معارضون يحملون النظام السوري مسؤولية إحراق الأسواق القديمة في حلب

اليونيسكو أدرجتها على لائحة التراث العالمي كمدينة تمتليء بالأماكن الأثرية

صورة أرشيفية لسوق المدينة في حلب قبل أن تاتي عليها النيران أول من أمس (رويترز)
TT

قال ناشطون معارضون إن النيران التي اندلعت أول من أمس في أسواق حلب القديمة مجهزة على أكثر من 700 متجر تجاري لم يستطيع أحد إخمادها بسبب انتشار قناصة تابعين للجيش السوري النظامي على الأسطح المقابلة للمنطقة.

وفيما نشرت مواقع المعارضة شريط فيديو يظهر ألسنة اللهب تتصاعد من الأسواق القديمة، حمل الناشطون نظام الأسد مسؤولية احتراق واحدة من أقدم الأسواق الأثرية في العالم، مشيرين إلى أنها «ليست المرة الأول التي يستهدف فيها النظام السوري المعالم الأثرية في البلاد أو يتسبب بإلحاق أضرار بها».

وقال نديم، وهو ناشط من مدينة حلب، لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من المعالم الأثرية تعرضت للأذى منذ بداية الثورة المسلحة في مدينة حلب. وفي أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي وجهت المديرة العامة لليونيسكو أرينا بوكوفا نداء لحماية مدينة حلب القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي، بعد تصاعد وتيرة أعمال العنف قرب المناطق الحضرية التاريخية. وطالبت المديرة العامة لليونيسكو جميع أطراف النزاع بحماية مواقع التراث الثقافي السوري بأشكالها المختلفة.

وكانت منظمة اليونيسكو قد أدرجت مدينة حلب على لائحة التراث الحضاري العالمي سنة 1986 بسبب وجود الكثير من الشواهد المعمارية التاريخية فيها، حيث تتنوع الآثار في حلب منذ عصور ما قبل الميلاد إلى العصور الإسلامية. وللمدينة قلعة شهيرة معروفة باسمها وهي من أكبر القلاع في العالم تقع على تلة مرتفعة تشرف على كل مناطق المدينة القديمة، ويقدر عمر القلعة بأكثر من 5 آلاف عام، كما تشتمل المدينة على مجموعة من الأسواق التاريخية العتيقة في حلب، مثل سوق العتمة وسوق خان الحرير وسوق العطارين وسوق النسوان وسوق الياسمين وسوق الإنتاج. وللمدينة أبواب تاريخية أثرية قديمة بعضها لم يعد موجودا الآن، وأبواب ما زالت قائمة حتى اليوم. كما تشتمل المدينة على أبواب تاريخية أثرية قديمة بعضها لم يعد موجودا الآن، وأبواب ما زالت قائمة حتى اليوم، وأهمها باب الفرج وباب النيرب وباب الحديد وباب قنسرين وباب النصر وأنطاكية وباب المقام، ولكل باب من أبواب المدينة قصة وتاريخ. وتشتهر حلب بمساجدها ومنها مسجد كبير يدعى المسجد الأموي الكبير، وفيه ضريح النبي زكريا، وأعداد كبيرة من المساجد ومقامات وشواهد هامة في التاريخ الإسلامي، وكذلك أبنية ومنشآت وكنائس تاريخية كثيرة وهامة، مثل كنيسة «الأربعين شهيد» وكنيسة «السيدة» وكنيسة «العذراء مريم» وكنيسة «سيدة الانتقال» وكنيسة الأرمن والكنيسة الإنجيلية وغيرها، وفي المدينة الكثير من الأبنية الأثرية والقصور والخانات القديمة التي تحول بعض منها إلى فنادق يزورها السياح الأجانب، ومن أهم المواقع الأثرية في محافظة حلب قلعة ودير سمعان، والنبي هوري، عين دارة، وادي الساحور، دير سرياني، تل أحمر، وتل الشيوخ، والجسور الرومانية على نهر عفرين وقنسرين، والناقوطة، وكهف الديدرية، القرامل.