ليبيا: المقريف يعزي هاتفيا من نيويورك عائلة عمران أول ثائر يعتقل القذافي

أبو شاقور تعهد بحكومة توافق وطني قبل انتهاء مهلة البرلمان في الثامن من الشهر المقبل

TT

قال يوسف المقريف، رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) إنه أجرى اتصالا هاتفيا من نيويورك التي يزورها حاليا للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعائلة عمران جمعة شعبان، أول ثائر ليبي يتمكن من اعتقال العقيد الراحل معمر القذافي حيا قبل مقتله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال المقريف، في رسالة عبر صفحته الرسمية على موقعي التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك» و«توتير» إنه قدم خلال هذا الاتصال التعزية لوالد وشقيق عمران الذي وصفه بـ«شهيد الوطن»، كما عبر عن استنكاره لما تعرض له عمران من إجرام ووحشية، متعهدا بتقديم الجناة إلى العدالة.

وأوضح المقريف أنه عبر «عن فخره واعتزازه هو وكافة أبناء الشعب الليبي بفقيد الوطن، الذي انضم لمواكب شهدائنا الذين وهبوا أرواحهم فداء لليبيا في كل مكان، وعلى امتداد الزمان».

وكان المقريف قد قال في رسالة سابقة إنه تلقى بحزن شديد نبأ وفاة الثائر عمران، معتبرا أن ما تعرض له من عملية اختطاف وتعذيب أدت في النهاية إلى استشهاده يعتبر جريمة تستوجب ملاحقة مقترفيها ومقترفي كافة الجرائم المشابهة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم.

وقالت مصادر في عائلة عمران لـ«الشرق الأوسط» إنها استقبلت جثمانه الذي شيع في مسقط رأسه بمدينة مصراتة قبل يومين بالزغاريد والتهليل، مشيرة إلى أنها تطالب السلطات الليبية بالقصاص من مختطفي وقتلة عمران.

وكان عمران قد اختطف على يد مجهولين يعتقد أنهم موالون للقذافي في بني وليد في يوليو (تموز) الماضي، قبل أن تنجح وساطة المقريف مؤخرا في إطلاق سراحه.

ونقل عمران إلى أحد مستشفيات فرنسا لتلقي العلاج إثر إصابته بطلقتين في البطن والعنق، لكنه توفي متأثرا بجراحه.

وأصدر البرلمان توجيهاته لوزارتي الدفاع والداخلية بتعقب خاطفي شعبان، في محاولة لتجنب تحرك من ثوار مصراتة الغاضبين من ملابسات اختطافه ووفاته، علما بأن مقاتلين من مصراتة هددوا في يوليو الماضي بمهاجمة بني وليد بعد احتجاز اثنين من صحافيي بلدتهم هناك، قبل أن يفرج عنهما بعد تدخل السلطات.

وكما كانت حياته مثالا للمواطن البسيط الذي تخلى عن حياته اليومية المعتادة وحمل السلاح لإسقاط القذافي، فقد أبرزت وفاة عمران شعبان مجددا الصعوبة التي يواجهها زعماء ليبيا الجدد في احتواء الجماعات المسلحة.

من جهة أخرى، وفيما بدا أنه بمثابة استجابة للتهديد العلني الذي وجهه له المؤتمر بعزله إذا فشل في تقديم قائمة بأعضاء حكومته الجديدة بحلول الثامن من شهر أكتوبر المقبل، قال رئيس الوزراء الليبي المنتخب الدكتور مصطفى أبو شاقور إن التشكيلة الوزارية لحكومته المرتقبة ستكون جاهزة أمام المؤتمر قبل انتهاء المدة المحددة.

وأوضح أبو شاقور في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أنه يعتزم تشكيل حكومة وفاق وطني تلبي تطلعات الشعب الليبي بكل فئاته وأطيافه السياسية، مشيرا إلى أنه على تواصل مع بعض رؤساء الأحزاب السياسية وعدد من الكتل الحزبية والكثير من المستقلين في المؤتمر الوطني العام، وذلك حرصا منه على تشكيل حكومة وفاق وطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ليبيا.

وأعلن أبو شاقور أن اللجنة الفنية المكلفة فحص طلبات الترشح، والتي تم تشكيلها مباشرة بعد انتخابه لرئاسة الوزراء، قد باشرت العمل منذ أكثر من أسبوع بفحص طلبات الترشح وفقا لمجموعة من معايير الكفاءة والخبرة التي وضعتها، موضحا أن اللجنة المعنية تسلمت بالفعل مئات الطلبات المرفقة بالسير الذاتية الخاصة بالمرشحين.

وأكد أبو شاقور أن اللجنة قد اقتربت من الانتهاء من مهمتها فيما تنتظر وصول طلبات الترشح التي وعدت بها بعض الكتل السياسية.

وكان المؤتمر الوطني العام الذي يعتبر أعلى سلطة تنفيذية في ليبيا، قد هدد على لسان عمر حميدان، الناطق الرسمي باسمه، بأنه قد يعزل أبو شاقور إذا لم يلتزم بالموعد الجديد، علما بأن البرلمان كان قد طلب فور تكليف أبو شاقور بتشكيل الحكومة أن تكون قائمة أعضائها جاهزة بحلول الثلاثين من الشهر الجاري.

وقال حميدان إن الإنذار قدم بعد أن طلب أبو شاقور تمديد الفترة التي يمكنه فيها تشكيل حكومته لمدة 10 أيام، مضيفا: «إذا فشل في تقديم مجلس وزرائه المقترح بحلول ذلك الموعد فإنه سيعتبر مستقيلا وسيجرى اقتراع لاختيار رئيس وزراء جديد».