المعارضة السورية ترحب بموقف أمير قطر المطالب بتدخل عسكري عربي في سوريا

اعتبرته واجبا وليس خيارا في غياب أي أفق للحل السياسي

TT

حظي موقف أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي طالب فيه الدول العربية بتدخل عسكري لوقف إراقة الدماء في سوريا، باهتمام واسع لدى المعارضة السورية التي رحبت بهذا الموقف، واعتبرته «الحل الأمثل بعد انسداد الأفق أمام الحل السياسي، وهو بات واجبا وليس خيارا».

وكان أمير قطر طالب الدول العربية بـ«التدخل في سوريا بسبب إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقف الحرب الأهلية في البلاد». وأعلن في كلمته في الأمم المتحدة، أن «مجلس الأمن فشل في التوصل إلى موقف فعال، وفي ضوء هذا فإنه يعتقد أنه من الأفضل للدول العربية أن تتدخل بدافع الإنسانية وواجبها السياسي والعسكري والقيام بما هو ضروري لوقف إراقة الدماء في سوريا». وقال الشيخ حمد بن خليفة: «إن بشار الأسد يملك خيارا وحيدا للتصدي لهذه الأوضاع ويتمثل بقتل شعبه ليتمكن من الفوز بهذه الحرب».

وفي هذا الإطار رأى الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، أن «اقتراح أمير قطر هذا يشكل الحل الأمثل، الذي سبق ونادينا به منذ البداية». وشدد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على «ضرورة أن يتحمل العالم العربي مسؤولياته تجاه سوريا، لأن الشعب السوري يدفع ضريبة أمن العالم العربي والشعب العربي برمته». وقال: «واضح أن الدول الأجنبية ليست مهتمة كثيرا بمصير سوريا وبمصير الشعب السوري، لأن لديها حساباتها ومصالحها الدولية، لكن الدول العربية تستطيع أن تتدخل عسكريا في سوريا، لأن الرأي العالم العربي متطوع تطوعا كاملا من أجل القضية السورية ووقف آلة القتل وحق الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة». وردا عن سؤال عما إذا كان موقف أمير قطر مستندا إلى موافقة عربية غير معلنة، لفت غليون إلى أن «دولة قطر مقتنعة منذ أشهر بأهمية هذه العملية (التدخل العسكري) وتشعر أنها المخرج الحقيقي في غياب أي أفق للحل السياسي أو الإنساني الدولي، لكن للأسف أن معظم الدول العربية ما زالت بعيدة عن هذا التوجه، ولم نسمع حتى الآن أي صدى عربي لموقف أمير قطر، خصوصا من مصر التي يشدد رئيسها محمد مرسي على رفض أي تدخل أجنبي في سوريا، فإذا كان يرفض التدخل الأجنبي عليه أن يقبل بالتدخل العربي، لأن العرب لهم مصلحة في وقف القتل في سوريا فورا».

بدوره اعتبر المعارض السوري البارز هيثم المالح، أن «تدخل الأسرة العربية عسكريا في سوريا بات واجبا وليس خيارا، من أجل استئصال هذا السرطان المتمثل في النظام والعصابة الحاكمة بسوريا». وأكد المالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «سوريا الدولة وليست النظام هي جزء من الجامعة العربية ومن الأسرة الدولية، وأضاف المالح: «بالنيابة عن الشعب السوري أنا أشكر موقف دولة قطر والمملكة العربية السعودية على رغبتهما في إنهاء مأساة الشعب السوري». وردا على سؤال عما إذا كان موقف أمير قطر سيلقى قبولا عربيا، أجاب المالح «المفروض أن تكون هناك إشارة قبول لدى الدول العربية، لكن لست على علم، إذا كانت قطر لديها مؤشرات قبول من الجامعة العربية بذلك».

أما نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، فتوجه بالشكر إلى «دولة قطر وكل الدول التي تبدي رغبتها في مساعدة الشعب السوري ووقف آلة القتل في سوريا». وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط» تعليقا على موقف أمير قطر «نحن كجيش حر نقول للعالم إننا لا نحتاج إلى أي تدخل عسكري في سوريا، إنما نطلب شيئين أساسيين، أولا تأمين حظر جوي عام لمنع الطيران السوري من التحليق فوق كل الأراضي السورية، وثانيا تزويد الشعب السوري بالسلاح وعندها باستطاعة الجيش السوري والثوار إسقاط النظام بسرعة».