الجزائر: ضحايا التحرش الجنسي في أماكن العمل ينظمن احتجاجا غدا

محاكمة مدير التلفزيون بناء على شكوى رفعتها ضده 3 صحافيات

TT

دعت جمعية جزائرية تدافع عن نساء عاملات يتعرضن للتحرش الجنسي في أماكن عملهن، إلى تنظيم احتجاج غدا (الأحد) بالعاصمة، للمطالبة بـ«ردع المسؤولين بالمؤسسات والشركات»، المتهمين بالتحرش الجنسي.

وتعتبر هذه المبادرة سابقة غير معروفة في المجتمع الجزائري، ولا تكتب عنها إلا الصحافة المكتوبة الخاصة.

وقال المرصد المعادي للعنف الممارس ضد النساء، في بيان أمس، إنه يدعو «كل النساء العاملات إلى الاعتصام أمام مبنى محكمة سي محمد (في العاصمة) لنصرخ جميعا بأعلى أصواتنا: لا للتحرش الجنسي الذي تتعرض له الناس في العمل». واختار المرصد المحكمة مكانا للاحتجاج بسبب المحاكمة التي ستجرى في نفس اليوم وتتعلق بدعوى قضائية رفعتها 3 صحافيات في التلفزيون الحكومي ضد مديرهن، يتهمنه بـ«التضييق علينا بغرض إخضاعنا بالقوة لنزواته».

ورد المدير في الصحافة على التهمة بقوله إنها «عارية من الصحة» وإن المشتكيات منه «تستغلهن أطراف تريد تنحيتي عن القناة».

وجاء في بيان المرصد الذي نشأ في مارس (آذار) الماضي، إن الصحافيات «كانت لهن الشجاعة على رفع دعوى قضائية ضد مدير التلفزيون، رغم الاستفزاز والتهديد باتخاذ تدابير عقابية ضدهن». ودعا المرصد إلى الوجود بكثرة يوم المحاكمة لمساندة الصحافيات. يشار إلى أن القضاء أجل المحاكمة مرتين. وأضاف المرصد الذي تنشط به نساء يشكين من التحرش الجنسي: «إننا نطلب من كل النساء وحتى الرجال الذين يرفضن أن تتعرض زوجاتهن وبناتهن وأخواتهن للتحرش الجنسي، أن يحضروا المحاكمة لأن الصحافيات الضحايا بحاجة إلى مساندتنا حتى يسترجعن كرامتهن المهدرة، لأنهن يدافعن عن شرف كل واحدة منا من خلال الدعوى التي رفعنها».

ودعا المرصد إلى إطلاق مبادرات أخرى لحماية الصحافيات الثلاث والشهود في القضية، وإلى إطلاق حملة وطنية ضد التحرش الجنسي.

واللافت أن النشاط الذي يدعو إليه المرصد المعادي للعنف الممارس ضد النساء، غير مسبوق في الجزائر. فموضوع التحرش الجنسي بالنساء متداول على الألسنة، ويتعاطى معه الإعلام المكتوب بالقطاع الخاص، لكن خروج نساء إلى الشارع للشكوى من استفحال ظاهرة التحرش الجنسي، أمر غير مألوف.

وقالت ناشطة بالمرصد، إن الجمعية التي تنتمي إليها تحارب كل أشكال العنف الذي يمارس ضد النساء. وأضافت: «إذا صعدنا من الاحتجاج وإذا تشجعت كل النساء اللاتي كن ضحايا هذه الأفعال المشينة، من أجل التنديد بها في العلن، سوف نصبح قوة وسنشكل ضغطا على السلطات حتى تأخذ بعين الاعتبار هذه الأزمة الخطيرة التي تعاني منها النساء في صمت». ولا يعتزم المرصد، حسبها، التوقف عند التنديد بالعنف ضد النساء، وإنما أيضا «ضد التمييز في الترقية المهنية بين الرجال والنساء».