الرئاسة المصرية: أصدرنا تعليمات لمحافظ شمال سيناء بحماية كافة المواطنين

رئيس الوزراء يزور طابا ويؤكد الاهتمام بتنشيط السياحة

مصرية تعرض هدايا تذكارية وعاديات فرعونية للبيع في منطقة الأهرامات بالقرب من القاهرة أمس (أ. ب)
TT

فيما أدان المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة قائمقام البطريرك، واقعة تهجير الأسر المسيحية بمدينة رفح في محافظة شمال سيناء، نفى رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل في مؤتمر صحافي عقده في مدينة طابا بجنوب سيناء أمس وجود عمليات تهجير لبعض الأسر المسيحية في منطقة رفح بمحافظة شمال سيناء، إلا أن الدكتور ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أكد أن الرئيس محمد مرسي أصدر توجيهاته لمحافظ شمال سيناء اللواء سيد حرحور بتوفير الحماية لكافة المواطنين.

وقال علي في تصريح له أمس: «الرئيس مرسي لا يسمح بما حدث لأن الجميع مواطنون مصريون لهم كامل الحق في البقاء بمنازلهم وتوفير كافة الحماية والأمن لهم وجميع المواطنين لهم أسهم متساوية في الوطن». مؤكدا أن هذه الأسر المسيحية في سبيلها للعودة إلى منازلها خلال الساعات المقبلة.

وقال الأنبا هيدرا أسقف أسوان في مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية عقب اجتماع المجمع المقدس برئاسة الأنبا باخوميوس: «تلقينا بأسف شديد تكرار حوادث تهجير المسيحيين من بيوتهم قسرا تارة وبتهديد تارة أخرى، إذ بدأت واقعة التهجير في منطقة العامرية، ثم امتدت إلى منطقة دهشور، واليوم يتم بألم شديد بث الرعب والتهديد في نفوس أبنائنا الأقباط في رفح، وذلك بتهجيرهم من أماكنهم».

وأضاف: «على الرغم من أن وسائل الإعلام نشرت عن هذه التجاوزات منذ أكثر من شهر، فإن الأجهزة المسؤولة لم تتخذ الإجراءات اللازمة نحو ما نشر عنه، ولم يتم توفير الأمن اللازم لهذه الأسر المصرية التي لها الحق أن تعيش في بيوتها آمنة». وفي الوقت نفسه، قال الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء: «عندما يُستهدف المسيحيون فيكون جميع المصريين مستهدفين»، مضيفا في مؤتمر صحافي خلال زيارته لمدينة طابا بجنوب سيناء أمس: «إن التوجيهات للسلطات المصرية هو توفير الحماية للإخوة المسيحيين أينما كانوا».

وأضاف: «ليس هناك ترحيل لبعض الأسر برفح وإنما ارتأت إحدى الأسر أن تنتقل لأية منطقة أخرى.. فمطلق الحرية لهم وهذا يعد من منطلق الحرية لهم شأنهم شأن أي مصري».

يأتي ذلك فيما قال محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب الدستور المصري في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أمس «المغادرة القسرية لمسيحيي رفح مأساة واستمرار لحوادث التمييز، وحماية كافة الأقليات والمساواة الكاملة بين المصريين جوهر أي نظام ديمقراطي».

من جهته، طالب عمرو موسى، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية مؤسس حزب المؤتمر المصري، بتدخل الحكومة المصرية للتحقيق في تهجير المسيحيين من رفح.

وقال موسى في تغريدة له بحسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «أطالب الحكومة بسرعة التدخل للتحقيق في التقارير عن حدوث تهجير قسري للأسر القبطية من رفح، مشكلات سيناء اجتماعية قبل أن تكون أمنية».

فيما قال الدكتور أيمن الصياد، مستشار الرئيس المصري محمد مرسي، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» أمس إنه ينتظر بيانا رسميا مسؤولا يضع موضوع مسيحيي رفح في حجمه الحقيقي؛ بلا تهوين أو تهويل، مضيفا: «المصارحة هي الحل».

