصل العمل والجهد والدور لخدمة شعبنا وقضيتنا وحركتنا المباركة.. ومشروعها في التحرير والعودة»، على حد تعبيره.

وأشار الرشق إلى أنه على الرغم من أن «قيادات الحركة ورموزها في الداخل والخارج تمنوا على الأخ أبو الوليد الاستمرار في منصبه.. فإنه بقي على موقفه وعبر عن تقديره وشكره لقيادات الحركة وكوادرها الذين عبروا عن عميق تقديرهم ومحبتهم وثقتهم بالأخ أبو الوليد». وأضاف: «أكثر من ستة عشر عاما مضت من قيادة الأخ أبو الوليد لحركة حماس في أصعب الظروف وفي مواجهة أعتى التحديات.. شهدت خلالها الحركة أهم منجزاتها.. حتى باتت الحركة القائدة لشعبنا.. والممثلة لطموحاته وتطلعاته..».ونوه الرشق بأن «الأخ القائد أبو الوليد.. الشهيد الحي.. يضرب المثل للزعماء وللقادة والمسؤولين على الزهد بالمواقع والمسؤوليات.. والقدرة على مغادرة المواقع والمناصب وهو في قمة نجاحه وعطائه.. على الرغم من أن المجال والفرصة كانت متاحة أمامه لرئاسة المكتب السياسي للحركة لدورة جديدة..». وأنهى الرشق حديثه قائلا: «بالتأكيد فإن فراغا كبيرا سيتركه الأخ أبو الوليد.. وتبقى ثقتنا بالله أن يحفظ الحركة ومشروعها المقاوم..».