المناطق الحدودية اللبنانية تنام وتصحو على وقع الاشتباكات وتلقي القذائف السورية

حالة من الهلع في البلدات القريبة

TT

شهدت البلدات السورية المتاخمة لحدود لبنان الشمالية، منذ ما بعد منتصف الليل حتى فجر أمس، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والثوار، استخدمت الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ما سبب هلعا في البلدات اللبنانية القريبة لا سيما في وادي خالد بعد سقوط قذائف سوريا على تلال بلدات الدبابية والنورة وخراج بلدة الكواشرة اللبنانية، كما سقطت قذيفة مدفعية في أحراج بلدة بني صخر اللبنانية الحدودية من دون أن تسبب أضرارا في الأرواح.

وأكدت مصادر ميدانية، أن «الاشتباكات جاءت بعد أن استقدمت القوات السورية تعزيزات لمواقعها العسكرية على الحدود مع لبنان». وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التعزيزات تأتي تحضيرا لهجوم سيشنه الجيش السوري على قلعة الحصن الواقعة إلى جنوب مدينة تلكلخ المواجهة تماما لمنطقة وادي خالد اللبنانية، في محاولة لاستعادة السيطرة على هذه القلعة التي تقع الآن تحت سلطة الثوار، والتي يتخذون منها نقطة انطلاق للهجوم على مراكز الجيش النظامي». ورأت المصادر أن «تعزيز القوات النظامية لوجودها العسكري على الحدود مع لبنان يعتبر أمرا بديهيا بالنسبة إليها، كي لا تخسر نقاطا استراتيجية حدودية تضعفها أكثر في الداخل».

إلى ذلك، أوضح مختار بلدة العماير في وادي خالد خضر عبيد، أن «الاشتباكات اليومية في الجانب السوري باتت مصدر قلق دائم لأبناء وادي خالد وللقرى المجاورة». وأشار عبيد لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العمليات العسكرية وإن كانت في الداخل السوري فهي لا توفر القرى اللبنانية الحدودية من سقوط القذائف التي توقع ضحايا». وقال، «قبل أيام قليلة سقطت عدة قذائف في بلدة البقيعة التابعة لوادي خالد، أدت إلى مقتل طفل وتضرر منازل وإحراق محطة وقود ومحلات تجارية عدة».

إلى ذلك، رد ناشطون في وادي خالد على المعلومات الصحافية التي نشرت أمس، وتحدثت عن تسلل 30 ضابطا من الجيش السوري الحر إلى وادي خالد، فأكدوا أن «لا وجود لا لضباط ولا لعناصر من الجيش الحر في المناطق الحدودية اللبنانية». وسأل الناشطون عبر «الشرق الأوسط»، «إذا كان عمل الجيش الحر في سوريا لمواجهة النظام، فما هي حاجتهم للهرب إلى لبنان؟». ولفت هؤلاء إلى أن «البلدات الحدودية في عكار ما زالت ملاذا للنازحين السوريين الذين يفرون حديثا من هول المعارك والمذابح التي تشهدها مدينتا حمص والقصير القريبتين من لبنان، وهؤلاء يجري تهريبهم عبر معابر محددة».

في المقابل أعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أن «القوات المسلحة تصدت لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت التسلل من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عند مواقع حالات وأدلين والعرموطة بريف تلكلخ بمحافظة حمص». وقالت الوكالة «إن قواتنا الباسلة أوقعت إصابات مباشرة في صفوف هذه المجموعات وأجبرت بقية أفرادها على الفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية».