أوباما يتقدم.. والمعركة تحتدم في الولايات المتأرجحة

المرشح الجمهوري يسعى جاهدا للظفر بأوهايو «المحورية» وتكثيف التركيز على الاقتصاد

TT

كثف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني حملته في ولاية أوهايو، مدفوعا بحقيقة يتداولها كثيرا الأميركيون وهي أنه لم يفز أي مرشح جمهوري في انتخابات الرئاسة من دون أن يتقدم في هذه الولاية. لكن رغم الجولة التي قام بها بالحافلة في هذه الولاية المحورية على مدى يومين، فإن استطلاعا جديدا للرأي أظهر أن رومني لا يزال بعيدا عن منافسه الديمقراطي الرئيس باراك أوباما.

فحسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «واشنطن بوست»، تقدمت أصوات المرشحين الديمقراطيين الآخرين في أوهايو وفلوريدا. وحسب الاستطلاع، بدا أوباما متفوقا في أوهايو بنسبة 52% على رومني (44%). أما في ولاية فلوريدا فيتقدم أوباما أيضا بنسبة 51% مقابل 47%. لكن رغم ذلك، فإن رومني علق قائلا إن «إمامنا وقتا طويلا»، في إشارة إلى الموعد المرتقب للاستحقاق الرئاسي وهو السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال بيسون ريتش، المدير السياسي لحملة رومني، إن المرشح الجمهوري لا يهتم كثيرا بنتائج الاستطلاعات، وإن «الحملة تتخذ قرارات استراتيجية استنادا إلى دراسات داخلية وبحوث»، وإنه واثق من فوز رومني.

وشدد رومني في رالي، شمال دايتون (ولاية أوهايو) على أن هناك «اختلافات فلسفية كبيرة» بينه وبين أوباما. وقال مستشارو حملة رومني إنهم سيسعون إلى إيصال «رسالة واضحة ومتناسقة» توضح أولويات رومني في السياسة العامة وذلك وسيلة لتصوير «تناقض واضح» مع رسالة أوباما.

وتضم أوهايو حاليا كثيرا من الناخبين «الوسطيين»، ولذلك اكتسبت لقب ولاية «متأرجحة»، من ضمن نحو عشر ولايات تغير مواقفها بين الديمقراطيين والجمهوريين في كل اقتراع رئاسي وترجح لوحدها كفة النتيجة، وفي بعض الأحيان بفارق لا يتعدى آلاف الأصوات. وتعزو تقارير إخبارية أميركية تقدم أوباما إلى مشكلات رومني المالية، مثل عدم كشفه بياناته الضرائبية، واتهامات بأنه وضع ملايين الدولارات في حسابات ببنوك سويسرية، إضافة إلى تركيز أوباما على الجانب الأمني، وإشارته إلى هزيمة تنظيم القاعدة ومؤسسه أسامة بن لادن. واستغل أوباما منصبه في ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، عندما خرج من البيت الأبيض في الصباح إلى الفناء الجنوبي، مع السيدة الأولى ميشيل، ووقفا دقيقة صمت، ثم ذهبا إلى البنتاغون، الهدف الآخر لهجوم الطائرات الأربع التي اختطفت في ذلك اليوم. وبمساعدة حرس شرف، وضع أوباما إكليل زهور بيضاء قرب لوحة منقوشة عليها أسماء الذين قتلوا في البنتاغون. في الجانب الآخر، وزع رومني بيانا قال فيه: «في هذا اليوم الأكثر تأملا، يجب أن يعرف أولئك الذين يريدون أن يهاجموا الولايات المتحدة أننا متحدون.. أننا أمة واحدة». وبرز هناك فرق بين المرشحين في الموضوع الأمني؛ إذ بعد ذلك بأسبوع، أظهر استطلاع للرأي أن الأميركيين يفضلون أوباما في قضايا محاربة الإرهاب، والدفاع عن الأمن القومي. لكن، استطلاعا آخر أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وتلفزيون «سي بي إس» أبرز أن نسبة 37% فقط من الناخبين ترى أن الإرهاب والأمن يؤثران أكثر على موقفيهما، بينما ترى نسبة أكثر، وهي نسبة 54% أن الاقتصاد هو الأهم. وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه الأرقام لا تطمئن أوباما، لأن الانتخابات بقي عليها شهر ونصف الشهر، ولأن الأرقام الاقتصادية تظل في غير صالحه، خاصة عندما تصل نسبة البطالة إلى أكثر من 8%، وعندما ترى أغلبية الشعب أن البلاد تسير على المسار الخطأ. وفي الجانب الآخر، يريد أوباما أن يستغل وجوده في البيت الأبيض، ويسجل شعبيته بصفته شخصا، رغم مآخذ كثير من الأميركيين على سياساته. ويركز أوباما أيضا على الولايات المتأرجحة، مثل فلوريدا وأوهايو وفرجينيا.