تقدم أوباما يضاعف الضغط على رومني قبل أول مناظرة مباشرة بينهما

الرئيس يسخر من لهجة منافسه تجاه الصين.. والمرشح الجمهوري يهاجم عجزه عن حماية الوظائف

مناصر يحمل صورة لعائلة الرئيس أوباما ويدعو لمنحه 4 سنوات أخرى، خلال تجمع في بولينغ غرين (أوهايو) الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

ضاعفت نتائج عدة استطلاعات رأي تظهر تقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما الضغط على المرشح الجمهوري ميت رومني ليستخدم أول مناظرة مباشرة بينهما الأسبوع المقبل من أجل تحسين مواقعه بشكل كبير. وأظهرت استطلاعات رأي أجريت مؤخرا أن أوباما يواصل تقدمه في الولايات الحاسمة التي ستقرر نتيجة الانتخابات الرئاسية في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مما يعمق الفارق على المستوى الوطني بينه وبين المرشح الجمهوري. ونفى مساعدو أوباما مزاعم الجمهوريين بأنهم يحتفلون بالفوز مبكرا، لكن المتحدثة باسمه جين بساكي قالت إن طريق ميت رومني إلى البيت الأبيض يبدو أنه «يضيق»، و«من الأرجح أننا من سيصل وليس هم».

ويبدو أن تراجع رومني في استطلاعات الرأي ناجم عن الضرر الذي ألحقه به نشر فيلم فيديو الأسبوع الماضي التقط له سرا، يقول فيه إن 47 في المائة من الأميركيين يصوتون لأوباما لأنهم يعتمدون على الحكومة ولا يدفعون ضرائب. وخفف حاكم ماساشوستس السابق من حدة لهجته أول من أمس قائلا إنه «يتألم» لوضع الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في إيجاد عمل، مشددا على أن «للحكومة» دورا في الاهتمام بهؤلاء. لكنه أضاف «سنصر على أن يحظى هؤلاء بفرصة للعمل إذا كانوا قادرين على ذلك لأننا لن نخلق مجتمعا يعتمد على الحكومة».

وتنافس المرشحان على أصوات العمال في ولاية أوهايو المتأرجحة، حيث ظهر رومني إلى جانب أسطورة الغولف جاك نيكلاوس المتحدر من الولاية، فيما سخر أوباما من محاولات منافسه الجمهوري الوقوف في وجه الصين. وقال أوباما في تجمعين انتخابيين في أوهايو «إنه يتحدث بحدة عن الصين»، متهما منافسه باستثمار بعض من ثروته الشخصية في مصانع تعمل على نقل وظائف إلى الصين. وأضاف «حين تسمعون لهجته الحادة وهذه الإعلانات التي يمررها وتعد بتشديد اللهجة تجاه الصين، يتبين أنها لا تحظى بمصداقية».

وهاجم رومني، من جهته، أوباما لأنه عجز عن منع خسارة 582 ألف وظيفة في السنوات الأربع الماضية، وحمله المسؤولية عن تراجع القطاع الصناعي «بسبب منافسة من دول خارجية، لا تعتبر في غالب الأحيان عادلة». وقال رومني في كليفلاند في أحد التجمعات التي عقدها في أوهايو أول من أمس «من اليوم الأول، سأصف الصين بأنها تتلاعب بالعملة. يجب ألا يسرقوا وظائف». وأكد رومني أيضا أنه سيفوز في أوهايو رغم أن استطلاعا للرأي أجرته جامعة كينيبياك وصحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي إس» ونشر أول من أمس أظهر أنه تراجع بمقدار عشر نقاط في ولاية لم يسبق أن خسرها أي جمهوري نجح في الوصول إلى البيت الأبيض. وأظهر استطلاع كينيبياك أيضا أن رومني تراجع بتسع نقاط في ولاية ثانية مهمة هي فلوريدا، مما يصعب بشكل إضافي طريق الجمهوريين إلى البيت الأبيض. كما أظهر استطلاع أجراه معهد «غالوب» أن أوباما يتقدم بست نقاط على منافسه وتزداد نسبة التأييد له في الولايات التسع الحاسمة، بحسب معدل استطلاعات الرأي التي أجراها في الآونة الأخيرة موقع «ريل كلير بوليتيكس».

ولم تتوقع أي من حملتي المرشحين أن يفوز أوباما في أوهايو وفلوريدا بمثل هذا الفارق في نوفمبر. لكن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تؤكد ما أظهرته مؤشرات متزايدة أيضا بأنه سيكون على رومني تحقيق قفزة كبرى من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. وأفضل فرصة له لعكس هذا الاتجاه قد تكون أول مناظرة من أصل ثلاث ستجرى بين المرشحين، وهي مرتقبة في دنفر بولاية كولورادو في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال بيتر براون، مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كينيبياك، إن «الحاكم رومني شهد أسبوعا سيئا في وسائل الإعلام، وقد ظهر ذلك في هذه الولايات الحاسمة». وأضاف براون أن الضجة التي أثارها موقف رومني من نسبة الـ47 في المائة من الأميركيين «لعبت بالتأكيد دورا بارزا» في تقدم أوباما. وعبرت حملة رومني الثلاثاء الماضي عن ارتياحها لمسار السباق، فيما يتساءل المحافظون عما إذا كانت معاهد الاستطلاع تركز أكثر على عينة من الناخبين الديمقراطيين. ولفترة وجيزة حبست الأنفاس أول من أمس حين لم تتمكن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» من الهبوط وسط طقس رديء في توليدو، لكنها تمكنت من ذلك إثر محاولة ثانية.