مصر: الهيئة العليا لـ«النور» السلفي تعزل رئيسه

مصدر بالحزب لـ «الشرق الأوسط» : الإقالة جراء توليه منصب مساعد الرئيس مرسي

TT

في تطور مفاجئ، تأزم المشهد داخل حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية بمصر، حيث قررت الهيئة العليا للحزب أمس عزل الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب، مساعد الرئيس المصري للتواصل الاجتماعي، وتعيين مصطفى خليفة خلفا له في رئاسة الحزب.

وقال مصدر مسؤول بحزب النور لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار سحب الثقة من الدكتور عبد الغفور جاء بإجماع أعضاء الهيئة العليا للحزب»، مؤكدا أن سبب العزل هو تقلده منصب مساعد رئيس الجمهورية. وأضاف المصدر نفسه أن «لجنة شؤون الأحزاب أبلغت رسميا بهذا القرار أمس، وبدورها أبلغت الدكتور عبد الغفور به أيضا في اليوم نفسه».

ويأتي قرار حزب النور بعد أن اشتدت حدة الانقسامات والخلافات داخله خلال الأشهر الماضية، واستمر التباين في الآراء بين قيادات الحزب حول إجراء الانتخابات الداخلية من عدمه، وذلك استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة.

وراهن عدد من السياسيين المصريين، عقب الظهور القوي للحزب السلفي الذي حل ثانيا بعد حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحصل على 25 في المائة من مقاعد البرلمان في أول انتخابات برلمانية يخوضها عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2011، على أن «النور» سيكون فرس الرهان في الانتخابات البرلمانية المقبلة لمواجهة المد الإخواني على الدوائر الانتخابية في محافظات مصر. وهو ما أكده أشرف ثابت، عضو الهيئة العليا للحزب والقيادي البارز فيه، قائلا إن «الحزب في حاجة إلى ترتيب أوراقه والاستعداد لانتخابات (البرلمان) المقبلة بغرفتيه الشعب والشورى».

وقالت الهيئة العليا لحزب النور، في بيان لها أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «قررت تعيين مصطفى خليفة رئيسا للحزب بدلا من الدكتور عماد عبد الغفور، لحين انعقاد أول جمعية عمومية لانتخاب هيئة عليا جديدة ورئيس للحزب». وقال البيان إنه «بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب مساء أول من أمس (الثلاثاء)، وبعد الاطلاع على الإعلان الدستوري، والقانون رقم 40 لسنة 1977 بشأن الأحزاب السياسية، والاطلاع على اللائحة السياسية للحزب، تقرر انتهاء ولاية وكيل المؤسسين (عبد الغفور)، بصفته رئيسا للحزب». وأضاف البيان «يعمل بهذا القرار من تاريخه، ويعلن بمقر الحزب الرئيسي والمقرات الفرعية»، ووقع البيان من قبل الرئيس الجديد للحزب مصطفى خليفة.

وعلق أشرف ثابت على عزل الدكتور عبد الغفور قائلا إن «قرار الهيئة بتصعيد خليفة جاء ردا على القرارات الفردية لعبد الغفور والتي تسببت في الكثير من المشكلات الإدارية».

في المقابل، شكك الدكتور يسري حماد، المتحدث باسم حزب النور، في صحة قرار الهيئة العليا للحزب، وقال إن «ما حدث يأتي ضمن تصرفات مجموعة من (المشاغبين) داخل الحزب، بهدف التأثير على قيادة الحزب الحالية». وقال حماد لـ«الشرق الأوسط» إن «الهيئة العليا لـ(النور) اجتمعت أول من أمس أيضا برئاسة الدكتور عبد الغفور، وقامت بتجديد الثقة في رئاسته للحزب، وأجرت مجموعة من التغييرات في الهيئة العليا، منها إقالة الدكتور يونس مخيون، وأشرف ثابت وكيل الحزب، واستبعاد نادر بكار من منصب المتحدث باسم الحزب، على أن يتم قصر التحدث باسم الحزب علي والدكتور محمد نور». لكن نادر بكار، المتحدث الرسمي للحزب، نفى خبر استبعاده على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بقوله «خبر إقالتي غير صحيح».

وقال يسري حماد إنهم قاموا بتشكيل لجنة للمصالحة داخل الحزب، وإلغاء نتائج الانتخابات التي أجرتها جبهة الدعوة السلفية في 19 محافظة الأسبوع الماضي، مؤكدا أن عبد الغفور ما زال مستمرا في رئاسة حزب النور لحين إجراء انتخابات جديدة، مشيرا إلى أنهم أرسلوا مذكرة إلى لجنة شؤون الأحزاب بالقرارات الجديدة والتي من بينها تجديد الثقة في رئيس الحزب.

واختار الرئيس محمد مرسي الدكتور عبد الغفور ليكون مساعده للتواصل الاجتماعي. وكان الدكتور عبد الغفور قام قبل بدء أول لقاء رسمي له في نطاق عمله مساعدا لرئيس الجمهورية للتواصل المجتمعي، بزيارة مقر مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة ولقاء الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.