آخر معتقل غربي في غوانتانامو عمر خضر يعود إلى بلده كندا

سيقضي بقية العقوبة في سجن شديد الحراسة في أونتاريو

رسم تخطيطي لخضر
TT

عاد عمر خضر، آخر معتقل غربي محتجز في معتقل غوانتانامو، صباح أمس، إلى بلده كندا حيث سيمضي بقية مدة عقوبته، كما نقلت قناة «سي بي سي» الكندية العامة عن وزير الأمن العام الكندي فيك تويز. وقال الوزير إن طائرة عسكرية أميركية أقلت عمر خضر من غوانتانامو، وحطت عند الساعة 11.40 بتوقيت غرينيتش في قاعدة ترينتون الجوية الكندية في أونتاريو، تمهيدا لنقله إلى سجن ميلهافن الواقع في المقاطعة نفسها والذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة. وأوضح الوزير أن الفترة التي سيقضيها عمر خضر وراء القضبان في كندا، ستحددها السلطات الكندية، واصفا إياه بأنه «مناصر معروف لـ(القاعدة)» و«مدان بالإرهاب». ورحبت عائلة خضر التي تقيم ب كندا بعودة ابنها، وأكد شقيقه أنه سيزوره في سجنه. وسيمضي خضر بقية عقوبته في كندا، حيث أقر بأنه قتل جنديا أميركيا في أفغانستان، وأصدرت محكمة أميركية عسكرية في غوانتانمو حكما عام 2010 بسجنه 40 عاما إثر إدانته في تهم تشمل التآمر لارتكاب أعمال إرهابية. ولكنه وافق على الإقرار بالذنب مقابل خفض مدة سجنه إلى ثمان سنوات، وبموجب الاتفاق أيضا أصبح من حقه العودة إلى كندا منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويؤيد معظم الكنديين عودة خضر، الذي يبلغ عمره حاليا 26 عاما. وولد خضر في تورونتو بكندا وجندته «القاعدة» وهو في طفولته، وأسر على يد القوات الأميركية إثر إصابته عندما شنت القوات الأميركية هجوما جويا وبريا استمر أربع ساعات في أفغانستان عام 2002. وما زالت الولايات المتحدة تحتجز 160 سجينا في غوانتانامو.

وكانت القناة التلفزيونية نفسها نقلت في وقت سابق السبت عن مصدر عسكري، لم تحدده، أن آخر معتقل غربي في غوانتانامو غادر صباح أمس القاعدة الأميركية في جزيرة كوبا على متن طائرة عسكرية. وحكم على عمر خضر بالسجن لمدة ثماني سنوات من قبل محكمة عسكرية أميركية استثنائية في أكتوبر 2010 بموجب اتفاق أقر فيه المدان بمحاولته قتل جندي أميركي بقنبلة في أفغانستان عام 2002. وكان عمر خضر حين حصول الوقائع 15 عاما، وتضمن الاتفاق الذي أبرمه مع المحكمة إمكانية أن يطلب نقله إلى كندا بعد انقضاء العام الأول من سجنه. وولد عمر خضر في تورونتو في 19 سبتمبر (أيلول) 1986، وقد اعتقل في أفغانستان حيث أصيب بجروح بالغة. وخضر، طويل القامة الذي تظهر ندبات على وجهه، يجيد أربع لغات هي الإنجليزية والعربية والباشتونية والدارية، ولديه أيضا إلمام بالفرنسية رغم أنه غادر مقاعد الدراسة في عمر مبكر. وقتل والد عمر، أحمد سعيد خضر الكندي المصري الأصل الذي كان يعتبر من قادة «القاعدة»، في أكتوبر 2003 خلال هجوم شنه الجيش الباكستاني على مقاتلي تنظيم أسامة بن لادن. وغادرت عائلة خضر كندا سنة 1990 واستقرت عند الحدود الباكستانية - الأفغانية «للمساعدة على إعادة إعمار ما دمره الاجتياح السوفياتي»، بحسب سيرة ذاتية نشرها مقربون منها على الإنترنت. وعاد عمر خضر إلى كندا في 1995 بعد اعتقال والده في باكستان للمشاركة في اعتداء بالقنبلة على سفارة مصر في إسلام آباد.

غير أنه عاد إلى باكستان في السنة التالية. اعتقل عمر خضر من جانب الجيش الأميركي في أفغانستان عام 2002 عندما كان عمره 15 عاما. واحتجز في خليج غوانتانامو منذ أن كان في السادسة عشرة. وقد شددت الحكومات الكندية المتعاقبة، بصورة متكررة، على أنها طلبت تأكيدات من السلطات الأميركية بمعاملة عمر خضر معاملة إنسانية في الاعتقال في خليج غوانتانامو، وتلقت هذه التأكيدات فعلا. بيد أن الوثائق التي صدرت في 10 يوليو (تموز) 2008 (في أعقاب قرار صادر عن المحكمة العليا الكندية في ديسمبر «كانون الأول» 2007 بوجوب السماح لعمر خضر بالاطلاع على بعض سجلات استجوابه من جانب المسؤولين الكنديين في العامين 2003 و2004) - كشفت عن أن الحكومة الكندية كانت على علم بأنه تعرض لما يسمى أساليب «الإجهاد والإكراه». ومع ذلك، استمر المسؤولون الكنديون في استجوابهم لعمر خضر.