دراسة: مكافحة أوباما للإرهاب في أفغانستان بطائرات من دون طيار تؤججه

محام أميركي: الطائرات من دون طيار تروع المدنيين الباكستانيين

TT

انتقد المحامي الأميركي - البريطاني كلايف ستافورد سميث ما وصفها بحملة الرعب التي تتسبب بها الطائرات من دون طيار الأميركية للباكستانيين، وقال إنها تتسبب في زيادة الكراهية ضد الأميركيين والبريطانيين في العالم الإسلامي، وإن معظم ضحاياها المدنيين من النساء والأطفال.

وأشار سميث، وهو مدير مؤسسة «ريبريف» المعنية بالدفاع عن المحكومين بالإعدام في الولايات المتحدة والمهتمة بالدفاع عن المعتقلين في غوانتانامو، إلى الجدل الدائر بشأن استخدامات واشنطن لهذه الطائرات التي تديرها المخابرات المركزية الأميركية، وإلى تقرير ميداني لباحثين من جامعتي ستانفورد ونيويورك بعنوان «العيش تحت الطائرات من دون طيار»، وقال إنه رافق الباحثين وهم يحاولون مقابلة ضحايا هذه الطائرات في بيشاور الباكستانية، وتساءل في مقال نشرته له صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن عدد المتطرفين الذين تتمكن هذه الطائرات من إصابتهم، مقابل عدد الضحايا المدنيين الذين تتسبب في قتلهم في منطقة وزيرستان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. وقال إن معظم الضحايا من النساء والأطفال أو من الرجال الذين ليس لهم أي علاقة مع الإسلاميين المتطرفين. إلى ذلك، أفاد تقرير أميركي بأن الطائرات الأميركية من دون طيار التي تنفذ طلعاتها على مدى 24 ساعة وتستهدف مسلحين شمال غربي باكستان تروع المدنيين الباكستانيين. ويعتقد أن الطائرات من دون طيار قتلت مئات المسلحين في كل من اليمن وأفغانستان وباكستان. وقال رجال قانون من أميركا، إن الرئيس باراك أوباما يخطئ عندما يظن أن استخدامه للطائرات الحربية التي من دون طيار يساعد في الحرب على الإرهاب ويحفظ أمن جنوده في أفغانستان. وقد قتل قياديون كبار من «القاعدة» نتيجة غارات الطائرات من دون طيار في باكستان، لكن حجم الإصابات التي طالت المدنيين صعب التقدير لأن السلطات الباكستانية تمنع وصول الباحثين ورجال الإعلام إلى المناطق التي تطالها الغارات بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وفي إحدى أكثر الهجمات إثارة للانتقادات في السنوات الأخيرة قتل 40 شخصا حين هاجمت طائرتان من دون طيار سيارة تقل أربعة مسلحين شمال وزيرستان في مارس (آذار) من عام 2011، وفي شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي قتل قيادي كبير في «القاعدة» هو أبو يحيى الليبي في إحدى هجمات الطائرات من دون طيار.

ودفع ذلك الهجوم مفوضة الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان نافي بيلاي إلى طرح علامات استفهام على شرعية هذه الهجمات.

ومن الجوانب التي تثير الجدل في تلك الهجمات كونها تخضع لتعليمات وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليس الجيش الأميركي، علما بأن باكستان ليست منطقة عمليات عسكرية كما هو حال أفغانستان، ودافع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن العمليات بالقول، إن بلاده «ستستمر في الدفاع عن نفسها». ودأب الجيش الأميركي على استخدام هذه الطائرات بشكل مكثف خلال فترة حكم أوباما الذي يعتقد أن هذه الطائرات تؤدي عملها «بشكل جراحي»، وأنها قلما تخطئ هدفها، وأن ضحاياها من المدنيين قليلة نسبيا، وأنها تخفض مخاطر الإرهاب، وهو ما نفاه رجال قانون من جامعتي ستانفورد ونيويورك في دراسة أعلنت عنها مجلة «دير شبيغل» على موقعها الإلكتروني أمس.

وقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص أمس في قصف بهذه الطائرات في إقليم وزيرستان الشمالية في شمال غربي باكستان.

واستغرق الإعداد لهذه الدراسة تسعة أشهر وشارك فيها أساتذة وطلاب قانون، وشملت إجراء مقابلات في أميركا وباكستان مع أشخاص أصيبوا بقصف من هذه الطائرات ومع ذوي الضحايا. ولم يركز الباحثون في دراستهم فقط على الموقف القانوني من استخدام هذه الطائرات، بل تجاوزوه إلى بحث مدى فعاليتها وما تسببه على الأرض وما إذا كانت فعلا تخفض خطر الإرهاب على الولايات المتحدة.

وخلص الباحثون من خلال الدراسة إلى أن استخدام هذه الطائرات لا يخفض هذا الخطر، بل يؤجج الإرهاب، وقالوا إن هذه الطائرات قتلت 2562 إلى 3325 شخصا في باكستان من بينهم 474 إلى 881 مدنيا، منهم 176 طفلا، في الفترة من يونيو عام 2004 إلى اليوم، وذلك حسب بيانات مكتب التحقيقات الصحافية في لندن، والذي اعتبره الباحثون أوثق مصدر للمعلومات بهذا الشأن.