مدير مكتب الإبراهيمي يلتقي قادة الجيش الحر بحمص

الحمود لـ «الشرق الأوسط»: لا حوار قبل إسقاط النظام ومحاسبة المتورطين

TT

كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق خالد المصري عن أن مدير مكتب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي في دمشق التقى بأحد قادة المقاتلين المعارضين في حمص، خلال زيارة قام بها إلى المحافظة.

وقال المصري لوكالة الصحافة الفرنسية إن مدير مكتب الإبراهيمي مختار لماني «زار حي بابا عمرو ومنطقة تلبيسة، حيث التقى في تلبيسة ممثلين عن المعارضة المسلحة برئاسة العقيد قاسم سعد الدين»، المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل.

وأوضح المصري أن اللقاء أتى ضمن زيارة قام بها لماني إلى حمص «والتقى فيها المحافظ (غسان عبد العال) وممثلين عن الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر» السوري، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

في هذا الإطار، قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي في دمشق سيسيليا غوين، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن لقاء لماني مع ممثلين عن الصليب الأحمر في حمص «يندرج في إطار اللقاءات العادية للنظر في الوضع الإنساني في المدينة والتعرف على احتياجات السكان»، مشيرة إلى أن «اللقاءات التي يجريها ممثلو المنظمة مع ممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني ومسؤولين حكوميين مكثفة في مختلف المدن السورية للتعرف على احتياجات النازحين والسكان، خصوصا أن عدد النازحين ارتفع بشكل كبير وبلغ 200 ألف نازح».

وبينما تعذر الاتصال بالعقيد سعد الدين لاستيضاح تفاصيل الاجتماع «بسبب ظروفه الأمنية»، كما قالت مصادر الجيش السوري الحر في حمص، استبعدت هذه المصادر أن يكون لقاء لماني مع سعد الدين «روتينيا للاطلاع على الوضع الإنساني الذي تعاني منه المدينة منذ حصارها قبل أربعة أشهر». وأكدت المصادر في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الزيارة تأتي في إطار «التعرف على وجهة نظر المعارضة المسلحة في الداخل إزاء أي اقتراح يطرح لحل الأزمة، بعدما تعرف لماني على وجهة النظر الرسمية من محافظ حمص».

ومن جهته أكد نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن «موقفنا تجاه الأزمة السورية ثابت»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا أراد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي معرفة موقفنا، فهو يتمثل بإسقاط النظام، ومحاسبة كل من تلوثت يداه بدم الشعب السوري، من أعلى سلطة عسكرية وسياسية في سوريا حتى أصغر مجند في الجيش».

وشدد الحمود على أنه «بعد هذا السيل من الدماء، وارتفاع عدد الشهداء، وتزايد النازحين وارتفاع حجم الدمار. نحن كمعارضة مسلحة نرفض الجلوس إلى طاولة الحوار قبل إسقاط النظام ومحاسبة المسؤولين عن هدر دم السوريين».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن لماني قوله في تصريح للصحافيين عقب المباحثات إن زيارته الميدانية إلى حمص تهدف إلى التعرف على الأوضاع الراهنة في المحافظة، مؤكدا أنه «سيقوم بزيارات لاحقة إلى حمص بغية اللقاء مع مختلف الأطراف والفئات في سياق الجهود لحل الأزمة في سوريا».

وإذ لفتت الوكالة إلى أن محافظ حمص أحمد منير محمد بحث مع مختار لماني والوفد المرافق الأوضاع الراهنة في المحافظة، نقلت عن المحافظ إشارته خلال المباحثات إلى «الدور الذي يمكن أن تضطلع به الأمم المتحدة لإزالة آثار التدمير والتخريب الذي خلفته المجموعات المسلحة والقضاء على الفكر التكفيري الذي يصدره عدد من الدول الإقليمية إلى سوريا بغية زعزعة استقرارها والقضاء على الفكر الإسلامي المعتدل فيها».

وقدم المحافظ للوفد، بحسب وكالة «سانا»، «شرحا عما تعرضت له حمص من تخريب وتدمير على يد الإرهابيين الذين استهدفوا المؤسسات العامة والبنى التحتية والخدمية في محاولة لقتل الحياة ونشر التفرقة والكراهية بين أبناء شعب سوريا التي تعد مهد الحضارات والرسالات السماوية وبلد التسامح والتآخي».

وتولى الإبراهيمي مهامه مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي خلفا لكوفي أنان، وزار دمشق في وقت سابق من هذا الشهر لمدة أربعة أيام، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وأجرى حوارا عبر «سكايب» مع قادة في الجيش السوري الحر الذي شكك بنجاح مهمته، مؤكدا اعتماد الحل العسكري لمواجهة النظام.

وشكلت حمص، لا سيما حي بابا عمرو، معقلا أساسيا لمقاتلي المعارضة الذين خاضوا معارك ضارية في وجه حملة شرسة شنتها القوات النظامية على الحي، وأدت إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، ولا تزال مناطق عدة من المحافظة تتعرض للقصف وتشهد اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.