موفاز: نتنياهو محكوم بحسابات انتخابية في قضايا الحرب والسلام

لا يقول الحقيقة حول الأمور الاستراتيجية ويدير سياسته بخطابات بهلوانية

TT

وجه رئيس المعارضة الإسرائيلية زعيم حزب «كديما»، شاؤول موفاز، انتقادات اعتبرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية خطيرة، إذ قال إن الحسابات الوحيدة التي تحكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضايا الحرب والسلام هي حسابات انتخابية داخلية.

وأضاف موفاز في لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن نتنياهو لا يقول الحقيقة للمواطنين حول هذه الأمور الاستراتيجية. ويدير سياسته في خطابات بهلوانية. ولكن الخطر الأكبر من سياسته هو أنه يغلب حساباته الانتخابية ومصالحه الذاتية على مصلحة الدولة.

وكان موفاز يعقب بذلك على الأنباء التي تنشر بوتائر سريعة، عن قرار سري اتخذه نتنياهو ويشرك فيه عددا محدودا من المقربين، هو أن يبكر موعد الانتخابات المقبلة من شهر أكتوبر (تشرين الأول) إلى شهر مارس (آذار)، أو شهر آخر من أشهر فصل الشتاء من السنة المقبلة. وحسب تلك الأنباء، فإن تبكير موعد الانتخابات مرتبط بعدد من الأمور: فإذا نجح نتنياهو في تمرير ميزانية الدولة، وهذا صعب، فإن الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر في نهاية السنة المقبلة. ولكن عندئذ يدخل هناك حساب آخر. فإذا كانت الانتخابات ستتم في الشتاء، فإن نتنياهو سيفشل الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، حيث إنه لا يستطيع تجميد الاستيطان عشية الانتخابات. وإذا قرر أن يوجه ضربة حربية لإيران، فسيضطر إلى إجراء الانتخابات بسرعة، حتى يستفيد من أجواء التوتر العسكري.

المعروف أن وزير التعليم في حكومة نتنياهو، غدعون ساعر، كان قد تحدث صراحة عن هذه الحسابات، قبل شهرين، وقال في جلسة إن حزب الليكود يخسر الانتخابات عادة في ظل الأزمات الاقتصادية، ولكنه يربحها دائما في ظل التوتر السياسي والعسكري. من هنا، فإن الحديث عن حرب على إيران أو على سوريا أو قطاع غزة أو لبنان، هو الأنسب عشية الانتخابات، فالجمهور اليهودي في إسرائيل، الذي يتسم بالخوف الدائم وبتصديق سياسة التخويف التي تميز أحزاب اليمين، سينسى أوضاعه الاقتصادية عندما يشعر بالخطر على أمنه.

وقال موفاز، المعروف بمعارضته لشن حرب على إيران، إن «معالجة القضايا الاستراتيجية، مثل موضوع التسلح النووي الإيراني، أو موضوع المفاوضات أو موضوع الإرهاب، يجب أن تتم كما لو أنه لا توجد انتخابات. لكن نتنياهو يجري أبحاثه ويتخذ قراراته من خلال الحسابات الانتخابية، فيقرر توجيه ضربة أو عدم توجيه ضربة وموعد توجيه أو عدم توجيه الضربة حسب مصالحه الانتخابية».

وقد جاءت تصريحات موفاز هذه في وقت يتباهى فيه نتنياهو ومساعدوه بخطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، فهم يعتبرونه «خطابا فذا» ويؤكدون أنه نجح فيه بفرض الموضوع الإيراني على رأس الأجندة السياسية للعالم خلال الدورة الجديدة للجمعية العامة، على عكس الدورة السابقة في السنة الماضية، التي نجح فيها الرئيس الفلسطيني في فرض الموضوع الفلسطيني (الاعتراف بالدولة) على رأس الاهتمامات. لكن هذا الرأي يقابل بموجة استخفاف في وسائل الإعلام الإسرائيلية وليس فقط في صفوف المعارضة الحزبية له، فالصحافة الإسرائيلية تعتبر خطاب نتنياهو «شطارة شكلية بلا مضمون». وكتب ناحوم بارنياع في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس: «يحسن نتنياهو الظهور. وليس لإسرائيل في الساحة الدولية خطيب أكثر تأثيرا منه، لكنه ينتمي إلى جيل التلفاز وإلى الأيام التي كانت فيها نشرات المساء الإخبارية في التلفاز هي المصدر الذي استمد منه العالم المعلومات والإلهام، وقد أصبح هذا العصر خلفنا.