هادي: إيران تريد أن يكون اليمن بدلا من سوريا وكشفنا 6 شبكات تجسس

رفض لقاء نجاد وقال: طهران تدعم الحراك المسلح.. ويزور ألمانيا الخميس المقبل

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يلقي محاضرته في المركز الدولي للباحثين
TT

جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتهام إيران بالتدخل في الشأن اليمني ودعم شبكات التجسس في البلاد، في وقت أُعلن في برلين أن الرئيس اليمني سيزور ألمانيا الخميس المقبل.

واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في محاضرة ألقاها في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين بواشنطن إيران بالتدخل في شؤون اليمن، ومحاولة نشر الفوضى والعنف فيه، مؤكدا الكشف عن 6 شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران.

وقال هادي إن اليمن يواجه «تدخلات إقليمية معادية، منها التدخلات الإيرانية»، معتبرا أنها تقف ضد التنمية في المنطقة. وأشار هادي إلى أن هذه التدخلات تمثلت «في الدعم الإيراني لبعض التيارات السياسية والمسلحة وتجنيد شبكات تجسسية»، مؤكدا الكشف عن 5 شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران قال إنه تم إحالتها للقضاء، كما تم مؤخرا اكتشاف «الشبكة السادسة».

كما وجه أصابع الاتهام إلى إيران بتقديم «الدعم القوي للحراك المسلح»، وقال إنها تقدم «الدعم السياسي العسكري والسياسي والإعلامي والمالي لقوى الحراك المسلح، في جنوب اليمن». وقال الرئيس هادي أيضا إن إيران عملت على «استقطاب إعلاميين ومعارضين سياسيين» في محاولة منها لتخريب التسوية السياسية التي تمت وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والتي قال إنها اعتبرتها «مبادرة سعودية - أميركية».

وتابع أيضا أن ذلك يهدف إلى إيجاد حالة من الفوضى والعنف، وفي إحداث انفلات أمني وسياسي في اليمن «لكي تستفيد من الأوضاع المضطربة لتمرير أجندتها في المنطقة، وتسعى إلى جعل بلادنا نقطة انطلاق لممارسة دورها الإقليمي واستهداف دول الخليج العربي». وأضاف: «إن لدى إيران أطماعا لتوسيع نفوذها الإقليمي في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي من أجل تعطيل خط الملاحة الدولية والمصالح الغربية في المنطقة».

وأكد هادي أن المؤشرات تشير إلى سقوط النظام في سوريا، وهو ما يجعل إيران تحاول جهدها البحث عن موضع قدم لها في اليمن، لتعوض خسارتها في سوريا. كما اتهم هادي إيران بمحاولة بسط نفوذها على البحرين العربي والأحمر، من أجل عرقلة طرق الملاحة البحرية.

وكانت مصادر سياسية يمنية مطلعة كشفت أول من أمس أن هادي رفض طلبا من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بلقائه على هامش اجتماعات الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك. وحسب المصادر، فإن أحد أعضاء الوفد الإيراني أبلغ مسؤولا في الوفد اليمني طلب نجاد اللقاء بهادي، غير أن الأخير اعتذر عن تلبية الطلب، معللا بأنه لا يمكن حدوث أي لقاء رئاسي أو على أي مستوى رفيع قبل أن تكفّ طهران عن تدخلاتها في الشأن اليمني من خلال ما تقدمه من دعم سياسي ومالي وعسكري لجماعة الحوثيين ولفصائل في الحراك الجنوبي.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة في برلين أن الأخيرة ستستقبل الخميس المقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وستبحث معه خصوصا الانتقال السياسي الراهن في بلاده.

وأوضح المتحدث ستيفن سايبرت أن هادي الذي يقوم بأول زيارة لألمانيا سيناقش أيضا مع ميركل الوضع الأمني في اليمن والعلاقات الثنائية إضافة إلى التطورات السياسية والأمنية في المنطقة. وخلف هادي في فبراير (شباط) الماضي الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اضطر إلى التنحي تحت وطأة حركة احتجاجية مناهضة له اندلعت عام 2011.

ويواجه هادي صعوبات في التصدي لموجة العنف التي لا يزال يشهدها اليمن، وخصوصا مع سيطرة تنظيم القاعدة على شرق وجنوب البلاد.

وعلى الصعيد الأمني، قال مصدر أمني إن مهاجما انتحاريا قتل نفسه وأحد المارة في جنوب اليمن، أمس، في محاولة لاغتيال مسؤول حكومي يستهدف مقاتلي تنظيم القاعدة. وسار المهاجم إلى سيارة متوقفة تخص محمد عيداروس الذي يرأس «لجنة شعبية» لمتطوعين قبليين ساعدوا الجيش في طرد المتشددين من بلدة لودر بمحافظة أبين هذا العام، قبل أن يصبح أمين عام مديرية لودر.

وقال المصدر إن عيداروس، وهو الآن مسؤول الحكم المحلي في لودر، لم يكن في السيارة، لكن أحد المارة قتل في الانفجار. وأصيب 4 أشخاص كانوا في السيارة و5 من المارة. وقال المصدر إن المهاجم هو علي محمد حسين (20 عاما) من محافظة أبين.

ويشهد اليمن اضطرابات منذ الانتفاضة المناهض للرئيس علي عبد الله صالح الذي تنحى في نهاية الأمر في فبراير. وطرد الجيش متشددين من بلدات في أبين كانت تحت سيطرتهم في العام الماضي. لكن تنظيم القاعدة رد بمحاولات اغتيال مسؤولين بعضها كان ناجحا، وهجوم انتحاري على عرض عسكري في مايو (أيار) قتل فيه 100 شخص.

إلى ذلك، قال حزب المؤتمر الشعبي العام في موقعه على الإنترنت إن مسلحين قتلوا 4 من أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في كمين خارج صنعاء، مساء الجمعة. وأصيب 8 أشخاص. وأضاف موقع الحزب على الإنترنت أن أعضاءه كانوا مسافرين برا إلى محافظة مأرب عندما تعرضوا لهجوم. ولم يتضح ما إذا كان الرجال استهدفوا لانتمائهم للحزب أم لا، وقال مصدر قبلي من الجوف حيث كان الرجال يعملون إنه كان ثأرا قبليا، حيث توجد ثارات قديمة بين قبيلتي همدان التي وقع فيها القتل والشولان المتهمة بتنفيذه.