في مؤشر جديد على التدخل الإيراني.. آلاف من صور خامنئي تنتشر في العراق

مسؤول بلدي في بغداد: عمالنا يخشون إزالتها خوفا من الميليشيات

TT

بعد سنوات من تنامي النفوذ الإيراني في العراق برز مؤخرا دليل جديد على الحضور الإيراني، عندما يتمثل في انتشار آلاف الملصقات التي تحمل صورة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي باسما، لشعب تم حشده في السابق لقتال الجمهورية الإسلامية في حرب دامت 8 سنوات.

وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» تؤكد الحملة على الشكوك الواسعة حول مدى قدرة العراق وأغلبيته الشيعية في الحفاظ على استقلاليته من جارته في الشرق التي تتمتع بثقل كبير في وقت تغادر فيه القوات الأميركية العراق.

وظهرت صور خامنئي، للمرة الأولي خلال ست سنوات على الأقل، في أحياء بغداد الشيعية وفي الجنوب الذي تهمين عليه أغلبية شيعية في أغسطس (آب) كجزء من الاحتفال السنوي بيوم القدس الذي بدأ قبل عدة سنوات في إيران، ولا يزال مستمرا منذ ذلك الحين.

ويقول عاصم سلمان (44 عاما)، شيعي وصاحب مقهى في بغداد: «عندما أرى هذه الصور أشعر أنني في طهران لا في بغداد. ينبغي على السلطات إزالة هذه الملصقات التي تشعرني بالغضب».

وفي البصرة الواقعة على بعد 550 كيلومترا جنوب العاصمة، علقت الصور بالقرب من صناديق التبرعات مزينة بنصوص باللغتين العربية والفارسية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في بلدية بغداد، طلب عدم ذكر اسمه خوفا على حياته، إن عمال البلدية يخشون التعرض للعقاب على يد الميليشيات الشيعية إذا ما أنزلوا تلك الصور. حتى إن إحدى هذه الميليشيات، (عصائب أهل الحق)، تتباهي بأنها من دشنت حملة الملصقات تلك. ويقول الشيخ علي الزايدي، المسؤول البارز في هذه الميليشيا، إنهم وزعوا نحو 20.000 صورة لخامنئي في العراق، وقال إن «خامنئي يتمتع بدعم شعبي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العراق حيث يعتبر زعيما دينيا وسياسيا».

وربما تعكس الملصقات الرغبة بين الجموعات الشيعية لنظام حكم ديني مشابه لطهران، الذي يعتقد أنها تمارس ضغوطا كي يخلف أحد ملاليها، محمد هاشمي شهروردي، الزعيم الروحي الشيعي للعراق آية الله العظمى على السيستاني، الذي يبلغ من العمر 81 عاما. ويرفض السيستاني شغل منصب سياسي في المؤسسة العراقية حيث يشكل شهروردي جزءا من ولاية الفقيه، بيد أن السنة والأكراد العراقيين لا يستسيغون مزج الشيعة السياسة والدين.

ومنذ سقوط نظام صدام سعى القادة السياسيون في العراق إلى إعادة بناء وتعزيز العلاقات مع إيران التي ردت بشكل عملي.