بريطانيا والإكوادور تفشلان في التوصل إلى حل بشأن مؤسس «ويكيليكس»

أسانج يسخر من أوباما في مداخلة بالأمم المتحدة.. ولندن: اللجوء الدبلوماسي غير وارد في قانوننا

TT

أعلنت حكومة الإكوادور أن بإمكان بريطانيا أن تمنح مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج اللاجئ إلى سفارتها في لندن، جواز مرور، بناء على معاهدة تسليم مبرمة بين البلدين في القرن التاسع عشر. وأعلن وزير الخارجية ريكاردو باتينيو في تصريح للقناة الأميركية اللاتينية «تيليسور» أن هذه المعاهدة المبرمة في العشرين من سبتمبر (أيلول) 1840 «تبرهن للمملكة المتحدة أن بإمكانها تسليم جواز مرور» لأسانج. وأوضح باتينيو أن الوثيقة «تنص على عدم تسليم شخص إذا لم تكن المخالفة المستهدفة ذات طابع سياسي»، مشددا على أنه أبلغ بذلك نظيره البريطاني ويليام هيغ على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأضاف وزير الخارجية الإكوادوري أن هيغ «أقر بصحة ذلك الاتفاق على الرغم من أن تأويله يختلف عن تأويلنا»، معلنا عن لقاء قريب لم يحدد موعده.

وكان الجانبان البريطاني والإكوادوري قد أعلنا، أول من أمس، أنهما لم يتوصلا إلى حل لقضية أسانج بعد اجتماع الوزيرين في نيويورك. وصرح وزير الخارجية الإكوادوري في ختام الاجتماع للصحافيين: «لا نرى حلا فوريا» بشأن قضية أسانج اللاجئ، فيما قال نظيره البريطاني إن لندن «ملزمة بترحيل أسانج إلى السويد»، وإن «مفهوم اللجوء الدبلوماسي، ولو أنه معمول به في أميركا اللاتينية، فإنه غير وارد في القانون البريطاني».

وبعد أن لجأ في 19 يونيو (حزيران) الماضي إلى سفارة الإكوادور بلندن تفاديا تسليمه إلى السويد التي تتهمه بالاغتصاب، يخشى الأسترالي أسانج أن تسلمه السويد بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لمحاكمته إثر نشر موقع «ويكيليكس» 250 ألف برقية دبلوماسية أميركية. ومنحت الإكوادور التي تشاطره هذه المخاوف أسانج اللجوء السياسي في 16 أغسطس (آب)، لكن بريطانيا ترفض السماح له بمغادرة البعثة الدبلوماسية حرا.

واعتبر باتينيو أيضا اقتراح أستراليا «التكفل بمسألة صحة أسانج خطوة مهمة»، وهو ما تم التطرق إليه، على حد قوله، خلال الاجتماع مع نظيره البريطاني.

كذلك، شن أسانج، عبر مداخلة بدائرة تلفزيونية مغلقة من مكان إقامته في لندن، هجوما عنيفا على الرئيس الأميركي باراك أوباما لدعمه حرية التعبير في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي «يضطهد» فيه منظمته لتسريبها برقيات دبلوماسية. وقال أسانج ساخرا في تعليقاته التي أدلى بها بمناسبة أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الرئيس أوباما «ذهب إلى مدى أبعد من أي رئيس أميركي آخر في تجريم حرية التعبير. حان الوقت لأن يفي الرئيس أوباما بكلمته، وأن تتوقف الولايات المتحدة عن اضطهاد (ويكيليكس)». وأضاف أسانج، الذي بدا في صحة جيدة بينما كان يجلس إلى مكتب وخلفه رف من الكتب، أن بريطانيا والسويد رفضتا حتى الآن تقديم ضمانات بأنه لن يجري تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وبدورها، دعت منظمة العفو الدولية أول من أمس السلطات السويدية إلى تقديم ضمانات لبريطانيا ولجوليان أسانج، مفادها أنه إذا غادر السفارة الإكوادورية في لندن ووافق على التوجه إلى السويد «فلن يتم ترحيله إلى الولايات المتحدة بسبب (ويكيليكس)». وكتبت نيكولا داكوورث الباحثة في منظمة العفو في بيان: «إذا كان بإمكان السلطات السويدية أن تؤكد علنا أن أسانج لن يجد نفسه على متن طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة في حال استسلم لسلطة القضاء السويدي، عندئذ فلنأمل أن يؤدي ذلك إلى أحد أمرين: أولا سيضع ذلك حدا للمأزق اليوم، وثانيا سيعني أننا لا نرفض إحقاق الحق بالنسبة إلى النساء اللواتي يتهمنه بالتحرش الجنسي».