الطيران السوري يقصف جرود بلدة عرسال اللبنانية.. والجيش يفجر منزلا في مشاريع القاع

رئيس بلدية عرسال يؤكد احتلال القوات السورية 4 كيلومترات من أراضي البقاع

TT

تجدد أمس الخرق السوري للأراضي اللبنانية في منطقة البقاع، وأفادت مصادر ميدانية بأن «الطيران السوري قصف بعد الظهر (أمس) جرود بلدة عرسال». وتحدثت عن «سقوط ثلاثة صواريخ في أعالي هذه المنطقة الجبلية الوعرة» من دون معرفة الأهداف التي قصفها. في حين نقل موقع «النشرة» عن مصدر عسكري لبناني تأكيده أن «قصف الطيران الحربي السوري كان داخل الأراضي السورية ولم يطاول الأراضي اللبنانية بخلاف ما ذكرت بعض وسائل الإعلام».

وسبق هذا القصف الجوي اجتياز قوة من الجيش السوري الحدود، حيث دخلت منطقة مشاريع القاع وفجرت منزل المواطن اللبناني محمد عقيل الراضي. وأكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الخرق حصل قبل الظهر من دون معرفة الأسباب»، لافتا إلى أن «هذا الخرق وقع بعد اشتباكات عنيفة كانت تدور داخل الأراضي السورية القريبة من مشاريع القاع، وربما حصل ذلك بحجة مطاردة عناصر مسلحة»، مشيرا إلى أن «منطقة مشاريع القاع تعرضت لإطلاق نار كثيف من أسلحة خفيفة ومتوسطة من الجانب السوري»، مضيفا أن «هذه الخروقات تحصل دائما بسبب تداخل الأراضي اللبنانية والسورية وعدم وجود حدود مرسومة تفصل بين حدود البلدين».

إلى ذلك، أكد رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، أن «الطيران الحربي السوري قصف بالفعل حدود جرود عرسال؛ أي داخل الأراضي اللبنانية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم تتوافر معلومات عن وقوع إصابات نتيجة هذا القصف»، معتبرا أن «هذا القصف بالطيران هو الثاني من نوعه، وحصل من دون أي مبرر، كما هو حال الاعتداءات السورية المتواصلة». وحول دخول القوة العسكرية السورية الأراضي اللبناني في مشاريع القاع، قال: «كل المنازل اللبنانية والمزارع القريبة من الحدود السورية دمرها وأتلفها الجيش السوري النظامي على مدى الأشهر الماضية»، مؤكدا أن «الجيش السوري لا يحتاج إلى أسباب ومبررات ليدخل الأراضي اللبنانية». وردا على سؤال عما يحكى عن وجود لعناصر الجيش السوري الحر على الحدود، ويتمركزون أحيانا في المناطق اللبنانية الوعرة في جرود عرسال ومشاريع القاع لشن هجمات على القوات النظامية، قال: «ليس هناك أي وجود للجيش السوري الحر، إنما الوجود هو للجيش الأسدي الذي يحتل أراضي لبنانية بطول أربعة كيلومترات، بدءا من جوسا وصولا إلى رجم العفريت، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يأتي إلى هذه المنطقة ويشاهد ذلك بأم عينيه»، مؤكدا أن «القوات السورية لم تكتف باحتلال هذه الأراضي اللبنانية، إنما حفرت فيها آبارا للمياه وأقاموا فيها مشاريع، ومنعت أصحابها من الدخول إليها وقطف مواسمها».

إلى ذلك، نقلت محطة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI) عن مصادر عسكرية لبنانية، تأكيدها أن «المنطقة الجردية الممتدة من مشاريع القاع وحتى جرود عرسال، وبعمق نحو كيلومتر داخل الأراضي اللبنانية، تشكل ما يشبه الشريط الحدودي لتحركات للجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد». ولفتت المصادر إلى أن «هذا الشريط لا يحوي قواعد عسكرية ثابتة للمقاتلين السوريين المعارضين، ولكنهم يتحركون ضمنه في حركة خروج ودخول من وإلى الأراضي السورية لمهاجمة مواقع للجيش السوري»، مشيرة إلى أن «قدرة عناصر الجيش السوري الحر على التحرك في تلك المنطقة ناتج عن ثلاثة عوامل، الأول: عدم وضوح وترسيم خط الحدود. الثاني: الغطاء الذي تؤمنه البساتين الموجودة في تلك المنطقة وما تحويه من ينابيع ومآكل وغرف ومنازل زراعية تتيح للعناصر المسلحة المكوث ولو لأوقات ليست بطويلة. والثالث: البيئة اللبنانية الحاضنة التي يساعد بعض أهلها هؤلاء المسلحين لوجيستيا».

وأكدت المصادر العسكرية للمحطة أن «الجيش اللبناني يحاول ضبط هذا الشريط الحدودي رغم خطورته ووعورته، وذلك بما يتوافر له من إمكانات، فاللواء السادس منتشر هناك وتم تعزيزه بكتيبة إضافية وبوحدات من الفوج المجوقل، كما ينتشر أيضا فوج الحدود ولا سيما في النقاط المتاخمة لخط الحدود وهي الأكثر سخونة». وكان أفيد بوقوع ثلاثة حوادث اصطدام بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين: الأول مع عناصر من الجيش السوري الحر سجل على بعد 15 كيلومترا من الحدود عند حاجز المحطة في جرد رأس بعلبك عندما اعترض الجيش اللبناني سيارة «بيك آب» كانت تقل عناصر من «الجيش الحر» مع أسرى من الجيش السوري النظامي، والثاني سجل في وادي الشاحوط في جرد عرسال على بعد كليومتر واحد من الحدود قرب نبع للمياه وتخلله صدام بين الجيش اللبناني والمسلحين السوريين، في حين أن الحادث الثالث سجل في خربة داود على بعد خمسة كيلومترات من الحدود وتخلله أيضا صدام مع الجيش.