اليمن: قتيل وجرحى بتعز في مواجهات بين الأمن ومسلحين.. و«القاعدة» تقتل طفلين

وكالات الإغاثة تحذر: أزمة الجوع تهدد بتقويض التنمية والاستقرار في اليمن

يمنية ترفع صورة لقريب لها بعد اختفائه في صنعاء امس (إ.ب.أ)
TT

قالت مصادر في مديرية القطن بمحافظة حضرموت، بجنوب شرقي اليمن، إن طفلين قتلا وجرح آخرون من المواطنين في تفجير عبوة ناسفة في ممر المشاة بالمدينة، يعتقد أن عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة قاموا بزراعتها في ذلك المكان، في وقت اعتقلت قوات الأمن في العاصمة صنعاء شخصين على صلة بالإرهاب.

وذكرت المصادر أن مجهولين يعتقد أنهم من عناصر تنظيم القاعدة قاموا بزراعة العبوة الناسفة على رصيف المشاة جوار المحكمة الابتدائية في مديرية القطن وأن الانفجار أسفر عن مقتل طفلين بين الـ15 والـ13 وينتميان لمحافظة إب في وسط اليمن، واتهمت السلطات اليمنية «القاعدة» بالوقوف وراء الحادث الذي وصفته بالإرهابي.

وتعد مديرية القطن في حضرموت الداخل، من أكثر المناطق التي تنشط فيها «القاعدة»، والتي قام عناصرها، الفترة الماضية، باغتيال عدد من ضباط الأمن والجيش في عمليات متفرقة في المدينة أو خارجها، إضافة إلى أن الطائرات الأميركية من دون طيار نفذت سلسلة من الغارات التي استهدفت مطلوبين بارزين من العناصر المتشددة في المنطقة والمحافظة عموما.

إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في العاصمة صنعاء عن اعتقال عنصرين من «القاعدة»، وصفتهما بالخطرين، وقالت المصادر إنه «تم اللقاء القبض على هذين الإرهابيين في عملية نوعية لأجهزة الأمن، حيث تمت مداهمة وكر كانا يتواجدان فيه في شارع القاهرة بالدائري الشمالي بعد عملية مراقبة وتعقب ناجحة»، فيما تشهد العاصمة صنعاء إجراءات أمنية مشددة تحسبا لعمليات إرهابية تستهدف المصالح الغربية ومقرات أجهزة ودوريات الشرطة وضباط المخابرات، حيث رفعت الداخلية اليمنية الاستعدادات الأمنية في كافة أنحاء العاصمة صنعاء.

وكان جرى، أمس، تشييع جثمان العقيد في جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، عبد الله الأشول، الذي اغتيل قبل 3 أيام في العاصمة صنعاء برصاص مسلح مجهول يستقل دراجة نارية في حي الصافية بجنوب، ويعمل العقيد الصريع في الشعبة الثامنة بجهاز الأمن، وقد تقدم رئيس هيئة الأركان ورئيس جهاز المخابرات وعدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين تشييع الجثمان إلى مقبرة الشهداء بالعاصمة صنعاء، وقد لقي العشرات من ضباط المخابرات اليمنية مصرعهم على يد عناصر مسلحة العام الجاري في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.

وفي موضوع آخر، لقي شخص واحد مصرعه، على الأقل، وجرح 4 آخرون في مواجهات مسلحة شهدها «شارع جمال عبد الناصر» وسط مدينة تعز اليمنية بين قوات الأمن ومسلحين على خلفية حملة لمنع حمل السلاح والتجوال به في هذه المحافظة التي تشهد توترا أمنيا بين مجاميع عسكرية وأمنية وأخرى قبلية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» في تعز إن المسلحين أطلقوا النار عشوائيا على رجال الأمن والمواطنين من المارة، الأمر الذي أسفر عن مقتل مدني وإصابة عدد آخر من المدنيين والعسكريين، وقال مصدر أمني يمني إن «عناصر مسلحة خارجة على النظام والقانون أقدمت ظهر اليوم على مهاجمة دورية أمنية في شارع جمال وسط مدينة تعز كانت تقوم بمهامها في متابعة وضبط العناصر المسلحة ومنع التجوال بالسلاح وهو ما أدى إلى مقتل المواطن مؤيد العدني وإصابة خمسة آخرين».

إلى ذلك ذكرت وكالات الإغاثة الإنسانية أن أزمة الجوع في اليمن، ضربت نحو نصف سكان البلاد، وتعرض نحو مليون طفل لسوء التغذية الحاد، جاء ذلك في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة لثماني وكالات مساعدة دولية ويمنية أمس.

وقد أوضحت الوكالات: أوكسفام، وميرسي كور (MercyCorps)، وهيئة الإغاثة الإسلامية، وكير، وميرلين، والهيئة الطبية الدولية، ومنتدى إغاثة وتنمية اليمن، والمنتدى الإنساني أنه رغم الوعد السخي بتقديم 6.4 مليار دولار في مؤتمر الرياض، لا تزال الإغاثة الإنسانية تعاني من نقص خطير في التمويل، إذ تم توجيه معظم التمويل الذي وعد به إلى البنية التحتية واستقرار الاقتصاد الكلي. هذا فضلا عن أن نداء الطوارئ الذي أطلقته الأمم المتحدة لليمن، والذي يبلغ 585 مليون دولار، لم يتلق إلا أقل من نصف هذا المبلغ.

وقد حثت وكالات المساعدة المانحين على ألا يكرروا أخطاء الماضي فيعدون بتمويل لليمن لا يتحقق أبدا. ففي 2006 وعد اليمن بخمسة مليارات دولار، وحتى أوائل 2012 لم يكن قد وصل منها إلا أقل من 10% فقط. لذلك دعت المنظمات أصدقاء اليمن إلى ضمان وجود استراتيجية شاملة وخطة شفافة تسمح بالمساءلة، وتشتمل على تفاصيل إنفاق المبالغ وتوقيت وصولها، وكذلك على مؤشرات واضحة تمكن المجتمع المدني الوطني والدولي من مراقبتها، وأوضحت الوكالات أن من شأن ذلك أن يساعد على أن يتبع التمويل الإنساني باستثمارات تعالج الأسباب الجذرية لأزمة الجوع في اليمن.