وزير الآثار المصري يحذر من مخاطر تدمير التراث الحضاري السوري

أعرب عن استعداده لإرسال خبراء آثار لتقييم حجم الأضرار في حلب

TT

حذر الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار المصري، من مخاطر النهب المستمر للممتلكات الثقافية السورية وسلبها، مؤكدا أن «ما يحدث في سوريا يعيد تكرار المشهد المأساوي في العراق».

واندلعت النيران يوم السبت الماضي في مئات المتاجر في السوق المسقوفة بمدينة حلب القديمة، حيث يدور قتال بين مقاتلي المعارضة وقوات الحكومة بشكل يهدد بتدمير موقع تاريخي مسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).

وكشف الوزير المصري خلال كلمته للاجتماع الطارئ لدراسة سبل حماية التراث الحضاري في مدينة حلب والذي دعت إليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) وانطلق أمس بكلية الآثار في جامعة القاهرة ويستمر لمدة يومين، عن قيام الوزارة بالتعاون مع المنظمة المذكورة لحصر جميع الممتلكات الثقافية السورية التي تعرضت للتدمير.

وأعرب عن حزنه الشديد للتقارير التي تفيد بحدوث مواجهات عنيفة في كثير من المدن التاريخية السورية المدرجة على قائمة التراث العالمي، مبديا أسفه لما تتعرض له من تدمير، واصفا ما يحدث بـ«العبث».

ودعا إبراهيم المجتمع الدولي بكل مؤسساته المعنية والمنظمات العلمية الأثرية الدولية، وعلى رأسها منظمة «اليونيسكو»، للتدخل لحماية المنشآت السورية من التدمير.

ووجه الوزير المصري خلال الاجتماع، الذي يشارك فيه أثريون عرب وتنظمه كلية الآثار بجامعة القاهرة لمدة يومين، نداء استغاثة إلى الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، للتحرك لوقف سيناريو التدمير.

وكشف إبراهيم عن استعداده لإرسال خبراء مصريين في إطار التعاون مع اتحاد الأثريين العرب لتقييم حجم الأضرار التي تعرضت لها مدينة حلب المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1986.

بدوره، أكد عبد العزيز صلاح، ممثل منظمة «الإيسيسكو»، أن المنظمة تؤكد تخوفها وتعرب عن قلقها العميق من ضياع تراث الحضارة السورية الفريد الذي أصبح مهددا بالتدمير والنهب والسرقة، مطالبا الدول الأعضاء بالمنظمة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري للضغط من أجل وقف القصف الدائم للمدن السورية ولمعالمها الأثرية والذي يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية ولقرارات لجنة التراث العالمي.

ودعا صلاح منظمة «اليونيسكو» إلى تحمل مسؤوليتها باعتبارها المسؤول عن المعالم الحضارية والحفاظ على سلامة الموروث المشترك.

وقالت «الإيسيسكو» في موقعها الإلكتروني إن الاجتماع يتناول دراسة سبل حماية التراث الحضاري في مدينة حلب، عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2006، وصياغة برنامج عملي للتدخل السريع لإنقاذ التراث الحضاري المعرض للأخطار، سواء بالترميم أو الصيانة أو بالتوثيق والجرد للمعالم الأثرية التي تعرضت للتدمير والتخريب والسلب والنهب.

من جانبه، طالب الدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، المجتمع الدولي بالتحرك فورا لحماية التراث الثقافي في مدينة حلب التاريخية التي تم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، وباقي المدن السورية الأخرى.