الصدريون يطالبون باستبدال المالكي.. والكتل السياسية تنتظر «صافرة» طالباني

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: صححنا أخطاء استراتيجية ارتكبها بحق الشيعة

TT

لم يطلق الرئيس العراقي جلال طالباني صافرة البداية لانطلاق مباريات الكتل السياسية العراقية بين من يريد تصويت الكرة باتجاه المؤتمر الوطني وبين من يريد قذفها باتجاه اتفاقية أربيل. وبينما عقد طالباني أول من أمس لقاء مطولا مع إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني (شيعي) استكمل فيه ما كان قد أجراه مع قادة وممثلي الكتل السياسية من حوارات، فإن عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون وعضو لجنة الإصلاح شاكر الدراجي أبلغ «الشرق الأوسط» أن اللقاء «كان بطلب من طالباني وتمت فيه مناقشة الأولويات التي يمكن بحثها مع الكتل السياسية ورؤية التحالف الوطني منها فضلا عن إمكانية تقديم قضايا ملموسة مثل حسم الملف الأمني من خلال تسمية الوزراء الأمنيين في أسرع وقت ممكن بالإضافة إلى استكمال مسألة العقود النفطية وصولا إلى إقرار قانون النفط والغاز فضلا عن المنافذ الحدودية وعلاقة الإقليم مع الحكومة الاتحادية وذلك من أجل طمأنة الجانب الكردي فضلا عن المخاوف التي تبديها الأطراف الأخرى مثل القائمة العراقية».

وأضاف الدراجي أن «الرئيس طالباني حرص على الاستماع بشكل نهائي لوجهة نظر التحالف الوطني مما يمكن عمله وهو ما سوف يعمله مع الأطراف الأخرى في غضون اليومين المقبلين وصولا إلى تهيئة الأجواء لعقد المؤتمر الوطني»، مشيرا إلى أن «طالباني يريد أن تكون الأجواء جاهزة لعقد مثل هذا المؤتمر حتى يشارك فيه الجميع». وأوضح الدراجي أن «التحالف الوطني شكل عدة لجان في إطار لجنة الإصلاح لمتابعة القضايا العالقة وسوف يتم استكمالها خلال الفترة المقبلة لتكون الصورة واضحة أمام الجميع».

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، قد بحث مع الجعفري التطورات السياسية على الصعيدين العراقي والإقليمي. وقال بيان صدر عن مكتب الجعفري أمس الاثنين إن البحث تناول «آخر التطورات السياسية العراقية والإقليمية».. وأضاف البيان أن «الاجتماع شهد بحث مساعي مبادرة الإصلاح التي اضطلع بها التحالف الوطني العراقي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وحل الأزمة الراهنة».

على صعيد متصل فإنه في الوقت الذي اعتبر فيه القيادي في التيار الصدري وعضو البرلمان عن كتلة الأحرار الصدرية أمير الكناني أن «مطالبة النائبة عن كتلة الأحرار مها الدوري التحالف الوطني استبدال المالكي وجهة نظر شخصية وليست قرارا للتيار» إلا أن الكناني وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» اعتبر أن «المالكي ارتكب أخطاء استراتيجية لعل أهمها أنه كاد يفقد الشيعة أهم حلفائهم وهم الأكراد بحيث لو لم يتدخل التيار الصدري وزعيمه بالأمر لفقد الشيعة السلطة إلى الأبد لأنهم سيفقدون خلال الانتخابات المقبلة أي حليف يمكن أن يشكل معهم حكومة». وأكد أن «التيار والمجلس الأعلى ومكونات الائتلاف الوطني حاولت أن تتصدى لمثل هذه السياسة من خلال نزع فتيل الأزمة مع الكرد ومع العراقية وهما أهم ركنين في المعادلة السياسية». وأكد الكناني «إننا لا نخشى المرحلة الحالية ولكننا نخشى المستقبل حيث لا بد أن يكون لدينا حلفاء بينما السياسة التي اتبعها المالكي وحزب الدعوة هي خلق المشكلات مع الحلفاء». وأكد الكناني أن «موقف التيار الصدري لم يتغير لجهة المؤتمر الوطني ففي الوقت الذي ندعم فيه عقد المؤتمر ومبادرة طالباني فإننا نرى أنه في حال عدم وضوح الرؤية بشأن هذا المؤتمر فإنه سيكون مجرد مضيعة للوقت». وأوضح أن «مشكلة الآخرين لا سيما العراقية والتحالف الكردستاني ليست مع التحالف الوطني ولا حتى مع دولة القانون كلها بل مع حزب الدعوة بالذات وهي قضية ما لم تحل فإنه لن يكون هناك حل بعيد أو قريب».

وكانت النائبة مها الدوري قد طالبت خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس في مبنى البرلمان التحالف الوطني بـ«استبدال» المالكي «كونه المسؤول الأول عن الفشل الأمني في البلاد»، منتقدة سعي المالكي لتشكيل حكومة أغلبية سياسية. وتساءلت الدوري «إلى متى يقف التحالف مع المالكي وأبناؤنا يذبحون منذ ست سنوات وإلى متى يريد أن يستمر بالحكم ويريد حكومة أغلبية»، مطالبة بـ«استبدال شخصية شيعية به».