هادي يخاطب الجمعية العامة للمرة الأولى.. ويؤكد التزامه بعملية الانتقال السياسي

الرئيس اليمني الأجنبي الوحيد الذي التقاه أوباما

TT

ألقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، حيث أكد التزامه بعملية الانتقال السياسي في بلاده وبناء دولة حديثة تحمي مصالح اليمنيين بناء على «عقد اجتماعي جديد بين السلطة والشعب». وتزامن خطاب هادي مع احتفال بلاده بالذكرى الـ50 لثورة 26 سبتمبر (أيلول) اليمنية، حيث حيا الشعب اليمني من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا إنها «فرصة مناسبة» ليخاطب شعبه.

وبدأ هادي خطابه بالحديث عن قضية الفيلم المسيء للإسلام، وضرورة احترام المقدسات الدينية، من دون استخدام قضية حرية التعبير ذريعة للسماح بمثل هذه الإساءات. وقال هادي «هناك حدود يجب أن توضع لحريات الرأي عندما يمس بالمقدسات»، مضيفا «بلادي تدين بشدة هذا الفيلم». وتحدث طويلا عن مخاطر ظاهرة الإساءة إلى الدين الإسلامي وضرورة اتخاذ موقف منها.

وانتقل هادي بعدها للحديث مطولا عن الانتقال السياسي في بلاده الذي قال إنه يقوم على أساس «عقد اجتماعي جديد بين السلطة والشعب». وقال «لقد عاش اليمنيون أوضاعا صعبة»، والآن يتطلعون إلى مستقبل أفضل، معتبرا أن «95 في المائة من الشعب اليمني يريد مواكبة العالم والانتقال إلى القرن الـ21». وأضاف أن «المدخل الصحيح لمعالجة الأوضاع في اليمن يجب أن يكون من منطلق شامل».

وأوضح هادي أنه يعمل على «بناء دولة حديثة.. تشمل توزيعا عادلا للثورة وإدارة المفاصل السيادية على أسس وطنية في إطار النظام السياسي الذي يجمع عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني المنتظر». وأكد هادي في خطابه أن «مؤتمر الحوار الوطني مفتوح لكل اليمنيين ولكل القضايا لتحقيق المصالح اليمنية»، مطالبا كل الأطراف بالمشاركة فيه.

يذكر أن مجموعة أصدقاء اليمن تجتمع اليوم لبحث الأوضاع في اليمن، وتحديدا التنمية فيه والمساعدات إليه. وقال هادي أمس «نتعهد بالعمل بعيدا عن البيروقراطية وبشفافية كاملة ومن دون معوقات»، من أجل تطبيق خطة التنمية والإصلاح في البلاد. وطالب بدعم الاستثمار في بلاده، قائلا إن «الاستثمار يجلب الاستقرار»، بدلا من بسط الاستقرار قبل جلب الاستثمار.

وتحدث هادي عن التحديات الأمنية في بلاده، قائلا إن «الإرهاب الذي كاد يفرض سيطرته على بعض المناطق في البلاد يشكل تهديدا على الاستقرار والأمن المحلي والإقليمي والدولي». وأردف قائلا إن القوات اليمنية استطاعت طرد المتطرفين، وقد «أصبحت المجموعات الإرهابية اضعف بكثير، ولكن لا يمكن التقليل من خطورتها». وأكد التزام بلاده بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

وحرص هادي على تقديم الشكر للدول والجهات التي دعمت بلاده خلال الفترة الانتقالية الأخيرة. وقال «أتقدم بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الدولي جمال بن عمر، والدول الأعضاء في مجلس الأمن» وعدد من الدول الإقليمية والاتحاد الأوروبي لـ«ضمان العملية السياسية لإنقاذ اليمن».

وتطرق هادي في خطابه إلى قضايا عربية وإقليمية عدة، أولاها القضية الفلسطينية. وندد بـ«انتهاك حقوق الفلسطينيين والتنكيل بالفلسطينيين العزل»، معلنا تأييده لإعلان دولة فلسطينية وجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

ويجري هادي مشاورات موسعة في نيويورك قبل الانتقال إلى العاصمة الأميركية واشنطن نهاية الأسبوع. وكان هادي المسؤول الأجنبي الوحيد الذي التقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارة الأخير نيويورك لحضور الجمعية العامة. وبعد أن أكد البيت الأبيض تكرارا الأسبوع الماضي أن أوباما لن يجر لقاءات مع قادة العامة المجتمعين في نيويورك، على الرغم من توقع لقاءه مع الرئيس المصري محمد مرسي، فقد أعلن البيت الأبيض عصر أول من أمس أن أوباما التقى هادي. وكان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان، الذي يعتبر المسؤول الأميركي الأرفع المهتم بالملف اليمني، مجتمعا مع الرئيس اليمني عندما شارك أوباما الاجتماع. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «الرئيس شارك باختصار في الاجتماع، للسلام على الرئيس هادي، وليشكره على الخطوات التي اتخذها لتأمين سفارتنا ودبلوماسيينا في بلده».