مرسي يستقوي بالخارج لمواجهة أعباء داخلية «مرعبة»

زار 7 دول وحقق 4 وعود من 64 تعهد بها في المائة يوم الأولى

الرئيس المصري محمد مرسي يتحدث في لقاء «مبادرة كلينتون العالمية» في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

(موجة الغلاء تضرب المحافظات.. وجهود حكومية لضبط الأسواق)، (ارتفاع أسعار الكهرباء.. رمضان المتهم الرئيسي)، (تنفيس في أزمة البوتاغاز)، هذه بعض عناوين لتحقيقات مطولة عن أزمات متعددة يعاني منها المصريون يوميا، تصدرت الصفحات الأولى لجريدة «الحرية والعدالة»، الناطقة باسم حزب الإخوان المسلمين، والذي كان يرأسه الرئيس محمد مرسي، حيث لم تعد أزمات المصريين اليومية شيئا يمكن تجاهله أو التعتيم عليه.

فمع اقتراب نهاية المائة يوم الأولى في ولاية الرئيس الإسلامي محمد مرسي، يجد كثير من المصريين أن الأزمات الاقتصادية والحياتية اليومية لا تزال كما هي دون تغيير يذكر، وأن مرسي انشغل بجولات وزيارات خارجية أكثر من اهتمامه بتنفيذ وعوده الانتخابية في الداخل. ووفقا لـ(مرسي ميتر)، وهو موقع إلكتروني أقامه نشطاء مصريون لرصد ما أنجزه مرسي من خطة الـ100 يوم التي تعهد بها قبل انتخابه، فقد مر على إعلان تنصيب مرسي منذ 30 يونيو (حزيران) الماضي (90 يوما)، حقق فيها (4) وعود، وجاري تنفيذ (24)، من أصل (64) وعد بها، وتتعلق بقضايا (الأمن، والمرور، والخبز، والنظافة، والوقود).

فيما بلغت، نسبة رضا الناس على ما تم تنفيذه حتى الآن، وفقا للموقع ذاته، 43 في المائة فقط، مع اعتراض 57 في المائة.

ويقول مراقبون إن الرئيس مرسي حاول من خلال جولاته شرقا وغربا تسليط الضوء على دور مصر الخارجي، وتطمين دول العالم الكبرى، وهو ما قد يوفر له غطاء لتبرير الأزمات الداخلية التي ربما تبين له أن حلها سيأخذ وقتا.

ومنذ تنصيبه رئيسا للجمهورية، قام الرئيس مرسي بزيارة إلى 7 دول هي (السعودية، إيران، الصين، الولايات المتحدة، بلجيكا، إيطاليا، إثيوبيا).

وعاد مرسي ظهر الخميس الماضي قادما من نيويورك بعد زيارة لمقر المنظمة الدولية للأمم المتحدة استغرقت ثلاثة أيام، للمشاركة في أعمال الدورة الـ67 للأمم المتحدة. وألقى كلمة مصر أمام الاجتماعات، كما يعتزم مرسي زيارة تركيا الأحد المقبل، لتكون هي الدولة الثامنة في زياراته الخارجية.

يقول المحلل الاستراتيجي الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، جولات الرئيس مرسي الخارجية «هي رحلات بلا معنى كان من الممكن أن يقوم بها نائب رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية، وبلا فاعلية حقيقية على أرض الواقع، خاصة المتعلقة بحضور اجتماعات المنظمات مثل عدم الانحياز والأمم المتحدة، فكلنا يعلم أنها منظمات بلا دور حقيقي أو فاعلية».

ويضيف سيد أحمد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «حضور مرسي في هذه الاجتماعات هو تمثيل شكلي احتفالي أكثر من كونه تعبيرا عن موقف مصري واجب في هذه اللحظة التاريخية، فأغلب الزيارات لم تكن لتسجيل منحى حقيقي في السياسة الخارجية المصرية وهو ما نجده في إسهاب الرئيس في إلقاء الخطب، التي بلا مردود حقيقي على دور مصر الدولي أو الإقليمي».

ويؤكد سيد أحمد أن «الاهتمام بالشأن الداخلي وفق موروث الثورات بشكل عام كان يجب أن تكون له الأولوية، فأي ثورة خاصة في العالم الثالث، كان الرئيس يهتم أولا بأزمات الداخل مثل الإرهاب والبطالة والغذاء، لأن حل هذه الملفات هو في حد ذاته موقف دولي»، مضيفا أن «مرسي كان يمكن أن يسجل كل مواقفه الخارجية هذه من داخل مصر ولا يحتاج للسفر والخطب الرنانة، التي ظهر فيها وكأنه ينافق العالم الخارجي خاصة في موقفه من سوريا».

وحول إشادة كثير من القطاعات الشعبية بخطب مرسي خاصة تجاه سوريا والرد على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، قال سيد أحمد إن «كل ما يفعله مرسي حاليا وإن كان يلاقي استحسانا لدى قطاع من الشعب، فهو أشبه بالدواء المؤقت، فسرعان ما سنجد أنه كان بضاعة فاسدة لأنها ليست أصيلة وبعيدة عما يعانيه المصريون من أزمات حقيقية».

وأكد سيد أحمد أن «مرسي لم ينجح داخليا إلا في ملف واحد هو حسم الصراع على السلطة مع مؤسسة الجيش لصالحه، فيما فشل في باقي الملفات الخاصة بالـ100 يوم التي لم يحققها على الإطلاق، حيث ما تم حتى الآن هو سير في إطار بنية النظام السابق، ومجرد تغييرات شكلية».

وتستعد قوى سياسية مصرية معارضة منها التحالف الديمقراطي الثوري، الذي يضم 10 أحزاب وحركات يسارية، واتحاد شباب الثورة، تنظيم مظاهرات مليونية الجمعة 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في ميدان التحرير وكل المحافظات تحت شعار «مليونية الحساب»، بمناسبة انتهاء مدة الـ100 يوم الأولى لرئيس الجمهورية وتقديم كشف حساب عنها.

وقال بيان لاتحاد الثورة: «المطالب التي سيتم رفعها خلال تلك المليونية تتمثل في إسقاط الجمعية التأسيسية للدستور وإعادة تشكيلها، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، ومحاكمة قتلة الثوار، ورفض الخروج الآمن لهم وللمجلس العسكري السابق، وتحقيق العدالة الاجتماعية التي لم تتحقق حتى الآن».