إعدامات ميدانية في دمشق وريفها.. ودوما في «حالة حرب»

أكثر من 200 قتيل حصيلة أعمال العنف أمس

TT

لم تقتصر التطورات الأمنية في العاصمة السورية دمشق أمس على التفجيرين اللذين استهدفا محيط مبنى هيئة الأركان، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إعدام قوات الأمن لما يزيد على 16 شخصا في حي برزة بالتزامن مع توسيع رقعة العمل الأمني والعسكري في مدينة دوما وتنفيذ حملة مداهمات واسعة في مدينة بانياس الساحلية، مما أدى وبحسب لجان التنسيق المحلية إلى سقوط ما يزيد على 200 قتيل في مختلف أنحاء سوريا.

وفي التفاصيل الميدانية، أفيد بإعدام 16 شخصا على الأقل فجر الأربعاء في حي برزة شمال دمشق على يد مسلحين موالين للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى «استشهاد ما لا يقل عن 16 مواطنا بحارة التركمان بحي برزة بدمشق إثر إطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للنظام بحسب ناشطين من الحي»، مشيرا إلى أن من بين الضحايا ست نساء وثلاثة أطفال.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن المسلحين اقتحموا منازل الضحايا الساعة الخامسة فجر الأربعاء (2:00 ت.غ) وأطلقوا النار عليهم.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع مجزرة ارتكبها شبيحة النظام الذين أعدموا الضحايا ميدانيا في برزة، مشيرة إلى أن من بين الضحايا أبا وثلاثة من أبنائه، وأوضح عضو تنسيقيات الثورة السورية أبو عمر القابوني، أن القتلى من عائلة السوادي المتحدرة من منطقة التل بريف دمشق، حيث قامت شبيحة من منطقة عش الوروار المتاخمة للحي الدمشقي بالهجوم على الحي وإعدامهم بالرصاص وذبحهم بالسيوف مع ترك طفل واحد من العائلة على قيد الحياة الذي روى القصة وأخبر الناشطين عن مكان المجزرة وجثث القتلى.

وفي الوقت الذي تحدث فيه ناشطون آخرون عن العثور على 40 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في بلدة الذيابية بريف دمشق، بث مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مقطع فيديو يظهر عشرات الجثث ملقاة على الأرض، وقد قال الناشطون إنها تعود لأكثر من 50 شخصا ذبحوا بالسكاكين أو ضربوا حتى الموت من قبل الشبيحة. بدورها، قالت لجان تنسيق الثورة في معضمية الشام بريف دمشق، إن قوات النظام قصفت المنازل السكنية ونفذت إعدامات ميدانية في المدينة.

ومن دوما، تحدث أحد النشطاء في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» عن «حالة حرب حقيقية تعيشها المدينة»، لافتا إلى أن «أهل دوما استيقظوا على عشرات القذائف والانفجارات وإطلاق نار كثيف كأننا في حرب مع إسرائيل مما أدى إلى إصابة أشخاص بجروح وتشوهات واستشهاد البعض».

وقال الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن «قصفا عنيفا جدا بالهاون على دوما اشتد بعد أذان الفجر بمعدل قذيفة كل 5 دقائق»، لافتا إلى أن «القصف تركز على حي الحجارية واستهدف جامع أنجيلة والفوال والمناطق المحيطة ومنطقة كرم الرصاص والمساكن وحي عبد الرؤوف».

كما استهدفت قوات النظام منطقة الزبداني بريف دمشق، بحسب الهيئة العامة للثورة، بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «الأجهزة الأمنية في مدينة بانياس الساحلية اعتقلت 25 سيدة وثلاثة أطفال وأكثر من 40 رجلا ضمن حملة مستمرة منذ أربعة أيام»، مشيرا إلى أن الحملة تشمل «الأحياء الجنوبية للمدينة والقرى الجنوبية الثائرة على النظام». وأوضح المرصد، أن «العميد محمد زيتي، رئيس فرع أمن الدولة في محافظة طرطوس، والعميد عبد الكريم عباس، رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة طرطوس، يقودان الحملة على هذه المناطق، من أجل إثبات الولاء للقيادة في دمشق»، مشيرا إلى أن فرعي الاستخبارات الجوية والسياسية يشاركان في الحملة.

وطالب المرصد السلطات السورية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المعتقلات والمعتقلين في منطقة بانياس، محذرا من أن استمرار اعتقالهم سوف يخلق حالة هياج شعبي ويؤجج الحرب الطائفية التي ما فتئت الأجهزة الأمنية تذكيها منذ اندلاع الثورة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن عددا كبيرا من شبان المدينة متوارون عن الأنظار أو هربوا خوفا من الاعتقال، مشيرا إلى أن ما يجري تهجير غير مباشر لشبان المدينة.

من جهة ثانية، قال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن جيش النظام قصف حي القصور في دير الزور، في حين تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن إعدام قوات النظام لـ21 شخصا ميدانيا في حي الجورة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن قوات النظام قصفت منطقة تل رفعت بالمدفعية والصواريخ، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بسبب القصف العنيف بالمدفعية والطيران المروحي على جوبر والسلطانية بحمص.

وأعلن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا تجاوز 30 ألف قتيل منذ بدء الأزمة قبل أكثر من 18 شهرا.