المعارك تراوح مكانها.. والثوار يعلنون بدء «الحسم» في حلب

الجيش الحر يطلق يوميا 21 ألف طلقة في جبهتي صلاح الدين وسيف الدولة

TT

اعلنت مجموعة مقاتلة بارزة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بدء هجوم حاسم في مدينة حلب بعد ظهر أمس الذي شهد هجمات واشتباكات في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية في كبرى مدن شمال سوريا وريفها.

وقال ابو فرات الضابط المنشق واحد قادة لواء التوحيد المعارض الاكبر في حلب لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا المساء، اما ان تكون حلب لنا او نهزم». وشاهدت مراسلة الوكالة معارضين يتجمعون بالعشرات في مدارس في حي الاذاعة (شمال) ويشجعون بعضهم بعضا عبر اجهزة اللاسلكي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في احياء الاذاعة وسيف الدولة واحياء اخرى في مدينة حلب يشارك فيها مئات المقاتلين». وكان المقاتلون نفذوا بدءا من صباح أمس سلسلة هجمات على مواقع استراتيجية في المدينة وريفها بحسب المرصد، تخللتها «اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار النيرب العسكري» في المحافظة.

كما هاجم المقاتلون «حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي» بحسب المرصد، الذي اشار الى «انفجار سيارة مفخخة فجرا عند حاجز ايكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي».

ويقول أحد كبار قادة الكتيبة «اليوم نحن نسيطر على ما بين 60 و70% من حلب و100% من بلدات المنطقة، لكن سلاح الجو لدى النظام يسيطر وحده على الأجواء ويقوم بقصف منتظم». وتراوح المعارك في حلب مكانها منذ أكثر من 3 أشهر بسبب ضراوة القتال الحاصل واستخدام النظام لأعتى الأسلحة من طيران الميغ إلى البراميل المتفجرة والمدفعية بغياب الأسلحة المتطورة في أيدي مقاتلي المعارضة. 15% من مدينة حلب أصبحت مدمرة، هكذا يختصر الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة محمد الحلبي الوضع هناك خلال تجوله بين الأحياء على وقع أصوات الرصاص والانفجارات. ويضيف: «الدمار هائل في المنطقة الشرقية كما أن هناك مباني محترقة بالكامل نتيجة استشراس النظام الذي يدك المدينة بآلاف القذائف يوميا».

وينقل الحلبي عن أحد قادة الكتائب التابعة للجيش الحر أن الثوار يطلقون يوميا 21000 طلقة في جبهتي صلاح الدين وسيف الدولة، حيث تدور معارك عنيفة منذ مدة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب هذه الجبهات المفتوحة فتحت مؤخرا جبهتان جديدتان في نزلة الفيض وحي بستان الزهرة، علما بأن الجيش الحر أنذر الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني بإمكانية اقتحام منطقتي الأشرفية والشيخ مقصود في حال استمروا بالوقوف إلى جانب النظام».

وفيما يؤكد الحلبي بأنه لا توجد أزمة ذخيرة لدى الثوار في حلب بقدر ما هي أزمة سلاح، يوافق نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي هذا الحديث لافتا إلى أن هذا لا يعني أن الثوار يملكون فائضا بل فقط ما يكفيهم لمعاركهم. ويرد الكردي سبب عدم تقدم المعارك في حلب لعدم امتلاك عناصر الجيش الحر للسلاح المضاد للطائرات لصد هجوم الميغ التي بات النظام يستخدمها وبكثافة إلى جانب البراميل المتفجرة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل الوعود بتزويدنا بسلاح مماثل لا تزال حبرا على ورق ونحن نحاول قدر الإمكان تأمين السلاح المطلوب من خلال العمليات التي نقوم بها على المراكز العسكرية».

بالمقابل تعاني قيادة كتيبة التوحيد من قلة الذخائر المتبقية لديها والتي تتيح لها مجرد الدفاع عن مواقعها مع قلة من القناصة.

ويقول أبو فرات أحد قادة كتيبة التوحيد «منذ شهر، الجبهة لم تعد تتحرك». ويعزو هذا الضابط المنشق عن الجيش النظامي الوضع إلى نقص الذخائر. ويقول أحد الرجال «الدول التي تقول: إنها تدافع عن حقوق الإنسان يجب أن ترسل لنا ذخائر» فيما يكرر كل قائد وحدة العبارة نفسها «لم يعد لدينا ذخائر». ويقول أحد الثوار إن «قادة الخارج لم أتلق منهم أي رصاصة» في إشارة إلى قادة الجيش السوري الحر الذين أعلنوا عودتهم إلى سوريا بعدما أمضوا نحو سنة ونصف السنة لاجئين في تركيا. ويؤكدون أنهم بعدما صادروا خمسة آلاف بندقية رشاشة ونحو 2500 قاذفة صواريخ من ثكنة في حي هنانو خلال الهجوم الأخير، أصبح الثوار الآن تنقصهم الذخائر.