مصر: نصوص من الإنجيل وشائعة تدريس تاريخ «الإخوان» يثيران جدلا سياسيا

واضعو مناهج تعليمية: لا نحابي أحدا.. ولم نُشر لتاريخ الجماعة

TT

أثارت تغييرات في عدد من المناهج الدراسية بمصر موجة من الجدل السياسي في أعقاب شائعات حول إدخال تعديلات على بعض المناهج، وتدريس تاريخ جماعة الإخوان المسلمين لطلاب المرحلة الثانوية (الفترة العمرية من 15 إلى 18 عاما)، وهو الأمر الذي انتقدته تيارات وصحف ليبرالية. ومن جهتها، انتقدت تيارات سلفية في مصر إدخال عدد من نصوص الإنجيل في المناهج الدراسية بالمرحلة نفسها.

«الشرق الأوسط» التقت عددا من واضعي الكتب والمناهج الدراسية في مصر، التي أثير حولها الجدل، مؤكدين أنهم لا ينتمون لأي تيار سياسي ولا يحابون أحدا ولا يتدخلون في السياسة، وأنهم لم يضعوا أي دروس جديدة في المناهج تتعلق بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين.

وتناقلت عدد من الصحف المحلية في مصر، وعدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقرات من أحد مناهج مادة «التربية الوطنية» للمرحلة الثانوية، وتضمنت فقرات فسرها البعض بأنها تدعو لتأييد الجماعة التي تمسك بزمام السلطة في مصر.

ويقول الدكتور وصفي حكيم، وهو أحد واضعي كتاب التربية الوطنية للمرحلة الثانوية، إن الفقرة المشار إليها وهي أن: «المنتسب للجماعة عليه حق الولاء لها والتضحية من أجلها مهما كلفه الأمر»، جاءت في إطار تعريف الجماعة وهو تعريف في علم الاجتماع يتضمن الأسرة والقبيلة والعشيرة، وهو تعريف موجود في كثير من الكتب والمناهج الدراسية ولم يتغير.الذي تغيير فقط هو أن هناك من يحاول تفسير الأمور بطريقته حتى لو لم تكن صحيحة».

ويتابع حكيم: «كل هذه الشائعات حول أننا أضفنا تاريخ الإخوان للكتب والمناهج في مرحلة التعليم الثانوي ليس لها أي أساس من الصحة، لأن الكتب تم طبعها قبل أن يترشح الدكتور محمد مرسي في الانتخابات ولم نكن نعرف من هو الرئيس القادم».

من جهته، يقول الدكتور سالم الرفاعي، الخبير بمركز تطوير المناهج والمواد التعليمية: «بعض الإعلاميين ينشرون أخبارا خاطئة، ويتناقلها الجميع عنهم دون تدقيق، ولا مجال لمحاسبة المخطئين تحت شعار حرية الصحافة».

وذكر الرفاعي، وهو أحد واضعي كتب المرحلة الثانوية: «نحن تربويون ولا شأن لنا بالسياسة، ونقوم بوضع المناهج من أجل تنمية الإبداع والابتكار لدى الطلاب وإعطائهم مهارات أساسية في التفكير والمواد الأساسية للتعليم من خلال هذه المناهج وللتعرف على الأحداث الرئيسية ولا نحابي أحدا إطلاقا».

ولم يكن تاريخ الإخوان مثار الجدل الوحيد حول المناهج الدراسية في مصر بعد الثورة، لكن إضافة نصوص من الإنجيل لأحد المناهج الدراسية أثار هو الآخر غضب عدد من التيارات السلفية في مصر. ويرى مراقبون أن تيارات متشددة ترى أن تدريس نصوص من الإنجيل في المناهج الدراسية في عهد الرئيس الإسلامي محمد مرسي، يعد بمثابة نكوص عن الوعود التي ساند من أجلها التيار السلفي الدكتور مرسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

ويتابع الدكتور حكيم، أحد مؤلفي منهج التربية الوطنية، الذي تضمن نصوصا من الإنجيل: «جاءت النصوص في سياق دراسة مبادئ حقوق الإنسان في الديانات السماوية واستعنا في هذا الإطار بنصوص من القرآن والإنجيل وأشرنا إلى تكريم الإسلام ومعاملته لغير المسلمين والحقوق التي أعطاها لهم، كما تحدثنا عن حقوق المرأة في الديانات الثلاث، وهو أمر عادي لا شيء فيه».

ويضيف: «حرصنا خلال وضع هذه المناهج على التركيز لإثراء فكر الطالب بالمعلومات، وتشكيل رؤية سليمة حول حقوق الإنسان، وأنا مسيحي ولكن الجزء الذي تضمن نصوصا للإنجيل وضعه زميل لي مسلم. ونحن نهدف لتطوير المناهج بما يواكب العصر وتفتح أذهان الطلاب، وتسعى الوزارة خلال العامين القادمين إلى تطوير كافة مناهج المرحلة الثانوية لتواكب التطورات التي يعيشها المجتمع المصري».