انفجار ضخم يهز القامشلي للمرة الأولى.. والجيش الحر: استهدفنا مربع النظام الأمني

إعدامات ميدانية ومجازر في العسالي وبرزة ودير الزور.. وهجوم على مطار عسكري في حلب

صورة وزعتها وكالة «سانا» أمس لعمود دخان يرتفع في سماء القامشلي بعد هجوم بسيارة مفخخة استهدف مقرا أمنيا أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت سوريا أمس يوما داميا آخر يضاف إلى يومياتها المثقلة بالقتلى والدماء والدمار منذ منتصف مارس (آذار) 2011، حيث تجاوز عدد قتلى أمس في حصيلة أولية 120 قتيلا نصفهم في دمشق وريفها. وفي حين لم تتوقف قوات الأمن السورية عن قصف أحياء عدة في مدينة حلب بالطيران الحربي على وقع مجازر متنقلة بين حيي العسالي وبرزة الدمشقيين ومدينة دير الزور، شهدت مدينة القامشلي أمس (محافظة الحسكة) انفجارا ضخما هو الأول نوعه في المدينة ذات الغالبية الكردية، الواقعة قرب الحدود التركية، منذ بدء الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد.

واستهدف الانفجار تجمعا لعدد من الفروع الأمنية وتحديدا مفرزة الأمن السياسي، وأدى إلى مقتل ثمانية جنود نظاميين، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى إصابة «أكثر من 15 آخرين بجراح، حالة بعضهم خطرة».

وفي حين أفاد المرصد السوري أن الانفجار سببه تفجير سيارة مفخخة في الحي الغربي لمدينة القامشلي، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «إرهابيا انتحاريا فجر سيارة مفخخة بالحي الغربي بالقامشلي»، مشيرا إلى أن الحصيلة الأولية هي «أربعة شهداء وعدد من الجرحى وأضرار كبيرة في المباني».

وتبنى الجيش السوري الحر تنفيذ هذه العملية العسكرية الأولى من نوعها. وقال نائب رئيس أركان الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المجلس العسكري لمحافظة الحسكة، الذي تم تشكيله أخيرا بقيادة العقيد حسن عبد الله، بدأ عمله العسكري في هذه المحافظة أسوة بباقي المحافظات»، مشيرا إلى أن «هذه العملية هي باكورة عملياته العسكرية الكبرى».

وقال الحمود إنه «نتيجة ازدياد أعداد عناصر الجيش الحر في المحافظة، كان لا بد من تفعيل العمل العسكري، بعدما بقيت المنطقة بعيدة عن الثورة طيلة الأشهر الماضية»، معتبرا أن «عملية استهداف المربع الأمني في مدينة القامشلي تأتي ضمن خطة عمل للجيش الحر في الحسكة، خصوصا أنها منطقة حدودية وبعيدة عن سلطة النظام، ونحن قادرون بجهد قليل على إسقاطها».

ووضع الحمود هذه العملية في إطار «سعي الجيش الحر لوصل المناطق المحررة بعضها ببعض»، وقال: «بعد سيطرتنا على قسم كبير من دير الزور والرقة، لم يعد أمامنا إلا محافظة الحسكة تمهيدا لوصلها بباقي المناطق المحررة في إدلب وحلب».

من جانبه، قال القيادي الكردي البارز صالح كدو رئيس حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وهو عضو اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي السوري، إن «التفجير الانتحاري نفذ بشاحنة نقل الرمل قرب مبنيي الأمن الجنائي والأمن السياسي بمدينة القامشلي، وأسفر عن سقوط أربعة قتلى وعدد آخر من الجرحى، وهدم الانفجار الذي كان ضخما جدا عددا كبيرا من البيوت والمحلات التجارية الواقعة قرب المبنيين، وقوات الأمن السورية طوقت المكان بالكامل ولا تسمح باقتراب أي شخص من الموقع، فيما تلتزم السلطات الأمنية هناك جانب الصمت المطبق في التعليق على الحادث».

وتزامن انفجار القامشلي مع العثور على 30 جثة قضى أصحابها في مجزرة جماعية في حي العسالي في العاصمة دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «الجثث تعود لأشخاص فقدوا أثناء اقتحام الحي والأهالي الذين تم اعتقالهم من الحواجز الأمنية أثناء عودتهم لمنازلهم، وتم إعدامهم ميدانيا ورميهم في أحد الأقبية بالقرب من خزان مياه الحي»، لافتة إلى أن «المجزرة واحدة من مجازر النظام المتكررة».

وفي حي برزة الدمشقي، قال ناشطون معارضون إن قوات الأمن السورية أعدمت ثمانية أشخاص ميدانيا بعد اقتحامها الحي، فيما أفادت لجان التنسيق أنه تم العثور على جثث لثمانية قتلى أعدموا ميدانيا قرب مستشفى «تشرين» العسكري، في مجزرة هي الرابعة من نوعها خلال أيام في الحي المنكوب.

ورغم الوجود الأمني في العاصمة دمشق، فإن مظاهرتين خرجتا بالقرب من قلعة دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إنهما التقتا في سوق «القنوات»، حيث قام ناشطون بقطع الطريق العام بالمواد المشتعلة، وهتفوا للمدن المنكوبة وطالبوا بإسقاط النظام.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«اقتحام القوات النظامية مدينة حرستا بالدبابات، بالتزامن مع حملة دهم وتخريب للمحال التجارية واستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة»، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن «اقتحمت مشفى حرستا الوطني وخطفت الجرحى والمصابين».

وفي الزبداني، شنت قوات الأمن حملة اعتقالات طالت العشرات من سكان المدينة، فيما تعرضت مسرابا لقصف عنيف بقذائف الهاون استهدف الأبنية السكنية والمدارس والمزارع، في ظل حركة نزوح كبيرة من البلدة. كما استهدف قصف عنيف بقذائف الهاون مدينة دوما، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من حواجز قوات النظام.

وفي حلب، تعرضت أحياء عدة لقصف عنيف ومتواصل من قوات الأمن السورية، بعد ليلة شن فيها مقاتلون من «الجيش الحر» هجوما على مطار النيرب العسكري، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى «إعطاب طائرتين مروحيتين على الأقل إثر سقوط قذائف هاون بقلب المطار».

كما دارت ليلا اشتباكات «بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الجيش الحر في أحياء الإذاعة والكرة الأرضية وباب أنطاكيا ودوار الجندول وجمعية الزهراء» في حلب، بحسب المرصد.

أما في دير الزور، فقد أعدمت قوات الأمن السورية عائلة كاملة من ثمانية أشخاص ميدانيا في حي القصور، فيما سقط عدد من القتلى وعشرات الجرحى جراء القصف العنيف بالطيران الحربي واستهداف مبنى مؤلف من ستة طوابق في حي الحميدية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن تسعة قتلى على الأقل قضوا في قصف جوي.

وفي حمص، قال ناشطون إن «الطيران الحربي قصف مدينة القصير بالبراميل المتفجرة، وسقط عدد من الجرحى جراء القصف العنيف على القصير ومدينة الرستن بالمدفعية وراجمات الصواريخ».