مفوضية اللاجئين تتوقع نزوح أكثر من 700 ألف سوري بحلول نهاية العام الحالي

عبيدة فارس: نعاني في إيصال المساعدات.. وتكلفة الغذاء اليومي للنازحين 1.5 مليون دولار

TT

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الذين يفرون من سوريا سيرتفع من 300 ألف إلى أكثر من 700 ألف بحلول نهاية عام 2012، وهو ما يفوق بكثير الرقم الذي سبق لها أن أعلنته في وقت سابق، حين توقعت وصول عددهم إلى 185 ألفا، مع العلم أن عدد هؤلاء بدأ يتخطى هذه التوقعات في أغسطس (آب) الماضي.

وبناء على هذا الواقع زادت وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة توقعاتها بخصوص الأموال التي تحتاجها لسد احتياجات هؤلاء اللاجئين إلى 9.487 مليون دولار.

وأضافت المفوضية أن نحو 294 ألف لاجئ سوري فروا من الصراع في بلادهم عابرين إلى أربع دول مجاورة هي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، أو ينتظرون التسجيل هناك. وقال بانوس مومتزيس، المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين بالمفوضية في تصريحات له: «هذه الخطة تشمل ما يصل إلى 700 ألف».

كذلك، وفي حين قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس إن نحو 2.5 مليون شخص تضرروا مباشرة أو بطريقة غير مباشرة من النزاع السوري وهم بحاجة لمساعدة، أعلنت مسؤولة كبيرة بالاتحاد الأوروبي أن تصاعد العنف في سوريا وصعوبة الوصول إلى المدنيين المحتاجين يعرقلان توزيع المعونات الإنسانية في البلاد.

ووفقا لتقديرات الاتحاد الأوروبي، فإن مليونين ونصف المليون سوري يحتاجون لمساعدة إنسانية بعدما كانوا يقدرون بمليون شخص فقط، في شهر مارس (آذار) الماضي، ومن بينهم 1.2 مليون شخص اضطروا إلى الفرار من منازلهم.

وفي هذا الإطار، أشار الناشط الحقوقي السوري، عبيدة فارس، إلى أن عدد النازحين السوريين اليوم يصل إلى نحو نصف مليون رغم أن الأعداد المتوفرة تشير إلى نحو ربع مليون، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك أي جهة تمتلك أرقاما دقيقة حول عدد النازحين، وكل المؤسسات تعمل وفق تقديرات معينة وأهمها بحسب الأحياء وعدد سكانها». مؤكدا أن «الوصول إلى الأرياف التي يلجأ إليها النازحون بشكل كبير على اعتبار أنها أكثر أمانا من المدن حيث الأحياء مكتظة، يبقى أصعب من المدن وإن كانت تحت القصف، وذلك نظرا إلى بعدها وصعوبة الوصول إليها». أما عن الجهات التي تتولى مهمة تقديم المساعدات، فيشير إلى أن «هناك عددا كبيرا من المنظمات الحكومية التي تعمل على هذا الخط، إضافة إلى المؤسسات الحكومية التي تقدم الأموال إلى المنظمات السورية التي تقوم بدورها بجهود كبيرة على الأرض وقد وصل عددها إلى نحو 10 تم تأسيسها على أيدي مغتربين سوريين في أوروبا وأميركا ودول الخليج». وعما إذا كان هناك أي تحضيرات أو خطط معينة للمساعدات في ما يتعلق بإيواء النازحين في فصل الشتاء، يقول فارس: «من المتعارف عليه أن مشكلة النازحين تتضاعف في فصل الشتاء، كما أن التعامل معهم في هذا الفصل، يتطلب مبالغ مضاعفة، وبالتالي، فإنه لغاية الآن ليس هناك أي خطط في هذا الإطار، مع العلم أن تكلفة الغذاء اليومي للنازحين، أي تأمين الوجبات الثلاث، هي مليون ونصف المليون دولار أميركي، وهو مبلغ ليس من السهل تأمينه».

وقالت كريستالينا جيورجيفا، مفوضة الشؤون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي بعد محادثات بشأن هذه القضية مع رؤساء وكالات الأمم المتحدة ووكالات دولية أخرى للمعونات، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: «نحتاج إلى قدر أكبر من الحركة في سوريا حتى نتمكن من زيادة جهودنا.. هذه حرب في المدن، وهو ما يجعل من توزيع المعونات مهمة صعبة».