ليبيا: الثوار يعترضون على المرشحين للدفاع والداخلية في حكومة أبو شاقور

السلطات ترعى رسميا أول حملة لجمع السلاح من المواطنين والثوار

TT

«ادعم جيشك وأمن بلادك بتسليم سلاحك»، هذا هو الشعار الذي اتخذته السلطات الليبية لحملة لجمع الأسلحة من المواطنين والثوار، في إطار مساعيها لفرض الأمن ونزع السلاح المنتشر منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي العام الماضي.

وجاءت الحملة في وقت كشفت فيه مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» عما وصفته بضغوط سياسية كبيرة يتعرض لها رئيس الوزراء المنتخب الدكتور مصطفى أبو شاقور من جانب بعض قيادات الثوار الذين يرفضون القبول بمرشحيه لمنصبي وزيري الداخلية والدفاع في الحكومة، التي يفترض أن يتم الإعلان عنها رسميا الأسبوع المقبل.

وقالت المصادر إن الثوار يرفضون ترشيح اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية في الجيش الليبي في منصب وزير الدفاع خلفا للوزير الحالي أسامة الجويلي، بالإضافة إلى الدكتور عاشور ‏سليمان شوايل المدير السابق للأمن الوطني في مدينة بنغازي والمرشح لخلافة وزير الداخلية الحالي فوزي عبد العال.

وقال مصدر على صلة وثيقة بقيادات الثوار، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك اجتماعات شبه يومية للتنسيق بين مجموعات الثوار المختلفة لإقناع أبو شاقور بتغيير الأسماء المرشحة واستبدالها بمرشحين يحظون بموافقة وتأييد الثوار.

وكان رئيس الوزراء الجديد قد أبلغ «الشرق الأوسط»، مؤخرا، اعتزامه الاستعانة بقيادات من الثوار في حكومته، لافتا إلى الدور الإيجابي الذي لعبوه خلال الحرب ضد القذافي وحتى الآن.

ويمثل الملف الأمني واستيعاب الثوار في صفوف مؤسسات الجيش والشرطة، هاجسا كبيرا لرئيس الحكومة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» فور انتخابه إن هذا الملف سيحظى بأولوية خاصة لدى حكومته.

وبينما يرفض «تحالف القوى الوطنية» الذي يقوده الدكتور محمود جبريل، المشاركة في الحكومة، نظرا لعدم وجود توافق حول برنامجها السياسي كما يقول، فقد نقل موقع «المنارة» الإلكتروني الليبي عن مصادر مقربة من حزب «العدالة والبناء» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أن الحزب يشترط الحصول على حصة كبيرة في الحكومة للانضمام إليها.

كما تردد مؤخرا أن إبراهيم صهد، عضو المؤتمر الوطني العام (البرلمان) عن بنغازي والقيادي في حزب «الجبهة الوطنية»، سيستقيل من منصبه في «المؤتمر» ليتولى منصب وزير الخارجية خلفا لعاشور بن خيال.

لكن صهد امتنع عن نفي أو تأكيد هذه المعلومة في اتصال هاتفي لـ(الشرق الأوسط»، مكتفيا بالقول: «دعونا ننتظر».

إلى ذلك، نجحت، جزئيا، على ما يبدو، الحملة الرسمية التي دشنتها السلطات الليبية لجمع السلاح من المواطنين والثوار، حيث قدمت هدايا وسيارات لبعض من سلموا أسلحتهم بساحة الحرية في مدينة بنغازي وميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس.

وأشرفت على المبادرة، التي تعتبر الأولى من نوعها والتي تتبناها جهات رسمية وحكومية، رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي، بالإضافة إلى وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني، وبرعاية قناة «ليبيا الحرة»، التي نقلت على الهواء مباشرة عملية تسليم السلاح من المواطنين.

وقالت القناة في إحصائية غير رسمية، إنه تم خلال الحملة، التي اختتمت فعاليتها في العاشرة من مساء أمس، بعد تمديدها لنظرا لإقبال الموطنين، تسلم 16 ألف ذخيرة و600 قطعة سلاح من قبل 840 من المواطنين في بنغازي.

ولفتت وسائل إعلام محلية إلى ما وصفته بإقبال المواطنين والثوار على تسليم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة تمهيدا لوضعها تحت سيطرة الدولة.

وقال اللواء يوسف المنقوش، رئيس أركان الجيش الليبي، الذي حضر جانبا من عملية جمع السلاح في العاصمة طرابلس: «إن السلاح عندما كانت له ضرورة امتشقه الجميع ليدافع عن حريته، وعندما انتهى دور السلاح ها نحن نثبت اليوم للعالم مرة أخرى أننا شعب يريد أن يعيش في ديمقراطية وحضارة وأمن وآمان».

واعتبر المنقوش أن ما حدث في مدينتي طرابلس وبنغازي، مؤخرا، كان حافزا اليوم لظهور المواطنين وتسليم السلاح، مشيرا إلى أن المبادرة رمز واضح جدا لجميع أفراد الشعب الليبي، وأنه تم اختيار مدينتي طرابلس وبنغازي، باعتبارهما أكبر مدينتين، لكي تكونا قدوة، لافتا إلى أن هذا البرنامج سيستمر في بقية المدن الليبية.