النظام السوري يهدم مئات المنازل في العاصمة دمشق لتحصين مراكزه الأمنية

ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: هو يعتمد سياسة الهدم في العاصمة والحرق في الريف

TT

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة جرت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة التي هاجمت حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي».

وقصف الطائرات المروحية منذ الصباح الباكر أحياء السكري والفردوس وباب النصر وسليمان الحلبي والصاخور وبلدات مسكنة ومنبج وحريتان. وأفاد المرصد السوري بانفجار عنيف هز حي حلب الجديدة، في حين تم العثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية في حي الأعظمية، وجثة رابعة مجهولة الهوية وعليها آثار تعذيب في بلدة السفيرة في ريف حلب.

وانفجر باص مفخخ أمس عند حاجز إيكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي، تبعته اشتباكات مع «الجيش الحر». وانفجر الباص بعدما رفض سائقه الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على إحدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كلم جنوب مدينة حلب، فأطلق الجنود النار على الباص مما أدى إلى انفجاره.

ويتحدث ناشطون دمشقيون عن سياسة جديدة يعتمدها النظام السوري للانتقام من الأهالي المعارضين له، تقضي بهدم منازلهم من دون إعطائهم حتى مهلة لإخراج محتوياتها. وفي هذا السياق يشير الناشط محمد السعيد، إلى أزمة حقيقية يتخبط فيها سكان هذه المنازل قبل فصل الشتاء لافتا إلى أن ما يزيد على 500 عائلة اليوم هدمت منازلها من دون سابق إنذار.

وفي التفاصيل يقول السعيد: «لقد هدمت قوات النظام المنطقة الصناعية بكاملها في حي القابون كما البيوت المحيطة بها في حين تعتبر هذه المنطقة أكبر سوق لقطع السيارات في العاصمة دمشق، وهي اليوم قد سويت بالكامل مما ترك خسائر فادحة بملايين الدولارات»، مشيرا إلى أن «النظام كان قد أعلن قبل 3 سنوات رغبته في إزالة هذه المنطقة كونها تشكل عائقا من حيث ضيق مساحتها مما يتسبب بزحمة خانقة، إلا أن مباشرة الهدم بشكل فجائي اليوم من دون مقدمات أو تعويضات يندرج في إطار الهدم الانتقامي الذي ينتهجه النظام في العاصمة».

ويكشف السعيد أن قوات الأمن «هدمت كذلك منذ يومين 8 أبنية مسكونة في حي الزهور وهجرت أهلها بهدف تحصين المراكز الأمنية المنتشرة في المنطقة، ومنها فرع الدوريات وفرع فلسطين»، ويضيف: «كما شهد حي الحجر الأسود عملية هدم ما يزيد على 180 منزلا و150 محلا تجاريا، علما بأن هذا الحي أصلا مليء بالنازحين». ويتحدث السعيد عن «سياسة هدم ينتهجها النظام في العاصمة مقابل سياسة حرق يتقنها في الريف»، لافتا إلى أنه «مؤخرا أحرق 75 منزلا في حي السنديانة في دوما ودمر الأسواق هناك بالكامل».

وتتلاقى المعلومات التي كشف عنها السعيد مع ما تحدث عنه ناشطون لمنظمة «أفاز» عن أن القوات النظامية ما زالت مستمرة منذ شهرين وحتى الآن بجرف وهدم بيوت المدنيين في منطقة القابون في العاصمة دمشق، حيث قال أبو عمر القابوني: إن «هناك محل تجاري، إضافة إلى بيت في المنطقة الصناعية في منطقة القابون قد هدموا بالجرافات بحماية من عناصر الجيش والقوى الأمنية خلال الشهرين الماضيين. مع العلم أن القوى الأمنية طالبت سكان بيت في المنطقة الصناعية بإخلاء بيوتهم قبل ستة أيام، وقالوا للأهالي بأنه من الممكن هدم الحارة خلال الأيام المقبلة». وأكد الناشط أبو بكر هذه الأرقام قائلا: «إن هناك لجنة بالحي تقوم بإحصاء البيوت التي تعرضت للهدم والجرف، وعلى الرغم من أن بعض البيوت هي بيوت عشوائية ولكن السلطات لم تنذر أصحابها مسبقا بل أمهلوهم ساعتين لأخد حاجياتهم الضرورية من المنزل».