وكالة «فارس» تقع في فخ تقرير ساخر أميركي

نشرت خبرا عن «أونيون نيوز» باعتباره حقيقيا عن أن 77% من البيض الأميركيين يفضلون نجاد

TT

ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، في تقرير نسبته لها، أن البيض في الريف الأميركي يفضلون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأصيب قراء وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية «فارس» بالدهشة عندما طالعتهم الوكالة بعنوان في تقرير إخباري لها يقول «استطلاع غالوب: البيض يفضلون أحمدي نجاد على أوباما»، ذكرت فيه أن 77 في المائة من الأميركيين البيض في الريف يفضلون الرئيس الإيراني على الرئيس الأميركي. ووقعت وكالة «فارس» في الفخ الفاضح، الذي نصبته المجلة الإلكترونية الأميركية الساخرة «أونيون»، أمس، عندما قامت بنقل الخبر الذي نسبته إلى نفسها، بشكل حرفي، من دون الإشارة إلى مرجعه، مما أدى إلى اتهام الوكالة الإيرانية بالانتحال.

وذكرت وكالة «فارس» للأنباء في التقرير، الذي انتحلته وقدمته لقرائها على أنه نتائج استطلاع موثوق، أنه «وفقا لنتائج استطلاع غالوب الاثنين الماضي، تبين أن الغالبية العظمى من البيض في الريف الأميركي قالوا إنهم سيصوتون للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما». وقالت «فارس» إنه طبقا للاستطلاع، قال ديل سويدركسي، من ولاية فرجينيا، عن نجاد «أنا أحبه أكثر». وأضافت الوكالة «وكان ديل من بين 77 في المائة من الناخبين البيض في الريف الأميركي أكدوا تفضيلهم لنجاد على أوباما حسب نتائج الاستطلاع». وقال ديل إنه يفضل تناول الويسكي مع نجاد أو الذهاب إلى مشاهدة لعبة البيسبول على قضاء وقت مع أوباما. وحسب الاستطلاع قال ديل إن نجاد «يأخذ على محمل الجد ما يهم الأمن القومي، ولا يترك للمثليين الفرصة للاحتجاج أو أن يقولوا له كيف يدير البلاد». ووفقا للاستطلاع الذي أوردته المجلة الساخرة «أونيون»، ونقلت عنه وكالة «فارس» للأنباء دون ذكر المصدر «قال 60 في المائة من البيض إنهم يحترمون نجاد لأنه على الأقل لا يخفي حقيقة كونه مسلما».

ولم يكن من المفاجئ أن مصدر الخبر الذي ذكر نتائج الاستطلاع هو المجلة الأميركية الساخرة «أونيون» التي أوردت الخبر على سبيل التهكم والسخرية. غير أن الأمور اتخذت منحى سيئا عندما نقلت وكالة أنباء «فارس» الخبر بشكل حرفي، مما يجعل الوكالة ليست متهمة بعدم التدقيق وحسب، ولكن بالانتحال كذلك، على الرغم من أن خبر وكالة «فارس» على ما يبدو أكثر لطافة.

يذكر أنه تم تخصيص موقع إليكتروني ممتاز مكرس لمستخدمي الإنترنت الذين يأخذون أخبار «أونيون» على محمل الجد، غير أنه يحدث أن تقع بعض الوكالات الأجنبية في الفخ كذلك كما حدث لوكالة «فارس». وفي عام 2004 نقل برنامج «نشرة المساء من بيغن» خبرا مفاده أن الكونغرس الأميركي «يهدد بالانتقال خارج العاصمة واشنطن»، قبل أن يتبين للوكالة التي أذاعت الخبر أن الأمر ليس إلا مزحة ساخرة نقلتها المجلة الشهيرة «أونيون». وقد تجشم المحررون في «نشرة أخبار بيغن» على الأقل عناء إعادة كتابة الخبر الذي لم يكن يحمل رسالة سياسية في حينه، على العكس من نقل وكالة «فارس» للأنباء التي أرادت بنقلها الخبر تسليط الضوء على الشعبية التي يحظى بها نجاد حول العالم.

وفي تعليق على الخبر، قال المعارض الأحوازي المقيم في لندن محمود أحمد الأحوازي، أمين عام الجبهة الشعبية الديمقراطية للشعب العربي في الأحواز: «في الحقيقة نحن في الداخل متعودون على كذب وكالة أنباء (فارس)، وهو مهنتها، وهي وكالة الحرس الثوري الإيراني، ولذلك لا يستغرب انتحالها للتقرير وكذبها لأنها دائما تسوق الكذب للداخل، لكن يبدو أنها هذه المرة وقعت في شر أعمالها»، وأضاف الأحوازي أنه «عندما تورد هذه الوكالة أخبار أحكام الإعدام ضد المناضلين الأحوازيين بتهمة الاتجار أو حيازة المخدرات، وهي تهم مفبركة لأحكام سياسية، فإن الوكالة تزيد من عندها على البيانات التي تصدر من المحاكم إمعانا منها في تشويه صورة الخصوم السياسيين».