ماذا قبل «الإسلاموفوبيا»؟

الأجنبي في الثقافة الأميركية

TT

وجود الأجنبي في مجتمع مختلف لم يكن يوما بالأمر السهل، لا عليه كمهاجر، ولا على مستقبليه الذين يخشونه تارة، ويطمئنون أنفسهم تارة أخرى. زيادة عدد المهاجرين في أميركا، كما في أوروبا، دفع لفهم هذه الظاهرة والكتابة عنها وتحليلها، ماذا يقول في ذلك الأدباء والمفكرون؟ وعلميا، ما مشكلة الغريب في البلد المضيف؟ وما الذي عاشه الغرب قبل الإسلاموفوبيا مع مهاجريه المسيحيين؟

في الشهر الماضي، أصدر المغني الأميركي نيل سيداكا ألبوم «ريال سيداكا» أو (سيداكا الحقيقي). وفيه أغان قديمة وأغان جديدة، ومن القديمة أغنية «فورينار» (الأجنبي). خلفية سيداكا، (73 سنة)، يهودية تركية، وأصل اسمه هو «صدقة». وفي كثير من أغانيه، يصور قصة الأجنبي في الثقافة الأميركية، وخاصة الأجنبي الشرق أوسطي. يقول في أغنية «الأجنبي»: «كانت الموانئ تفتح للأجنبي الشاب المهاجر. يريد أن يعيش في ضوء شعلة تمثال الحرية. في السهول الشاسعة، وتحت السماوات المفتوحة. كان وقت الترحيب بالأجنبي. تعزف له الموسيقى الفرحة. الآن، يرى الأجنبي الموانئ أغلقت. لا نريدك. امتلأ المكان، وكثرت المشاكل».

يمكن اختصار وضع الأجنبي في الثقافة الأميركية في أربع كلمات: في جانب «نيتيف» (ابن البلد)، ومشكلته هي «زينوفوبيا» (الخوف من الغريب). وفي الجانب الآخر «فورينار» (أجنبي) ومشكلته هي «إنفيريوريتي كومبلكس» (عقدة النقص). ويفصل بين الجانبين خط واضح، ربما تمحو سنوات وجود الأجنبي جزءا من الخط، لكنها لا تقدر على إخفائه.