مبنى هيئة الأركان: من التنظيم والتدريب إلى معقل إدارة العمليات العسكرية

TT

يجمع المعارضون السوريون على أن «مبنى هيئة الأركان» الواقع في ساحة الأمويين في دمشق، يشكل معقل التخطيط وإدارة العمليات العسكرية التي تعمل قوات النظام على تنفيذها في مختلف المناطق السورية، وذلك بعد استهداف مبنى الأمن القومي في يوليو (تموز) الماضي. وهذا ما يشير إليه أيضا نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تحول إلى مقر اجتماعات خلية الأزمة التي تجمع القادة الأمنيين وكبار الضباط الذين توكل إليهم مهمة إدارة العمليات في كل المناطق السورية، إضافة طبعا إلى رئيس الأركان علي عبد الله أيوب الذي خلف فهد جاسم الفريج بعد تعيين الأخير وزيرا للدفاع ونائبا للقائد العام للجيش العربي السوري ليحل مكان داود راجحة، ونوابه الثلاثة الذين لا يعلن عن أسمائهم عادة، ويعرفون فقط في دائرة عملهم الصغرى». ورغم ذلك، يعتبر الحمود أن هؤلاء القادة الذين تولوا مناصبهم بعد مقتل قادة الصف الأول في تفجير دمشق، هم أكثر دموية من الذين سبقوهم، مضيفا: «إن الدليل على ذلك هو ابتكارات هذه الخلية المتمثلة في الدموية المعتمدة في إدارة العمليات العسكرية الشرسة التي تشن ضد المدنيين والتي أدت إلى تضاعف عدد القتلى يوميا في مختلف المناطق السورية».

ويؤكد الحمود أن مبنى هيئة الأركان يخضع لحراسة وحماية أمنية مشددة، على غرار كل المقرات الأمنية في سوريا، معتبرا أن استهدافه يأتي ضمن خطة استهداف المقرات الأمنية التي يعتمدها الجيش الحر في دمشق حيث يصعب عليه الحركة وخوض المعارك بسبب سيطرة النظام على العاصمة.

ويقول: «هو مبنى كبير إلى حد ما، يحاط به بما يشبه السور ويمنع الدخول إليه عبر مدخله الرئيسي أو ذلك التابع لموقف السيارات إلا لمن يحمل إذنا عبارة عن (أمر مهمة)، وهذا الوضع لا يختلف كثيرا أيضا بالنسبة إلى من يريد التنقل بين طوابقه، فيخضع بدوره لتفتيش دقيق على أيدي العناصر الموكلة إليها حماية المبنى». ويلفت هنا، إلى أنه تقوم عادة «سرية الأمن» التابعة للشرطة العسكرية بالمهمة الأمنية وحماية المقرات العسكرية والسياسية بشكل عام، لكن بعد الثورة، تم تعزيز هذه القوات باستقدام عناصر من القوات الخاصة وأخرى من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات، خوفا من استهدافها وبهدف إحكام السيطرة بشكل أكبر عليها.

ويشير الحمود إلى أن هيئة الأركان التي انتقل عملها منذ نحو 10 سنوات إلى المبنى الجديد في ساحة الأمويين، والقريب في الوقت عينه من المبنى القديم، لم تكن تتمتع بالدور الفاعل على الصعيد الأمني، بل كان عملها مقتصرا على التنظيم والتدريب إضافة إلى إدارة شؤون الضباط والقوات العسكرية وإجراء اختبارات لتسليم الضباط مراكز قيادية أو نقلهم من مكان أو موقع إلى آخر، مشيرا إلى أنه لم يتم الاستغناء عن المبنى القديم بشكل كامل بل لا يزال يلعب دورا أيضا على خط العمل العسكري ولا سيما خلال الثورة السورية.