رئيس حزب «الوفد» المصري: رئيس مصر المقبل لن يكون من «الإخوان»

سيطرة الجماعة وحزبها على زمام الأمور في مصر أدى إلى تراجع شعبيتها

TT

رأى السيد البدوي، رئيس حزب «الوفد» المصري أن سيطرة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة على زمام الأمور في مصر أدى إلى تراجع شعبيتها، وتوقع تراجع عدد مقاعدها في المجالس النيابية المقبلة.

وقال البدوي، في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية في مقر حزبه قبيل سفره إلى تركيا لحضور المؤتمر الدوري لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، «الإخوان لم يحصلوا على أغلبية مطلقة في الانتخابات السابقة على الرغم من تعاطف الناس معهم لما عانوه من اضطهاد في ظل النظام السابق. أما اليوم فهم يمسكون بالحكم وفشلوا في تلبية الحد الأدنى من توقعات المواطنين العالية في تحسن أحوالهم بعد زوال نظام مبارك». وأضاف: «تولي الإخوان للحكم خصم من رصيدهم ولم يضف، وبالتالي أقول إنه ليس ممكنا فقط بل ربما أكيد أن رئيس مصر المقبل لن يكون من الإخوان».

وأوضح: «دورنا كأحزاب مدنية أن نمنع الإخوان عبر المنافسة الانتخابية من الفوز بالأغلبية لأنه لو تحقق لهم ذلك وشكلوا الحكومة فسيكون من الطبيعي أن يأتوا بقياداتهم والموالين لهم لتولي جميع المناصب التنفيذية بكافة مؤسسات الدولة، وبالتالي تستكمل عملية أخونة الدولة التي لا تزال في بدايتها حتى الآن».

وحذر رئيس أقدم حزب ليبرالي في مصر من أن أعضاء الجماعة سيحاولون بشتى الوسائل التأثير على الناخب من خلال استغلال المساجد في الدعاية ودغدغة مشاعر البسطاء بالحديث عن الدين والاستفادة من قياداتهم ممن يوجدون بمواقع تنفيذية بالدولة، فضلا عن قدرتهم المعروفة تنظيميا وماليا، ولكنه استبعد تماما أن يتورطوا في تزوير الانتخابات كما كان يفعل النظام السابق لأنهم يدركون أنه في حال فعلوا ذلك سيسقطون ويسقط معهم رئيس الدولة.

وتوقع البدوي أن يكون البرلمان المقبل متوازنا بين الأحزاب التي تمثل تيار الإسلام السياسي وبين الأحزاب المدنية، وألا يتمكن تيار أو فصيل بعينه من السيطرة على البرلمان كما حدث في الانتخابات السابقة، حيث كانت الأغلبية للتيار الإسلامي.

وتابع: «بالطبع المهمة شاقة أمام الأحزاب المدنية، ولكننا نعتمد على وعي الناس وعلى نشاط مرشحينا في الشارع والعمل مع الناخبين بجدية»، لافتا إلى حصول المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق على ما يقرب من نصف أصوات الناخبين في جولة الإعادة على الرغم من أنه لم يكن الخيار الأمثل لكل المصريين.

وحول تقييمه للرئيس مرسي مع اقتراب انتهاء المائة يوم الأولى على توليه الحكم، والتي كان قد تعهد خلالها بحل عدد من المشكلات المزمنة التي يعانيها المواطن المصري، قال، «مرسي لم يحقق أو ينجز أي شيء خلال هذه المدة، اللهم باستثناء إنهاء الحكم العسكري.. مستندا في ذلك إلى قدرة جماعة الإخوان على الحشد والنزول للميادين إذا ما حدث صدام».

وانتقد البدوي أداء قيادات في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وقال، «كل عضو بالجماعة وكل قيادة بالحزب تتحدث وكأنها تتحدث بلسان رئيس الجمهورية».

وأضاف: «لا أحد يطالب الرئيس بالانسلاخ من عقيدته الداخلية كعضو بالجماعة وحزبها.. ولكننا نقول له طالما أصبحت رئيسا لمصر عليك أن تنسى انتماءك السياسي وتصير رئيسا لكل المصريين». وانتقد البدوي ما أسماه «إفراط» الرئيس في إصدار قرارات العفو الرئاسي، وقال، «منذ عام 1923 وحتى تسلم مرسي الرئاسة، لم تصدر قرارات بالعفو إلا في حالات محدودة جدا.. كما أنه ليس من حق رئيس أن يصدر عفوا عمن أدين بجرائم قتل لأن هذا ليس من حقه طبقا للشريعة الإسلامية التي تشترط صدور العفو من ولي الدم بصورة أساسية».

واعتبر البدوي ما تردد عن رفض مصر إقامة منطقة تجارة حرة مع غزة بأنه نتيجة للضغوط الشعبية، وقال، «حماس جزء من الإخوان، ولكن الشعب المصري لن يسمح لأي رئيس أو حزب بأن يعبث بالأمن القومي لصالح أي طرف خارجي».

كما انتقد البدوي تراخي الدولة في التصدي لمحاولات التضييق على الأقباط من قبل بعض العناصر المتشددة، وقال، «من منطلق أنه لا يوجد أخطر من اللعب على وتر الفتنة الطائفية لتهديد أمن مصر واستقرارها، فإننا ندعو الرئيس للاهتمام والحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي بشدة لمن يحاول العبث بها، وسنعمل على أن يكون دستور مصر الجديد ضامنا لحرية العقيدة والعبادة وممارسة الشعائر».

واستبعد أيضا أن يكون للإخوان المسلمين علاقة بالخلافات التي يشهدها حزب النور السلفي، المنافس الأكبر للإخوان في الانتخابات السابقة، وقال، «بالعكس، الإخوان يحرصون على بقاء السلفيين بالساحة ليكونوا هم الفزاعة التي تظهر أمام الرأي العام مدى وسطية واعتدال الإخوان، كما أنهم أذكياء ولا يمكن أن يفتحوا جبهة صدام مع السلفيين».

وفي رده على تساؤل حول تقييمه لتخوف بعض المراقبين من محاولات بعض الدول الخليجية وتحديدا قطر من توسيع استثماراتها بصورة كبيرة في مصر، قال البدوي، «نحن نرحب بكل الاستثمارات القطرية والتركية وكل الاستثمارات الأجنبية ما عدا الإسرائيلية». وتابع: «لكننا نرفض فكرة الاستحواذ على الاقتصاد بمصر لأن ذلك بالضرورة سيؤثر على القرار السياسي. كما أن هناك تخوفا مشروعا من أن تكون الأنشطة الاستثمارية لبعض الشركات واجهة تخفي خلفها أهدافا وأطماعا غربية».

ووصف البدوي التحالفات التي يعلن عنها يوميا بين الأحزاب الليبرالية بأنها «تحالفات مرحلية مؤقتة» تهدف فقط لدعم الأحزاب الليبرالية لبعضها البعض في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، ولن تتحول إلى تحالفات انتخابية. وأكد أن حزبه سيخوض الانتخابات منفردا بقائمة تحمل اسمه، ورحب في الوقت نفسه بأي أسماء وطنية تبدي رغبتها في الانضمام لقوائم حزبه.