طالباني يعود إلى بغداد.. ومقرب منه لـ «الشرق الأوسط»: المشاورات الجدية تبدأ في غضون أيام

ألغى زيارته المقررة إلى أربيل بسبب انشغالات كبار القادة الأكراد

TT

ارتبك جدول أعمال الرئيس العراقي جلال طالباني العائد من رحلة علاجية إلى ألمانيا استغرقت ثلاثة أشهر، بسبب غياب قيادات كردية في سفرات إلى خارج العراق، فاضطر إلى إنهاء التزاماته في كردستان والعودة إلى بغداد، قبل أن يستكمل مشاوراته مع القادة الكرد حول سبل الخروج من الأزمة السياسية الحالية التي يعلق العراقيون آمالا كبيرة على طالباني لمعالجتها وتحريكها عبر إطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي طال انتظاره.

وكان مقررا أن يقضي الرئيس طالباني بضعة أيام في أربيل، قبيل انتقاله إلى بغداد، للتشاور مع القيادات الكردية حول الموقف من الأزمة السياسية، لكن غياب رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وهو أحد أهم أطراف النزاع السياسي الحالي بالعراق، في جولته الأوروبية، وانشغال الرجل الثاني بالحزب نيجيرفان بارزاني بزيارته الميدانية إلى محافظة دهوك، وسفر نائب رئيس حكومة الإقليم عماد أحمد إلى بولونيا، وكذلك سفر نائب طالباني كوسرت رسول علي إلى ألمانيا.. غياب كل هؤلاء القادة أسهم في إلغاء زيارة طالباني إلى أربيل، والتي كان يتوقع أن يتم خلالها عقد اجتماع مشترك للمكتبين السياسيين لحزبه وحزب بارزاني لتوحيد الموقف من الأزمة السياسية.

وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني آزاد جندياني، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع المكتبين السياسيين سينعقد حتى بغياب الرئيس طالباني، لكن بقية الالتزامات تم إلغاؤها بسبب غياب هؤلاء القادة، وأن طالباني كان سيعود إلى بغداد في وقت لاحق أمس «ليستكمل من هناك جهوده نحو عقد المؤتمر الوطني للحوار بين قادة الكتل العراقية». وبسؤاله عما إذا كانت الأجواء مهيأة لإطلاق الحوار وفقا لمبادرة الرئيس، خاصة أن هناك تصريحات متشائمة تصدر من العديد من المسؤولين العراقيين حول إمكانية نجاح هذا المؤتمر بما فيها تصريحات نسبت إلى رئيس القائمة العراقية إياد علاوي، وهو الطرف الثاني الفاعل بالأزمة السياسية، قال جندياني «الأزمة السياسية بالعراق تعقدت أكثر من ذي قبل، وأصبحت هناك تدخلات إقليمية ودولية بالأزمة، ناهيك عن المواقف المتباينة من الأطراف العراقية حول مبادرة الرئيس طالباني، وأعتقد أن عقد المؤتمر بهذه العجالة بات أمرا غير ممكن، ويحتاج الأمر إلى المزيد من المشاورات وجهود لإقناع الأطراف الأزمة، وهذا يستغرق وقتا طويلا، وإذا ما تجاوزنا بعض المجاملات التي سمعناها من بعض المسؤولين العراقيين وتزلف بعضهم للرئيس طالباني، كانت هناك تأكيدات جدية حصلنا عليها خلال لقاءات الرئيس الأخيرة بالوفود التي تقاطرت على السليمانية للترحيب بعودته، فرئيس الوزراء السيد نوري المالكي تعهد للرئيس بأن يتعاطى إيجابيا مع كل مسعى منه للتغلب على الأزمة السياسية، وأعلن دعمه الكامل لمبادرة الرئيس، وكذلك السيد أسامة النجيفي الذي أكد للرئيس أيضا استعداده لدعم الحوار والمبادرة، حتى إن هناك بعض الأطراف الشيعية الأخرى التي أبدت استعداد لذلك، منها التيار الصدري الذي سمعنا من القيادي فيه بهاء الأعرجي ما يشير إلى استعداده لدعم مبادرة الرئيس، لكن مع كل ذلك أعود لأكرر بأن الأزمة تعقدت، وباتت الحلول بعيدة المنال على الأقل في الوقت الحالي، لكن ذلك لا يمنع أن يواصل الرئيس طالباني جهوده مع القادة والكتل العراقية للبحث عن آفاق الحل، وهذا ما سيسعى إليه الرئيس خلال الأيام المقبلة».