قصف على ريف دمشق ودرعا ومجزرة في إدلب.. والحصيلة أكثر من 120 قتيلا

كمين للجيش الحر في حمص يؤدي لمقتل 18 جنديا نظاميا

سحب الدخان تتصاعد من إدلب بعد تعرضها للقصف أمس (أ.ب)
TT

ارتفعت وتيرة العنف الذي يضرب مختلف المناطق والمحافظات السورية أمس بعد مقتل ما يزيد عن 120 شخصا بحسب لجان التنسيق المحلية معظمهم قضوا جراء مجزرة في إدلب ذهب ضحيتها أيضا ما يزيد عن 8 أطفال.

وفي التفاصيل أن نحو 30 شخصا قضوا جراء غارة شنتها طائرة حربية صباح أمس على بلدة في ريف إدلب شمال غربي سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن بين القتلى ما يزيد عن 8 أطفال مشيرا إلى أن ثلاث سيارات إسعاف تركية وصلت إلى معبر باب الهوى الحدودي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين إلى داخل الأراضي التركية. وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، يظهر رجلا يبكي وينتحب أمام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ «يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله»، قبل أن يغطي وجهه بيده ويتكئ إلى حائط. كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة أطفال مضرجين بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة. وسمع صوت المصور يقول «واحد عشرة (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول) مدينة سلقين. ثلاثة أطفال من عائلة واحدة».

وكان المرصد أفاد صباحا أن القوات النظامية تحاول اقتحام البلدة. وأشار عبد الرحمن إلى أن محاولة الاقتحام ترافقت مع اشتباكات مع مقاتلين معارضين «توقفت بعد الغارة».

وقال ناشط إعلامي من بلدة سلقين إن البلدة التي تبعد عن الحدود التركية نحو خمسة كيلومترات قصفت بالبراميل المتفجرة مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال وبقاء عدد من الجثث تحت أنقاض المنازل التي دمرت بشكل كبير على رؤوس أصحابها. وأضاف أن الوضع الإنساني في البلدة صعب للغاية مما أجبر السكان على نقل الجرحى إلى الحدود التركية، مشيرا إلى أن القوات النظامية تحاصر البلدة منذ أربعين يوما قاطعة الكهرباء والماء عنها. بدورها أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، وأضافت أن القصف يأتي دعما للقوات التي تحاول اقتحام المدينة والتي دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين الجيش الحر في ساعات الصباح الأولى.

بالمقابل، أفيد بمقتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الأقل وجرح أكثر من 30 آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان «قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية وأصيب أكثر من ثلاثين بجروح وذلك إثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر». هذا وأفيد بتعرض منطقة الحولة وبلدة طلف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بحسب المرصد. وقضى رجل عند محاولة القوات النظامية اقتحام بلدة السمعليل في ريف المحافظة، بحسب المرصد.

وبينما ذكرت «لجان التنسيق المحليّة» أنّ قوات النظام السوري جدّدت قصفها المدفعي على مدينة دوما في ريف دمشق، وشوهد تصاعد أعمدة دخان في منطقة الملعب البلدي وحارة الديرية جرّاء سقوط قذائف الهاون عليها، قال ناشطون في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «ما يزيد عن 30 قتيلا سقطوا يوم أمس في الريف فيما نشبت حرائق كبيرة في منطقة الغوطة الشرقية التي قصفت بعنف من الطيران المروحي وطائرات الميغ». وقال هؤلاء الناشطون لـ«الشرق الأوسط»: «القصف طال بلدات حرستا، عربين، المليحة، سقبا موقعا عددا كبيرا من القتلى فيما سجل مقتل ما يزيد عن 3 أشخاص جراء إعدامات ميدانية في السيدة زينب ومعضمية الشام وحرستا».

وفي العاصمة دمشق أفادت شبكة «سوريا مباشر» بأن الجيش النظامي يدمر بيوتا بحي التضامن في العاصمة عبر تفجيرها. وكان ناشطون ومقيمون أكدوا أن القوات الحكومية قصفت الأحياء الشرقية لدمشق واشتبكت مع مقاتلي المعارضة.

وأبلغ السكان بسماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة منذ الصباح وقالوا إن العاصمة اهتزت بعد ساعتين نتيجة لعدة انفجارات مدوية ربما كانت نيران المدفعية. وأشار المرصد السوري إلى أن القوات النظامية تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزملكة وعين ترما على المشارف الشرقية لدمشق والتي تمثل معاقل للمعارضة. وقال إن هجوم الجيش جاء بعدما مني بخسائر فادحة في المنطقة أول من أمس الأحد عندما تعرضت عدة نقاط تفتيش عسكرية للهجوم.

وبالتزامن، أفادت «لجان التنسيق المحليّة» أنّ النظام السوري أرسل تعزيزات عسكريّة مكوّنة من 15 دبابة، وعددا كبيرا من الآليّات الموجودة على الطريق الدولية بين اللاذقيّة ودمشق، إلا أنّه لم يتم تحديد وجهة هذه التعزيزات بعد.

وفي محافظة درعا قال المرصد إن «خمسة شهداء سقطوا إثر القصف الذي تعرضت له بلدة طفس بينهم سيدة ووالدها ومقاتل من الكتائب الثائرة»، مرجحا ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود عدد من الجرحى «ونقص المواد الطبية في البلدة». وفي شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» قالوا إنه للضحايا الذين سقطوا في طفس أمس، بدا رجل وهو يتنقل بين عدد الجثث مسميا كلا منها.

وقالت ناشطة على شبكة «شام سوريا» إن قوات النظام واصلت قصفها لأحياء عدة بمحافظة درعا وتحديدا بلدة صفد وقتلت خمسة أشخاص على الأقل وأصابت عشرات آخرين، مؤكدة أن قصفا عنيفا استهدف صباح أمس بلدة طفس وتل شهاب وسماط، بعد أن عمد النظام أمس لقطع الاتصالات والإنترنت عن مناطق حوران مما أدى إلى قطع التواصل بين النشطاء.

هذا وعلقت جميع المدارس دوامها، أمس في قضاء آقجه قلعة، بولاية أورفة التركية المجاورة للحدود السورية، بسبب الاشتباكات التي تدور في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقّة بين الجيشين الحر والنظامي. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تسعين مدرسة أغلقت أبوابها حرصا على سلامة الطلاب، بسبب الاشتباكات المتواصلة، في منطقة تل أبيض السورية الحدودية.