واشنطن تتواصل مع «الجيش الحر».. وتكثيف التنسيق لإعلان حكومة في المنفى

دعم عربي - غربي جديد للمعارضة السورية من نيويورك.. وتركيا تحذر دمشق بعد سقوط قذيفة «هاون» داخل أراضيها

وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

حصلت المعارضة السورية على دعم عربي - غربي جديد في نيويورك هذا الأسبوع، إذ استضافت مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» عددا من عناصر المعارضة في نيويورك، والتقتهم رسميا في اجتماع أول من أمس حول سوريا، وكذلك بشكل غير رسمي في عدد من اللقاءات على هامش الاجتماعات.

وعلى الرغم من مطالبة المعارضة بالدعم المسلح المباشر، فإن مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» لم تخرج باتفاق على دعم التسليح، خاصة أن الولايات المتحدة ما زالت تلتزم بموقفها العلني الرافض لـ«المزيد من العسكرة» للأزمة السورية. إلا أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى اعترف في لقاء مع عدد من الصحافيين على هامش أعمال الجمعية العامة بأن بلاده «على تواصل مع عناصر الجيش السوري الحر داخل بلادهم». وأضاف المسؤول «نحن نتواصل معهم غالبا عبر موقع (سكايب) لأننا لا ندخل إلى سوريا، وهم في سوريا».

وأفادت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك توجها أميركيا للتعرف على العناصر المختلفة من الجيش السوري الحر، ومعرفة هيكلته وتوجهاته، بالإضافة إلى محاولة معرفة مصداقيته في الحديث عن مهاجمة منطقة أو أخرى ومقارنتها مع صور الأقمار الصناعية والتسجيلات المبعوثة.

وبينما تبقى المساعدات للمقاتلين داخل سوريا من المعارضة على شكل دعم لوجيستي على الصعيد الرسمي، أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن المزيد من المساعدات للمعارضة السورية خلال اجتماع «أصدقاء الشعب السوري». وفيما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن 15 مليون دولار من المساعدات المباشرة للمعارضة (ليصل إجمالي المساعدات الأميركية للمعارضة السورية إلى 45 مليون دولار) و30 مليون دولار بصورة مساعدات إنسانية، أكدت مصادر أميركية أن واشنطن ستواصل دراسة آليات أخرى لدعم المعارضة، بالإضافة إلى آليات جديدة للضغط على النظام السوري.

من جهته، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاجتماع نفسه بأن «فرنسا زادت من اتصالاتها مع ممثلين من المعارضة المسلحة». أما وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ فالتزم بخط بلاده في التعاطي مع المعارضة المدنية السياسية بدلا من المسلحة، قائلا إن بلاده تقدم الدعم للمناطق التي يسيطر عليها الثوار من خلال المساعدة في تزويد الخدمات المدنية.

وعلى الرغم من جهود تركيا وفرنسا لإقناع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» بإعلان منطقة عازلة حيث يسطر أعضاء الجيش السوري الحر على مناطق كبيرة الآن، فإن الاجتماع لم يتفق على اتخاذ خطوات لدعم منطقة عازلة. وعبر أحد أعضاء المعارضة السورية، الذي حضر الاجتماع، لـ«الشرق الأوسط» عن شعور بالحيرة من قبل المعارضة التي تطالب المجتمع الدولي بحماية المناطق التي استطاع عناصر الجيش السوري الحر انتزاعها من سيطرة النظام.

وبينما كانت هناك اتصالات أوسع مع عناصر «الجيش السوري الحر»، تتواصل الجهود الدبلوماسية لتنسيق المعارضة المدنية. وأعلنت قطر استضافتها لمؤتمر مرتقب للعمل على الخروج بحكومة وحدة في المنفى. وهذا التوجه تدعمه دول عدة على رأسها فرنسا، إذ أعلن رئيسها فرانسوا هولاند الأسبوع الماضي استعداده للاعتراف بمثل هذه الحكومة. وعقد مسؤولون، من بينهم السفير الأميركي لدى سوريا والمسؤول عن التنسيق مع المعارضة السورية روبرت فورد، لقاءات مع ممثلي المعارضة في نيويورك من أجل التوصل إلى إجماع على أهمية تشكيل حكومة في المنفى تعتبر أحد الممثلين عن الشعب السوري.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في خطابه أمام الجمعية العامة مساء أول من أمس، إن «الشعب السوري ما زال يعاني من بطش النظام في دمشق.. أكثر من 30 ألفا قتلوا حتى الآن، ونحو 300 ألف هربوا إلى دول مجاورة، وهناك أكثر من مليون نازح، لكن مع الأسف هذه المأساة الإنسانية أصبحت فقط إحصائيات للكثيرين». واعتبر داود أوغلو أنه «لا يوجد تبرير لفشل مجلس الأمن» في التوصل إلى إجماع على معالجة الأزمة السورية، داعيا مجددا لاتخاذ قرارات أكثر حزما ضد النظام السوري.

وفي السياق نفسه، لمحت تركيا إلى أنها ستقوم بعمل إذا تكرر هجوم بقذيفة هاون على أراضيها من داخل سوريا. وقالت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء إن قذيفة «هاون» أطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرقي تركيا أمس وألحقت أضرارا بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية. وصرح أوغلو للصحافيين بأن أنقرة أبلغت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالحادث. وأضاف «أود أن يعلم الناس أنه إذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فإننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق».