استقالة مستشار كلينتون لشؤون سوريا

قرر أن يتقاعد من أجل قضاء مزيد من الوقت مع عائلته

TT

بهدوء شديد، قدم المستشار الخاص بوزارة الخارجية الأميركية لشؤون سوريا فريدريك هوف استقالته في وقت متأخر مساء الثلاثاء، موضحا أن أسباب استقالته ترجع إلى رغبته في قضاء وقت أطول مع عائلته. وعلق المسؤول الصحافي بوزارة الخارجية على استقالة هوف بقوله «إن السفير فريد هوف قام بعمل رائع ومهم ومتميز في خدمة الحكومة الأميركية، وقد قرر أن يتقاعد من أجل قضاء مزيد من الوقت مع عائلته» وأضاف: «إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ممتنة جدا لقيادته وعمله في مجموعة متنوعة من القضايا آخرها القضية السورية».

وتأتي استقالة الدبلوماسي الأميركي المخضرم هوف، الذي عين في28 مارس (آذار) 2012 مستشارا خاصا لوزيرة الخارجية الأميركية لشؤون سوريا، في وقت يسعى فيه قادة العالم إلى إنهاء النزاع والوضع المتدهور في سوريا وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن المنطقة.

وقد قام السفير فريد هوف خلال الشهور الماضية باتصالات موسعة مع المعارضة السورية في الخارج، وقام بعدة جولات من المحادثات مع الحكومة الروسية، وشارك في اجتماعات للمعارضة السورية مع المسؤولين الروس. وشارك هوف مع السفير الأميركي إلى سوريا روبرت فورد، لوقف النزاع في سوريا والعمل على مساعدة المعارضة السورية لتوحيد صفوفها وصياغة رؤية لقيادة المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا. ويملك هوف خبرة طويلة في منطقة الشرق الأوسط، فقبل تسلم منصبه الأخير كان يعمل منسقا خاصا للشؤون الإقليمية ويعمل مباشرة مع جورج ميتشل، الذي عمل موفدا خاصا إلى الشرق الأوسط قبل استقالته العام الماضي.

وانضم هوف إلى إدارة الرئيس أوباما عام 2009 مستشارا لكلا من سوريا ولبنان وكان دائم السفر إلى منطقة الشرق الأوسط، وعمل بتنسيق وثيق مع السفير الأميركي روبرت فورد لصياغة رؤية لخطة انتقالية لسوريا ما بعد الأسد. وقال مصدر مقرب من السفير هوف إنه التزم بالعمل لمدة عامين فقط لكن مع اشتعال الأزمة السورية وزيادة أمد الصراع استمر هوف في عمله لكنه كان يتوق للعودة للحياة المدنية ويخطط للتقاعد.

وكان آخر ظهور علني للسفير فريد هوف خلال ندوة حول الأوضاع في سوريا يوم 18 سبتمبر (أيلول) الجاري أمام معهد الشؤون الخارجية واللغات التابع لوزارة الدفاع الأميركية. وأشار هوف خلال الندوة إلى التحديات التي تواجه السوريين وصعوبات تشكيل حكومة انتقالية، والتوجه الدولي لإزالة نظام الأسد ووقف العنف وتخفيف معاناة اللاجئين. وأبدى هوف قلقه حول حماية الطوائف العرقية والدينية وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات وتحقيق إنعاش اقتصادي وإعادة حكم القانون.

والسفير هوف هو خريج جامعة جورج تاون للخدمة الخارجية عام 1969 وبدأ حياته المهنية ضابطا في الجيش، وهو من قدامي المحاربين في فيتنام وعمل مسؤولا لمنطقة الشرق الأوسط داخل الجيش ودرس اللغة العربية في معهد الخدمة الخارجية في تونس وتلقي درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا البحرية، وشغل منصب الملحق العسكري الأميركي في بيروت وفي وقت لاحق عمل هوف بمكتب وزير الدفاع مديرا لمكتب الأردن ولبنان وسوريا والشؤون الفلسطينية.