رومني يتهم أوباما بـ«السلبية» إزاء المظاهرات ضد الفيلم المسيء للإسلام

قال إن السياسة الخارجية للرئيس الأميركي جلبت مزيدا من الفوضى

قوات من الشرطة الإندونيسية لحماية السفارات الغربية في العاصمة جاكرتا تحسبا لمظاهرات ضد الفيلم المسيء (أ.ف.ب)
TT

قبل يومين من أول مناظرة تلفزيونية بينهما، اتهم المرشح الجمهوري ميت رومني منافسه الرئيس باراك أوباما بـ«السلبية» في التعامل مع أزمة الفيلم المسيء للإسلام، ومع المظاهرات التي خرجت في دول إسلامية كثيرة واعتدى بعضها على سفارات أميركية. وقال رومني إن هذه «السلبية» سببت «فوضى» في السياسة الخارجية الأميركية نحو المنطقة.

وفي كلمة ألقاها في بلمونت (ولاية ماساتشوستس) قال رومني إن «نظرية أوباما، التي مفادها أن تلاشي الزعامة الأميركية سيهدئ الغضب علينا، ويجلب لنا تأييدا، لم تفشل فقط، بل أدت إلى المزيد من الفوضى. السياسة الخارجية للرئيس أوباما هي سياسة سلبية وإنكارية».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن رومني يؤمن بأن السياسة الخارجية للرئيس أوباما هي إحدى نقاط الضعف الرئيسية عنده. وإن رومني يركز على تصريحات أوباما مثل التي قال فيها إن أعمال العنف في العالم الإسلامي هي «عقبات على الطريق». ويرى رومني أن مثل هذه التصريحات «تكشف عن أن الرئيس لا يدرك حقيقة خطورة الرهانات التي نواجهها في الشرق الأوسط»، و«تضع الولايات المتحدة وأصدقاءها وحلفاءها تحت رحمة ما يحدث على أيدي أولئك الذين يريدون لنا شرا».

وكان رومني أشار مرات كثيرة إلى الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي في بداية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. ومما قال: «رأينا رد فعل ملتبسا، وبطيئا، ومتضاربا على الهجوم الإرهابي في ليبيا. ورفض الرئيس مصارحة الأميركيين بشأن ما حدث. وأيضا، رأينا فشلا كاملا في تفسير التهديد الإرهابي المتعاظم الذي نواجهه في المنطقة».

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، انتقد قادة جمهوريون آخرون تغيير إدارة أوباما لروايتها بشأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وأن الإدارة قبل ثلاثة أيام فقط اعترفت بأن الهجوم «عمل إرهابي» من فعل تنظيم القاعدة.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه بسبب هذه الاتهامات، سارع كل من ليون بانيتا وزير الدفاع، وجيمس كلابر مدير الاستخبارات الأميركية المشتركة، وأكدا أن لمنظمة القاعدة صلة بالهجوم.

وكان مسؤول استخباراتي طلب عدم نشر اسمه ووظيفته قال ذلك في نهاية الأسبوع الماضي. ثم قال كلابر، في بيان نادر من الرجل الذي يدير القيادة المشتركة لوكالات الاستخبارات المركزية، والذي عادة يبتعد عن الأضواء: «نعتبر أن بعض المهاجمين كانوا على صلة بمجموعات مرتبطة أو قريبة من (القاعدة)»، وأن هناك «أسئلة عدة لا تزال دون إجابة» عن الهجوم الذي وقع في الحادي عشر من الشهر الماضي.

وأضاف البيان أنه يصعب حتى الآن تحديد ما «إذا قادت، أو أشرفت، مجموعة، أو فرد، على هذا الهجوم. وإذا أمر قادة مجموعات متطرفة عناصر لهم بالمشاركة فيه».

وكانت أول إشارة إلى دور «القاعدة» من إدارة أوباما وردت في الأسبوع الماضي. وجاءت الإشارة بعد 10 أيام من تضارب المواقف والتفسيرات الرسمية للهجوم، وبعد 17 يوما من الهجوم جاء بيان كلابر.

وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، قال، بعد أيام قليلة من الهجوم: «بدأ الهجوم في شكل عفوي في غمرة المظاهرات التي حصلت في اليوم نفسه أمام سفارتنا في القاهرة». لكنه قال في نهاية الأسبوع الماضي: «راجعنا لاحقا تقييمنا، ودرسنا معلومات جديدة تفيد بأن ما حصل كان هجوما إرهابيا منظما نفذه متطرفون».