مؤتمر جديد لأحزاب معارضة في سوريا

بحضور سفراء روسيا والصين وإيران

TT

بدأت في العاصمة السورية دمشق أمس أعمال «مؤتمر أحزاب وقوى التغيير الديمقراطي السلمي»، بمشاركة أكثر من ثلاثين حزبا وتيارا سوريا «معارضا»، وبحضور عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي في دمشق، أبرزهم سفيرا روسيا وإيران وممثل عن السفارة الصينية.

ودعت ورقة عمل صادرة عن المؤتمر إلى خارطة طريق لإنهاء الأزمة تدعو النظام السوري والمعارضة المسلحة إلى اتخاذ عدة خطوات للوصول إلى «نظام ديمقراطي معاصر»، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وطالبت الورقة النظام السوري بوقف إطلاق النار، وإطلاق هدنة، وتقديم محطة تلفزيونية للمعارضة أو فتح المحطات الرسمية للمعارضة، والعمل السريع على ملف المعتقلين الخاص بالأزمة وعلى ملفات القمع والاعتقال القديم، والعمل الجاد على ملف المهجرين القسريين وحاجاتهم، والمطالبة بإذن مفتوح بالنشاط السياسي الحر لكل القوى السياسية، ووقف العمل بقانون مكافحة الإرهاب، والسماح بالعمل السلمي التظاهري، وإجراء محاسبات جادة وعلنية لقوى الفساد، وإشراك المعارضة السياسية والشعبية بملفات حساسة ومعقدة كالفساد والاعتقال.

كما طالبت الورقة المعارضة المسلحة برفع الحواجز عن الطرق العامة وتركها للجيش السوري، والمساعدة في تأمين الخدمات والأعمال الإغاثية، وإطلاق فكرة هدنة بوقف القتال، وإطلاق بيان يتعلق بالوقف الفوري للقتل والتمثيل والخطف، وإيقاف أي خطاب سياسي متعلق بالتدخل الخارجي، وإطلاق بيان وخطاب سياسي للقبول بطاولة الحوار.

وقال السفير الروسي في دمشق عزت كولموخاميت، في كلمة له، إن «انعقاد المؤتمر خير دليل على عزم المشاركين على التغيير السلمي ووقف العنف»، مشيرا إلى أن «الوضع في سوريا صعب، ومهما كان تعقيده لا بد من مواصلة الجهود الدؤوبة للخروج من الأزمة». وأضاف كولموخاميت أن «هذه الجهود يجب أن تبنى على المبادئ القائلة برفض التدخل الخارجي ووقف العنف الفوري من جميع الأطراف بما فيها الحكومة السورية والمعارضة المسلحة»، مؤكدا على أهمية «الحوار السياسي الشامل من دون شروط مسبقة»، وعلى أهمية مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. ودعا كولموخاميت إلى توحيد جهود المعارضة الداخلية.

من جانبه، قال ممثل السفارة الصينية في دمشق فينغ بياو إن «الوضع السوري الراهن يزداد حدة وخطورة»، لافتا إلى ازدياد «الاشتباكات العنيفة» والدمار الذي يلحق بالبنى التحتية وتهجير المدنيين. وأكد بياو أن بلاده تتخذ «موقفا موضوعيا عادلا ومسؤولا» من الأزمة السورية، موضحا أن موقف بكين ينطلق من «حماية المصالح الأساسية للشعب السوري».

ودعا الدبلوماسي الصيني إلى «ترك الشعب السوري يقرر مصيره ومستقبله»، كما دعا إلى «التمسك بالحل السياسي». ورأى بياو أن «الأهم هو وقف العنف والبدء بعملية سياسية»، معتبرا أن «المؤتمر يدل بذاته على أن أمل الحل السياسي ما زال موجودا رغم الصعوبات الكبيرة».

بدوره، أدان السفير الإيراني لدى سوريا محمد رضا شيباني التفجيرين اللذين حصلا أمس بالقرب من ساحة الأمويين في دمشق واستهدفا مبنى قيادة الأركان العامة للجيش السوري. واعتبر شيباني أن الأزمة السورية «نسج خيوطها أعداء سوريا لإضعاف الكيان السوري والقضاء عليه لأنه يشكل واحدا من الأركان المفصلية في محور المقاومة والممانعة». وشدد شيباني على أن بلاده «تحترم حقوق ومطالب الشعب السوري، وتدعم استراتيجية توسيع وتنفيذ الإصلاحات التي بدأت بها الحكومة السورية»، مضيفا أن طهران ترى «الحل السياسي والحوار الشامل بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية هما السبيل الوحيد والأمثل لتحقيق الإصلاحات».

وشدد السفير الإيراني على أن بلاده «ما زالت تعارض أي تدخل خارجي في الشأن السوري الداخلي خاصة العسكري منه»، وأدان «تدخل بعض الدول من خلال تقديم الدعم اللوجيستي لمجموعات غير مسؤولة».