حرب شوارع في دمشق وقوات النظام تقصف حي السيدة زينب بالهاون

الجيش الحر يتحدث عن استخدام النظام براميل متفجرة تحتوي مواد كيماوية في قصف دمشق

TT

يوم دام جديد، عاشته سوريا، حصد عشرات الضحايا في كل المحافظات، خصوصا في العاصمة دمشق وريفها التي سددت أمس فاتورة مرتفعة من الأرواح، خصوصا مع تنفيذ عملية إعدام ميداني لثمانية أشخاص من عائلة واحدة قتلوا ذبحا وأمام أعين الناس في قدسيا في ريف دمشق.

وأكد الناشط في دمشق فارس درويش أن «الجيش الحر والثوار خاضوا معارك ضارية من الجيش النظامي وقوات الأمن والشبيحة في حي التضامن في العاصمة»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات امتدت إلى جنوب غربي العاصمة وكانت المواجهات أشبه بحرب شوارع»، لافتا إلى أن منطقة السيدة زينب في ريف دمشق قصفت بمدافع الهاون، كما سمعت أصوات خمسة انفجارات قوية جدا هزت مخيم خان الشيخ في ريف دمشق، مصدرها الجهة الجنوبية الشرقية للمخيم على طريق نستله مقابل بنايات الضباط.

في هذا الوقت كشف مصدر قيادي في الجيش الحر رفض ذكر اسمه، عن أن «قوات النظام خففت من استخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة في قصف أحياء العاصمة دمشق». وأكد القيادي لـ«الشرق الأوسط» أن النظام «استعاض عن هذه الأسلحة ببراميل متفجرة تلقيها الحوامات (طائرات هليكوبتر) على الأحياء والمناطق الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، يعتقد أنها تحتوي مواد كيميائية، ومرد ذلك إلى انبعاث روائح سامة تصيب باختناق». وأوضح المصدر أنه «في المناطق التي ألقيت عليها هذه البراميل لوحظ إصابة أعداد كبيرة من المواطنين بطفح جلدي، واحمرار شديد في عيون الأطفال مع حرارة شديدة». ورأى أن «هذا مؤشر على أن النظام قد يستعمل كل ما تبقى له من أوراق، ومنها المحرمة دوليا ضد شعبه».

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأشار إلى «تجدد الاشتباكات صباحا (أمس) في حي التضامن جنوب دمشق». وقال المرصد في بيان له: «إن قوات نظامية اقتحمت الحي عقب الاشتباكات ونفذت حملة اعتقالات، كما قصف الجيش السوري أحياء بالعاصمة بينها منطقة السيدة زينب، واقتحم حي برزة وأحرق محال تجارية فيه»، موضحا أن «الطيران الحربي قصف فجرا بلدة موحسن بدير الزور، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين بينهم سيدة وابنتها». في حين كشفت عضو مجلس قيادة الثورة بدمشق ديما الشامي في تصريح لها عن أن «شبيحة النظام السوري ارتكبوا مجزرة جديدة في قدسيا بريف دمشق، حيث أعدموا عائلة بأكملها ميدانيا أمام أعين الناس». وقالت: «إن عناصر مسلحين تابعين للنظام السوري ذبحوا بدم بارد ثمانية أشخاص بينهم إخوة وزوجان». وأكدت أن «الجيش يقتحم المدن والأحياء بالدبابات، كما أنه قام بتسليح شباب صغار لا تتعدى أعمارهم 15 سنة يظهرون وهم يحملون الرشاشات ومختلف الأسلحة»، مشيرة إلى «أعمال طائفية يقوم بها هؤلاء عناصر الشبيحة».

في المقابل أفادت قناة «الدنيا» السورية القريبة جدا من النظام، بأن «وحدة من الجيش السوري عثرت خلال ملاحقتها لفلول الإرهابيين على ذخائر وأسلحة متنوعة وضعت في نفق للصرف الصحي في بساتين القابون بريف دمشق». ونقلت عن مصدر عسكري قوله إنه «تم العثور في حي القابون على مدفع هاون و28 قذيفة تابعة له و33 قذيفة (آر بي جي) وذخائر متنوعة».