ليبيا: البرلمان يمدد لأبو شاقور مهلة تشكيل الحكومة الجديدة

لاستكمال المشاورات الخاصة بالمرشحين لعضويتها

TT

بينما منح المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) الدكتور مصطفى أبو شاقور، رئيس الحكومة الانتقالية الجديد مهلة إضافية عشرة أيام لتقديم قائمة حكومته إلى المؤتمر تمهيدا لاعتمادها، تسابق السلطات الليبية الزمن للحيلولة دون حدوث اشتباكات جديدة بين ثوار مصراتة وجماعات محسوبة على نظام العقيد الراحل معمر القذافي في مدينة بني وليد، التي كانت تعتبر من آخر المعاقل المؤيدة للقذافي قبل سقوطه ومقتله في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال بيان مقتضب من مكتب الإعلام التابع للمؤتمر الوطني تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن اجتماعا عقد أمس ناقش ضبط الأمور الداخلية والأمنية لسير المؤتمر.

وقال أعضاء في المؤتمر الوطني لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من طرابلس، إن المؤتمر ناقش في اجتماعه أمس طلبا تقدم به رئيس الوزراء الجديد مصطفى أبو شاقور لتمديد مهلة تشكيل حكومته، علما بأن الموعد الرسمي السابق كان ينتهي بحلول نهاية الشهر الحالي.

وأوضح هؤلاء أن البرلمان وافق على منح أبو شاقور مهلة نهائية عشرة أيام إضافية لكي يتمكن خلالها من استكمال المشاورات الخاصة بالتشكيل الوزاري الجديد.

ويعكس هذا التأجيل المصاعب التي يواجهها أبو شاقور في تشكيل الحكومة الانتقالية الثانية التي من المقرر أن تخلف الحكومة الحالية التي يترأسها الدكتور عبد الرحيم الكيب.

وكان أبو شاقور قد أبلغ «الشرق الأوسط» فور تكليف البرلمان له بتشكيل الحكومة، بعزمه على الاستعانة بالثوار والإبقاء على عدد محدود من وزراء الحكومة الحالية في حكومته.

وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة مخاوف من هيمنة حزب البناء والعدالة الذي يعتبر الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى حزب الجبهة الوطنية، الذي ينتمي إليه يوسف المقريف رئيس البرلمان الليبي، على حكومة أبو شاقور، المحسوب على الإسلاميين على الرغم من نفيه لـ«الشرق الأوسط» أن يكون منتميا أو محسوبا على أي تنظيم سياسي.

وبينما تعذر على الفور الحصول على تعقيب فوري من رئيس الوزراء الليبي الجديد على الرغم من الاتصال بهاتفه الجوال أكثر من مرة، قال مصدر مقرب من أبو شاقور لـ«الشرق الأوسط» إن تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة يرجع بالأساس إلى جملة من التطورات الداخلية التي أدت إلى إرباك في جدول المواعيد واللقاءات مع المرشحين لدخول الحكومة.

لكن قياديين من الثوار قالوا في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن التأخير يرجع إلى رغبة أبو شاقور في الاستعانة بعدد من القيادات الميدانية للثوار في حكومته، خاصة في المناصب ذات الحساسية، مثل الداخلية والدفاع.

وأوضح مسؤول رفض تعريفه أن نجاح الضغوط الشعبية في إخلاء مقرات بعض الكتائب المسلحة في مدينة بنغازي بعد مظاهرات الجمعة الماضي، دفعت أبو شاقور إلى إعادة حساباته في طبيعة من سيكلفهم بهذه المناصب.

وانتخب المؤتمر أبو شاقور بفارق صوتين فقط عن غريمه الدكتور محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس أول مكتب تنفيذي للثوار خلال الحرب ضد القذافي العام الماضي.