واشنطن تعلن عن برنامج تعاون مع الحكومة الليبية في مجالات الأمن الداخلي

«سي آي إيه» تعيد إلى ليبيا ضباطها الذين أجلتهم بعد هجوم بنغازي

TT

مع استمرار تحقيقات مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) في الهجوم الإرهابي على القنصلية الأميركية في بنغازي، وقتل كريستوفر ستيفنز، السفير الأميركي، وثلاثة من زملائه، أعلنت الخارجية الأميركية برنامج تعاون مع الحكومة الليبية في مجالات الأمن الداخلي.

ويشمل البرنامج تدريب شرطة ليبية في أقسام التحقيقات ومواجهة الإرهاب وحراسة الحدود. في نفس الوقت، قالت مصادر إخبارية أميركية إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أعادت إلى ليبيا ضباطها الذين كانوا أجلوا من ليبيا بعد مقتل السفير الأميركي وزملائه.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس وصول مسؤولين من وزارة الدفاع وهيئة الجمارك إلى واشنطن، كجزء من برنامج مساعدات في إدارة الأمن الداخلي، وتحسين الأمن على الحدود.

وقالت الخارجية الأميركية إن البرنامج «يهدف إلى تقديم معلومات عن عمليات أمن الحدود، وتبادل أفضل الممارسات مع المسؤولين لحماية الحدود الليبية، وتعزيز التعاون في منع انتشار وتهريب الأسلحة ووقوعها في أيدي متطرفين».

ونقلت مصادر إخبارية أنه بالإضافة إلى شرطة «إف بي آي» التي سافرت إلى ليبيا، سافرت أيضا فرقة من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). وكانت الوكالة تركت ليبيا بعد الهجوم على بنغازي. وقالت المصادر إن التحقيقات التي سوف يجريها الكونغرس حول قتل السفير الأميركي وزملائه الثلاثة سوف تتطرق إلى دور، أو عدم دور «سي آي إيه» في متابعة نشاطات المتطرفين الإسلاميين الذين يعتقد أنهم قاموا بهجوم بنغازي، وذلك لأن تحقيقات وزارة الخارجية لن تتطرق إلى «سي آي إيه».

واشتكى مسؤولون سابقون في «سي آي إيه» بأن تقصير الوكالة في هجوم بنغازي يمكن أن يقارن بتقصيرها في هجوم 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وأيضا بما يجري في سوريا. وقالوا: إن «سي آي إيه» في ليبيا اعتمدت على مخبرين محليين وأجهزة استخبارات أجنبية ووسائل تكنولوجية لجمع المعلومات الاستخباراتية. ولهذا، لم تقدر على متابعة المتطرفين الإسلاميين الذين هاجموا القنصلية في بنغازي.

وقال مدير سابق لمكاتب «سي آي إيه» في الشرق الأوسط، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته: «هذا شيء يدعو للتقزز. لماذا ننفق مليارات الدولارات سنويا على الاستخبارات، ولا نستفيد منها في هذه اللحظة عندما نحتاج إلى معلومات استخباراتية؟». ورفضت «سي آي إيه» التعليق.

ووصف مسؤول استخباراتي أميركي سابق التجسس في ليبيا بأنه «تحد». لكنه قال: إن الولايات المتحدة «لم تحد عن الأهداف الرئيسية التي تحمي المصالح الأمنية الأميركية والليبية». وقال: إن ترحيل جواسيس «سي آي إيه» الأميركيين بعد الهجوم على بنغازي كان مؤقتا. وقال: «لعبت بنغازي (بمساعدات أميركية) دورا رئيسيا في ظهور ليبيا الجديدة، وسوف تواصل القيام بهذا الدور».