واشنطن تعمل على تشجيع دول الخليج على تبني نظام درع صاروخية

ثاني اجتماع لمنتدى مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة هذا العام

TT

أكد مسؤولون أميركيون، أمس، أن الولايات المتحدة تعمل على تشجيع دول مجلس التعاون الخليجي على تبني نظام درع صاروخية في المنطقة لمواجهة «التهديدات» في المنطقة. وكان من المرتقب أن يبحث مسؤولون أميركيون هذه القضية مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في المنتدى الخليجي - الأميركي الاستراتيجي، مساء أمس، على هامش اجتماعات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأميركية، إن «هدفنا إقامة نظام درع صاروخية وإن المنتدى يشكل محورا مهما لبحث هذه القضية».

ويذكر أن هذا هو ثاني اجتماع لمنتدى مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة هذا العام، بعد إطلاق المنتدى في شهر مارس (آذار) الماضي. وأفاد المسؤول الأميركي بأن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، وليون بانيتا، وزير الدفاع، وتوم دونيلون، مستشار الأمن القومي الأميركي، ترأسوا المنتدى من الجانب الأميركي، بينما حضر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وكانت السعودية ممثلة من قبل نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز. ويذكر أن كلينتون التقت وزراء مجلس التعاون الخليجي بشكل دوري في اجتماعات الجمعية العامة ولكن الهدف من اجتماع أمس كان التنسيق الأميركي على مستوى إقليمي مع دول الخليج حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة. وكانت إيران وسوريا والوضع الأمني والعلاقات التجارية كلها مطروحة على أجندة الاجتماع.

وترى دول الخليج أن الهدف من الاجتماع تطوير العلاقات الاستراتيجية على أصعدة عدة، سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية، وليس فقط التنسيق الأمني. إلا أن المسؤول الأميركي الذي أطلع عددا من الصحافيين على أجندة الأعمال، شدد بشكل ملحوظ على الجانب العسكري والأمن. واعتبر المسؤول أن وجود كلينتون وبانيتا ودونيلون - وهو أكثر اجتماع رفيع المستوى ضم جميع هؤلاء المسؤولين من الطرف الأميركي مع أي جهة مشاركة في أعمال الجمعية العامة في نيويورك - إشارة واضحة إلى «الأهمية التي نعطيها لهذه العلاقات»، مضيفا: «اللقاءات الوزارية مهمة، ولكن هذا المنتدى يعطي إطارا أكثر تنظيما للمشاورات».

وكانت قضية التعاون فيما يخص حماية المياه الإقليمية - وهي قضية تهم الطرفين بشكل متصاعد مع التهديدات الإيرانية بإمكانية إغلاق مضيق هرمز - على رأس أجندة أعمال الاجتماع، بالإضافة إلى تطوير العلاقات من أجل إنشاء درع الدفاع الصاروخية في المنطقة. وقال المسؤول الأميركي، إن «هدفنا النهائي مساعدة منطقة الخليج على تطوير درع صاروخية».

ولفت مسؤول أميركي آخر مطلع على ملف التعاون العسكري إلى أن «إحدى جهات التعاون المهمة بيننا هي حماية الممرات المائية والمياه الإقليمية»، لافتا إلى المناورات البحرية الأخيرة التي جرت الشهر الماضي في مياه الخليج وأهميتها. وقال: «كانت مشاركة 12 بحرية من 30 دولة في 2.5 مليون ميل مربع مناورة مهمة، وهي مناورات دفاعية بطبيعتها، ونتوقع أن نرى مراحل متجددة منها في الفترة المقبلة». وأضاف: «سنعمل على التعاون العسكري وتأمين حرية استخدام المياه الإقليمية وضمان التجارة الحرة». وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت هذه العمليات والمناورات موجهة ضد إيران، قال المسؤول الأميركي: «من مصلحة إيران أيضا إبقاء المياه مفتوحة.. ومع التصريحات الإيرانية المتكررة، بالطبع دول الخليج قلقة من أي عرقلة لمياهها».

وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق مبدئي على إقامة درع صاروخية في المنطقة، وأن دول الخليج ما زالت تدرس هذه القضية، قال المسؤول الأميركي الرفيع: «لقد رأينا اهتمام الدول في المنطقة بتوسيع قدرتها على الدرع الصاروخية. هدفنا هو تشجيع دول الخليج على تطوير درعها الصاروخية، وذلك يتطلب أسلوبا إقليميا في الدفاع من صاروخ في منطقتك يتطلب الرادارات والمعدات خارج دولة محددة وفي أكثر من دولة». وأضاف: «الاستعداد على الحديث عن القضية أمر مهم ونحن ملتزمون بتطوير هذه القضية». وعلى الرغم من عدم وجود تأكيد خليجي بالموافقة على هذه الخطوة، هناك تشجيع أميركي لدول الخليج بشراء المعدات العسكرية الأميركية «كي يكون من المنطقي والممكن تشكيل نظام الدرع»، في إشارة إلى الاهتمام الأميركي بالحصول على عقود تجارة المعدات العسكرية والسلاح بدلا من منافسيها في تجارة المعدات العسكرية من أوروبا. وقال المسؤول الأميركي: «نريد التأكيد أن كل دولة تشتري أسلحة وأجهزة يمكن تنسيقها مسبقا مع الهدف النهائي يكون للدرع الصاروخية»، مضيفا: «نتوقع إعلانا خلال الأشهر المقبلة عن تطور في هذا المجال».

وفي مارس الماضي، قام مسؤول أميركي عسكري بإعطاء «تفسير للدرع الصاروخية لوزراء خارجية مجلس التعاون، وقد سمعنا اهتماما منهم لاحقا حول الدرع الصاروخية. نحن في بداية هذه العملية»، بحسب المسؤول الأميركي. وعما إذا كانت الدرع الصاروخية موجهة ضد إيران، قال المسؤول الأميركي: «هدفنا هو مساعدة حلفائنا الخليجيين في احتياجاتهم العسكرية. هناك تهديد صاروخي عليهم ونريد أن نساعدهم في مواجهة ذلك».