نتنياهو وليبرمان: عباس لا يريد السلام.. وعليه أن يشكرنا لمنعنا سلطته من الانهيار

دبلوماسي غربي: خطاب أبو مازن يعكس فقدان الأمل.. وهو ينوي الاستقالة

والدة صياد السمك فهمي أبو رياش تبكي ولدها الذي قتل برصاص إسرائيلي في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، بشدة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ردا على خطابه في الأمم المتحدة، وقالا إنه يحرض على إسرائيل بدلا من أن يشكرها على دعمها، ويثبت أنه لا يريد صنع السلام. وقال نتنياهو، للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه غير مرتاح للطريقة التي أصبح يتعامل بها أبو مازن مع إسرائيل والحكومة الإسرائيلية، متهما إياه بمواصلة التحريض على إسرائيل بدل أن يشكرها لتقديمها مساعدات منعت سلطته من الانهيار.

وأضاف نتنياهو مفاخرا «لقد حولنا له في الأسابيع الماضية ملايين الشواقل (العملة الإسرائيلية) حتى لا تنهار سلطته». وتابع القول موجها حديثه لبان كي مون «عليه أن يعرف أنه لا يمكن حل الصراع عبر خطابات دموية في الأمم المتحدة».

وكان نتنياهو قد استمع لخطاب أبو مازن من غرفة مجاورة على «الإنترنت» كما قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فاستشاط غضبا، وقرر وهو يستمع للخطاب إضافة جملة إلى خطابه الذي كان مقررا بعد انتهاء أبو مازن من كلمته، جاء فيها «لا يمكن حل الصراع بيننا بواسطة خطابات (فرية الدم) في الأمم المتحدة». وكان إلى جانب نتنياهو وزير خارجيته الذي استشاط غضبا هو الآخر، وراح بعدها يكلم كل نظرائه الأوروبيين عن ضرورة التخلص من أبو مازن، باعتباره عقبة أمام السلام.

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أن ليبرمان في لقاءاته مع وزراء خارجية دول أوروبية، صرح بأنه «لا أمل في التوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين ما دام محمود عباس باقيا في رئاسة السلطة». والتقى ليبرمان مع نظرائه الأرجنتيني والإسباني والفرنسي والروسي، وقال لهم «إن السلام مستحيل مع عباس». وأضاف «يكفي أن تستمعوا إلى خطابه لتعرفوا أنه لا يريد أن يكون شريكا في صنع السلام». وتابع القول «على الرغم من أن إسرائيل أنقذت السلطة الفلسطينية من الانهيار قبل عدة أيام فإن أبو مازن اختار أن يلقي خطاب شيطنة وتحريض ضد إسرائيل مثلما يفعل قادة إيران وحماس».

ونقل عن ليبرمان قوله أيضا «عباس ليس مهتما، وغير قادر على إدارة السلطة الفلسطينية، وإن أكثر ما يعنيه هو التجول في العالم والتحريض ضد إسرائيل، ونقل مشاكله الداخلية إليها». وطلب ليبرمان من نظرائه رفع الغطاء السياسي عن أبو مازن ونبذه «إذا كانوا معنيين بتسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

وأكثر ما اغضب الإسرائيليين من خطاب أبو مازن أنه اتهمهم بالإعداد لنكبة جديدة ضد الفلسطينيين، وبالتطهير العرقي، وتدمير حل الدولتين، ومحاولة القضاء على السلطة الفلسطينية. ووصف مراقبون خطاب أبو مازن بأنه خطاب غضب وبمثابة فرصة أخيرة للعالم. وقال دبلوماسي غربي لصحيفة «هآرتس» إن خطاب عباس في الجمعية العامة «عكس حالة اليأس التي يعيشها»، وأضاف «وهذا اليأس تفجر خلال لقاءاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وقادة آخرين، خلال مكوثه في نيويورك». وأضاف المصدر «عباس صرح في كل محادثاته بأنه فقد الأمل وأنه ينوي الاستقالة من منصبه».

وكان عباس قد وضع على طاولة القيادة الفلسطينية، قبل ذهابه إلى نيويورك، احتمال إلغاء الاتفاقات مع إسرائيل، وطلب منهم تصورا مكتوبا لذلك، كما لمح إلى احتمال استقالته. ووصل أبو مازن إلى طريق مسدود في المفاوضات مع إسرائيل، كما رُفض طلبه العام الماضي للحصول على دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، فجرب هذا العام الحصول على دولة غير عضو، لكنه قوبل بتهديدات أميركية منعته من تقديم الطلب، مكتفيا بإعلان بدء مشاورات لذلك.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، إن التصويت على الطلب الفلسطيني للحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة قد يكون في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وأضافت في مؤتمر صحافي في رام الله أول من أمس «من المتوقع أن تصوت 150 دولة لصالح الطلب الفلسطيني، رغم محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل ثني الدول عن التصويت لصالحنا». ويوجد الآن 133 دولة تعترف بفلسطين.

واعتبرت عشراوي أن أهمية الحصول على وضع دولة غير عضو تكمن في الحق الذي ستكتسبه فلسطين بالدخول في عضوية الكثير من المنظمات والوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة «وهو ما يعطي المجال لمساءلة إسرائيل، ويعدل المسار الذي استحوذت فيه إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة على عملية السلام، وحولتها إلى عملية مفاوضات إلى ما لا نهاية».