المجلس الوطني السوري يحث مسيحيي سوريا على الانخراط في الثورة

صبرا: نعول على الإرشاد الرسولي لتشجيعهم

TT

رغم كل المساعي التي يبذلها قياديو المعارضة السورية المسيحيون لطمأنة القواعد الشعبية المسيحية في الداخل والحد من هواجسها بما خص المرحلة المقبلة على سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لا يزال قسم كبير من المسيحيين السوريين يقفون على حياد خوفا على مصيرهم إذا ما قرروا أن يكونوا طرفا في الأزمة الحاصلة.

ويبذل المجلس الوطني السوري جهودا جمة لحث مسيحيي سوريا على الانخراط بالثورة، وقد أصدر في هذا السياق أكثر من ورقة لطمأنتهم وكان آخرها رسالة توجه بها جورج صبرا الناطق الرسمي باسم المجلس أحد أعضاء مكتبه التنفيذي. ولعل الزيارة التي قام بها وفد من المجلس يوم السبت الماضي إلى الفاتيكان ولقائه بالبابا بنديكتوس السادس عشر خطوة كبيرة في سلسلة الخطوات التي يقوم بها المجلس لحث الكنيسة على اتخاذ موقف أكثر وضوحا من الثورة ما سيؤثر مباشرة على موقف مسيحيي الداخل.

وفي هذا السياق، أوضح جورج صبرا، الناطق الرسمي باسم المجلس أن «الهدف الأول من الزيارة للفاتيكان كان شكر البابا على الإرشاد الرسولي الذي وقعه خلال زيارته لبنان مؤخرا، والذي قدم من خلاله رسالة خاصة لمسيحيي سوريا حيث حيا الثورة السورية واعتبرها جزءا لا يتجزأ من الربيع العربي المطالب بالحرية والديمقراطية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن الزيارة خص بها البابا لبنان لكننا كسوريين اعتبرنا أنفسنا معنيين أوليين بها وبالإرشاد الرسولي الذي لا شك وفي سياق تطبيقه سيدفع الكنيسة خطوات إلى الأمام باتجاه رسم دور للمسيحيين في سوريا، الذين لطالما كانوا جزءا لا يتجزأ من مجتمعهم فكانت أجندتهم وطنية بعيدة كل البعد عن الأجندات الخاصة».

وأشار صبرا إلى أن وفد المجلس زار الفاتيكان ضمن وفد أحزاب الوسط الديمقراطية في العالم، وسلم البابا رسالة تشرح الأوضاع المأساوية التي يعيشها السوريون نتيجة إجرام النظام، وأضاف: «كما عرضنا في الرسالة لدور المسيحيين السوريين عبر التاريخ ودورهم المنشود بعد الثورة، مع تشديدنا على وجوب ألا يدعي أحد أن هناك من يحميهم لأن حماية وضمانة السوريين ككل هي الدولة المدنية في سوريا المستقبل».

وعما إذا اعتبرت المعارضة السورية دعوة البابا مؤخرا لوقف إرسال السلاح إلى سوريا لوقف الاقتتال، دعوة موجهة إليها، قال صبرا: «قرأنا التصريح بحرفيته، وهو دعا لوقف تصدير السلاح إلى سوريا وهذا ما يقوم به الروس والإيرانيون ويستورده النظام السوري، أما الثوار فسلاحهم نتيجة سيطرتهم على أسلحة جنود النظام ومراكزهم أو نتيجة بعض عمليات التهريب وكل هذا يندرج بإطار الحق الشرعي بالدفاع عن النفس». وذكر صبرا بأن السلاح لم يكن خيار الثورة التي بقيت 6 أشهر سلمية لكن بطش النظام وفظائعه أدت لحمل السلاح للدفاع عن النفس.

ونبه صبرا لمساعي النظام نقل المعركة من معركة بين شعب ونظام ديكتاتوري قاتل إلى معركة طائفية.

لافتا إلى أنه جند عددا من الأشخاص لتثبيت روايته وقال: «المسيحيون يتعمقون ويتجذرون أكثر فأكثر في الثورة وقد سقط عشرات الشهداء منهم والمئات في سجون النظام، علما بأن كنائسهم تماما كالمساجد هدمت بصواريخ النظام التي تستهدف الشعب بكل مكوناته وطوائفه».

وكان صبرا وجه مطلع الشهر الحالي وتزامنا مع زيارة البابا إلى لبنان، رسالة إلى مسيحيي سوريا حضهم فيها على «رفض استمرار النظام وتأييد الثورة والمساعدة على انتصارها»، مشيرا إلى أن «المسيحية الحقة ترفض الظلم والاستبداد والقهر، وتناهض التسلط والقتل وهدر الدماء، وهو ما يفعله نظام الطغاة في دمشق بالشعب السوري منذ عام ونصف العام على مرأى ومسمع العالم بأسره». وبعد أن عرض للكثير من الأسماء المسيحية التي لعبت أدوارا مهمة في عهود الاستقلال، خاطب المسيحيين بالقول: «كيف ترتضون اليوم أن يقرر أحد عنكم، وأن ترسم مصيركم ومستقبلكم سلطة دموية غاشمة وفاسدة، ولم تكونوا لتفعلوا ذلك من قبل؟! الثورة تناديكم، تفتح ذراعيها لمشاركتكم. وهي التي تصنع المستقبل لكم ولجميع السوريين».