مصادر: القيادي بـ«القاعدة» أبو أنس الليبي حي بطرابلس

عاش في مانشستر ببريطانيا.. ومتهم في تفجير السفارتين الأميركيتين بشرق أفريقيا

TT

قالت مصادر استخباراتية غربية إن الناشط البارز في صفوف تنظيم القاعدة، «أبو أنس الليبي» المتهم بالضلوع في الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا، على قيد الحياة، وقد شوهد في العاصمة الليبية طرابلس، مبدية خشيتها من أن يكون قد تولى مهمة إنشاء شبكة لـ«القاعدة» في ذلك البلد.

وقالت المصادر التي تحدثت إلى «سي إن إن» طالبة عدم كشف هويتها إنها لا تعرف ما إذا كان لدى السلطات الليبية معلومات حول وجود «أبو أنس» على أراضيها، كما نفت علمها بقيام جهات أمنية دولية بالطلب من طرابلس اعتقاله.

وكان الليبي ينشط بين صفوف «الجماعة الليبية المقاتلة»، قبل أن يلتحق بـ«القاعدة» قبل سنوات، وهو متورط في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، وقتها تم رصد جائزة للقبض عليه مقدارها 5 ملايين دولار، وقبل ذلك كان يعيش في مانشستر ببريطانيا، وهو متمكن من البرمجيات والكومبيوتر، وبعد تفجيرات 11 سبتمبر رصد مكتب التحقيقات الفيدرالية مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي للقبض على أبو أنس الليبي.

وتسعى الولايات المتحدة منذ فترة للقبض على أبو أنس، غير أنها لا ترتبط بمعاهدة لتبادل المطلوبين مع ليبيا.

ورجح محللون متخصصون بقضايا مكافحة الإرهاب أن يكون «أبو أنس» الليبي قد ظل طليقا خلال الفترة الماضية بسبب الوضع الأمني الحساس في ليبيا إلى جانب نفوذ الجماعة الليبية المقاتلة، وهي جماعة متشددة كان الليبي ينشط بين صفوفها قبل سنوات. ويرى البعض أن أبو أنس نجح ربما في العودة إلى ليبيا بعدما تراجع اهتمام أجهزة الاستخبارات بملاحقته خلال الفترة الأخيرة، وقد سبق أن حصل ذلك مع شخصيات أخرى ارتبطت لسنوات بتنظيمات جهادية، وتمكنت لاحقا من العودة إلى ليبيا.

ولم يتضح تاريخ دخول «أبو أنس» إلى ليبيا، ولكن المصادر الاستخباراتية أشارت إلى أن السلطات الليبية خلال حقبة النظام السابق قامت في ديسمبر (كانون الأول) 2010 بإبلاغ لجنة الأمم المتحدة المعنية بمتابعة العقوبات المفروضة على تنظيم القاعدة وعناصره بوجود الناشط في طرابلس، وزودتهم بعنوان مسكنه أيضا.

ولا يعرف على وجه التحديد الدور الذي يلعبه الليبي حاليا، وما إذا كان يتابع نشاطه مع المجموعات المتشددة، وقد رجح تقرير صادر عن مركز الأبحاث بمكتبة الكونغرس أنه يعمل في مجال التنسيق بين قيادات «القاعدة» والجماعات الليبية التي تعتنق توجهاتها الفكرية.

وكان الليبي في العقد التاسع من القرن الماضي أحد أبرز وجوه «القاعدة» على صعيد التخصصات المتعلقة بالمعلوماتية والاستطلاع، وقد شهد عدد من عناصر «القاعدة» بأنه ساهم في مراقبة السفارة الأميركية في كينيا عام 1993، كما استطلع بعض الأهداف الغربية الأخرى، وقد قام تنظيم القاعدة عام 1998 بمهاجمة تلك السفارة بالتزامن مع السفارة الأميركية في تنزانيا، مما أدى لسقوط أكثر من 200 قتيل.

وصدر بحق الليبي حكم بالسجن لمدة 5 أعوام من قبل القضاء الأميركي عام 2011، وعرضت واشنطن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لقاء القبض عليه، وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن اسم «أبو أنس» الحقيقي هو نزيه عبد الحميد نبيه الراجعي.