إلى ذلك، أدان المجلس القومي لحقوق الإنسان التهديدات التي تلقاها مواطنون مسيحيون في مدينة رفح من «جماعات خارجة على القانون والنظام العام»، وإزاء تلك التهديدات اضطرت الأسر المسيحية إلى الرحيل من مساكنها.

وأكد المجلس القومي لحقوق الإنسان في بيان أصدره أمس أنه «ليس مقبولا تبريرات بعض أجهزة الدولة أن هذا بناء على طلبهم لأن أبسط مسؤوليات الدولة أن توفر الحماية لمواطنيها وأن تضمن لهم حق السكن الآمن والحماية من أي مخاطر تهددهم».

وطالب المجلس أجهزة الأمن وكافة المسؤولين في الدولة على أعلى المستويات بما في ذلك رئيس الوزراء بأن تكفل للمواطنين المسيحيين في مدينة رفح مواصلة العيش في أمان لأن تخلي الدولة عن هذه المسؤولية سوف يشكل سابقة خطيرة غير مسبوقة في مصر ويعود بنا إلى عصر الغاب بدلا من دولة القانون.

وعلى صعيد متصل، نظمت عدد من القوى السياسية بسيناء وقفة تضامنية أمام مطرانية شمال سيناء بضاحية السلام بالعريش، شاركت فيها منظمات المجتمع المدني للتعبير عن رفض التهديدات التي تلقاها بعض المسيحيين في رفح ومطالبتهم بالرحيل.

وفي زيارة غير مسبوقة، زار الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء المصري أمس، مدينة طابا بجنوب سيناء، حيث تفقد معبر طابا البري الحدودي الفاصل بين مصر وإسرائيل، وزار مستشفى طابا المركزي للوقوف على مستوى الخدمة به، كما استقبل وفدا أردنيا رفيعا قدم إلى طابا على متن مركب برفقة وفد سياحي أردني.

وعقد قنديل جلسة مباحثات مع وفد أردني برئاسة نايف الفائز، وزير السياحة الأردني أمس، بحث خلاله الجانبان سبل دعم وتنشيط التعاون الثنائي المشترك في مختلف المجالات وخاصة في المجالات السياحية في ضوء افتتاح الخط الملاحة السياحية بين ميناء العقبة الأردني وطابا المصري والذي تم تدشينه بوصول أول مركب أقلت الوفد الأردني واستقبله قنديل بالميناء.

كما تم خلال اللقاء الذي حضره وزيرا السياحة والآثار ومحافظ جنوب سيناء وعدد من رجال الأعمال المصريين بحث كيفية تذليل العقبات لإقامة مشاريع مشتركة وجذب السائحين الوافدين للبلدين.

من جهة أخرى، أكد قنديل خلال لقائه في طابا مع شيوخ جنوب سيناء والمستثمرين المصريين أمس، أن السياحة هي قاطرة التنمية خلال المرحلة المقبلة . وكشف قنديل عن أن حكومته تستهدف الوصول بعدد السائحين إلى 11.5 مليون سائح بنهاية العام الحالي، يتزايد إلى 14.5 مليون سائح العام المقبل.

واستمع الدكتور قنديل إلى أهالي وشيوخ وعواقل أبناء سيناء عن المشكلات والقضايا التي تهمهم، حيث أصدر توجيهاته للوزراء المختصين ومحافظ جنوب سيناء بالعمل على حل تلك المشكلات وتحسين الخدمات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والإسكان.

واقترح شيوخ سيناء ضرورة أن يتولى أحد أبناء سيناء منصب محافظ جنوب سيناء أو نائبه، وإنشاء عدد من الكليات بالمحافظة، ووعدهم رئيس الوزراء بتحقيقها، وأصدر توجيهات بتوفير 8 سيارات لتوصيل مياه الشرب النقية للأهالي في تجمعاتهم، فيما أكد مشايخ سيناء على وقوفهم إلى جانب القوات المسلحة في عملياتها لتحقيق السيطرة الأمنية التامة على سيناء ولتحقيق الاستقرار اللازم للتنمية بها.