أسبوع حاسم في حملة الانتخابات الأميركية مع أول مناظرة تلفزيونية غدا

الأميركيون يتوقعون تفوق أوباما على رومني لفصاحته وبرنامجه الأكثر شعبية

TT

بينما قالت مصادر إخبارية أميركية إن أول مناظرة تلفزيونية غدا الأربعاء بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني ستكون أهم مناظرة تلفزيونية منذ أن بدأت المناظرات التلفزيونية الرئاسية الأميركية قبل نصف قرن تقريبا، أوضح استفتاء أن أغلبية الأميركيين تتوقع أن يتفوق أوباما على رومني في المناظرة. ورجح هؤلاء تفوق أوباما لفصاحته، حيث وصفه زعيم جمهوري بأنه «ربما أفصح رئيس في تاريخ أميركا»، ورجحه آخرون لأن برنامجه الإصلاحي الإنساني أكثر شعبية من برنامج رومني، الذي يميل نحو الأغنياء.

وأوضح استفتاء صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «إيه بي سي» الأميركية أن أوباما يتفوق على، أو يتعادل مع، رومني في كل القضايا الرئيسية تقريبا. وأنه على الصعيد الوطني، أي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لم يتغير السباق عما كان عليه في أول سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث سيصوت 49 في المائة من الناخبين المحتملين للرئيس أوباما لو أجريت الانتخابات اليوم، ويقول 47 في المائة إنهم سيصوتون لرومني.

ومن بين الناخبين المسجلين، يتفوق أوباما بفارق 5 نقاط مئوية: 46 في المائة، مقابل 41 في المائة. ويشمل التفوق الولايات الحرجة الثلاثة؛ فلوريدا، أوهايو، فيرجينيا.

وتوقعت أغلبية الأميركيين، بنسبة 2 إلى 1، فوز أوباما في المناظرة التي ستعقد غدا الأربعاء في دنفر (ولاية كولورادو)، مع تقارير بأن رومني يواجه ضغوطا هائلة لتحويل مسار حملته التي تراجعت في بعض الولايات، وخاصة في فلوريدا وأوهايو، والتي يعتقد أنها مهمة ليفوز على أوباما.

ويتوقع أن تستمر المناظرة ساعة ونصف ساعة، ويشاهدها خمسون مليون شخص، وسيكون هذا رقما قياسيا. وقالت مصادر إخبارية إن سوابق تاريخية أوضحت أن الرئيس يواجه تحديا في مثل هذه المناظرات أكثر من منافسه، وذلك لأن أخطاء الرئيس تؤثر أكثر في رأي الناس بالمقارنة مع أخطاء منافسه. لهذا، يراهن جمهوريون على أن أي خطأ كبير من جانب أوباما يمكن أن يؤذيه.

وستجري المناظرة الثانية يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) في هامبستيد (ولاية نيويورك)، والثالثة والأخيرة في راتون (ولاية فلوريدا).

ويتوقع أن تركز المناظرة على الوضع الاقتصادي، والضرائب، والتأمين الصحي، والتأمين الاجتماعي، والسياسة الخارجية، وخاصة إسرائيل. وكان الجانبان، في لقاءات يوم الأحد التلفزيونية، أشارا إلى إسرائيل وسط اتهامات الجمهوريين لأوباما بأنه غير متحمس في الدفاع عنها.

ومع المنافسة للحصول على مزيد من أموال وأصوات اليهود الأميركيين، كان أوباما اتصل هاتفيا ببنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بعد أن كان رومني اتصل هاتفيا بنتنياهو أيضا. وبعد الاتصال، أدلى رومني بتصريحات صحافية انتقد فيها سياسة أوباما نحو إسرائيل. ودافع بيان أصدره البيت الأبيض بأن أوباما «أكد التزام بلدنا الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بإيران». وأضاف البيان: «أكد الزعيمان اتفاقهما الكامل بشأن الهدف المشترك المتمثل في منع إيران من الحصول على سلاح نووي».

وكان نتنياهو تحدث في الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قرب امتلاك إيران لقنبلة نووية. ونشرت صحف أميركية كثيرة صورة له يحمل رسما عن الخطر النووي الإيراني. وقال: «قبل الربيع المقبل، في الصيف المقبل على الأكثر، وبالجهود الحالية في تخصيب اليورانيوم، سيكونون (الإيرانيين) انتهوا من مرحلة التخصيب الوسطي، وانتقلوا إلى المرحلة النهائية. ومن هناك، بعد بضعة أشهر فقط، ربما بضعة أسابيع، سيكونون حصلوا على ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج أول قنبلة».

غير أن نتنياهو، الذي اشتبك مع أوباما حول إيران في الماضي، قال بعض الكلمات الرقيقة عن تعهد أوباما بوقف مسار إيران نحو الأسلحة النووية. وقال: «أقدر كثيرا موقف الرئيس، كما يقدره الجميع في بلدي».

لكن، يظل رومني يتهم أوباما بعدم تأييد إسرائيل بالصورة المطلوبة، وبعدم التشدد مع إيران. وانتقد رفض أوباما مقابلة نتنياهو في نيويورك، عندما ذهب الاثنان إلى هناك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة. وأصدرت حملة رومني بيانا جاء فيه أنه اتفق مع نتنياهو على أن حصول إيران على قنبلة نووية «غير مقبول»، وأنهما «ناقشا أيضا التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عموما. وجدد رومني إيمانه بأن الولايات المتحدة ليس لها صديق وحليف في المنطقة أكبر وأهم من إسرائيل».