ليبيا تترقب اندلاع مظاهرات غاضبة اليوم وسط إجراءات أمنية استثنائية

مسؤول في الحرس الوطني: قوات الأمن تحمي المقار الحيوية والاستراتيجية

TT

رغم التحذيرات الرسمية التي أعلنتها السلطات الليبية من خروج مظاهرات حاشدة اليوم في طرابلس ومدينة بنغازي، علمت «الشرق الأوسط» أن قوات الجيش والأمن الليبية عززت من إجراءاتها الأمنية حول مختلف المرافق والمؤسسات الحيوية تحسبا لاحتمال اندلاع أعمال عنف وشغب في المظاهرات التي ستحمل اسم «جمعة إنقاذ ليبيا».

وقال خالد الشريف، رئيس جهاز الحرس الوطني الليبي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس إنه تم تعزيز إجراءات الأمن المعتادة حول مقار البرلمان والحكومة والجهات التابعة للدولة، بما في ذلك سجن الهضبة الذي يضم مختلف رموز نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذين ينتظرون محاكمتهم.

وأوضح الشريف لـ«الشرق الأوسط» أن الإجراءات الأمنية الاستثنائية تم اتخاذها في عموم البلاد تحسبا لأي احتمالات، لافتا إلى أن جهاز الحرس الوطني الذي يقوده يتعامل بجدية مع كل المعلومات وحتى الشائعات المتناقلة في هذا الإطار.

وترددت معلومات أمس عن احتمال تعرض عدد من مقار الأمن والسجون وكتائب مسلحة للهجوم من قبل متظاهرين، فيما قال مسؤول في وزارة الداخلية الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن تعليمات صدرت لكافة عناصر الأمن المحلية بتجنب الاشتباك والاحتكاك مع المتظاهرين وتجنب استخدام الرصاص الحي إلا في حالة الدفاع عن النفس أو مهاجمة منشآت حكومية أو عسكرية أو أمنية.

ويطالب بعض المنظمين لمظاهرات اليوم بإقالة وزيري الدفاع أسامة الجويلي والداخلية فوزي عبد العال، بالإضافة إلى اللواء يوسف المنقوش رئيس هيئة أركان الجيش الوطني وتقديمهم للمحاكمة، بالإضافة إلى حل الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها إلى الجيش والشرطة. كما يطالبون كل الميليشيات بإخلاء مقاراتها ومغادرتها وتسليم كل محتوياتها، فضلا عن عودة كل العسكريين وكل العاملين في الشرطة إلى أعمالهم فورا.

ويتهم منظمو المظاهرات الميليشيات بأنها تقف بقوة ضد عودة رجال الشرطة والجيش إلى ممارسة أعمالهم الاعتيادية وفرض القانون والنظام في البلاد.

وكان متوقعا أن يدلي مسؤولون كبار في الحكومة والجيش بكلمات متلفزة إلى الشعب الليبي مساء أمس لتفادي ما حدث في بنغازي الأسبوع الماضي، عندما اقتحم آلاف المتظاهرين مقرات عدة كتائب مسلحة وأجبروها على إخلاء مواقعها التي تسلمها الجيش الليبي لاحقا. وقام عدد من أعضاء المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) بزيارة عاجلة إلى بنغازي في محاولة لإقناع سكان المدينة والداعين إلى المظاهرات لتأجيلها.

وقال إبراهيم صهد عضو البرلمان الليبي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بنغازي إن المطالبة بوقف المظاهرات وتأجيلها تستهدف إتاحة الفرصة للجهود التي يبذلها البرلمان والحكومة لتحسين الوضع الأمني بالإضافة إلى تفويت لفرصة على دعاة الفتنة.