معارك أسواق حلب التاريخية.. ضربة هائلة للاقتصاد السوري

استمرار الاشتباكات.. و«اليونيسكو» تدعو إلى المحافظة على الآثار

TT

وصف ناشطون من مدينة حلب الخسائر التي ألمت بالمدينة وأحيائها التاريخية، كما بأسواقها مؤخرا، بـ«الهائلة»، مؤكدين أنه ستكون لها تداعيات اقتصادية كبرى في المرحلة المقبلة.

وأوضح محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في المدينة، أن الجيش السوري الحر بات مسيطرا على أسواق المدينة التي استهدفها النظام السوري بطلقات حارقة أحرقت ما يزيد على 1500 محل تجاري أثري، لافتا إلى أن قيمة المحل الواحد تتخطى مليوني دولار أميركي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل ويحصل في أسواق حلب القديمة ضربة هائلة للاقتصاد السوري في المستقبل، علما بأن الحرائق والدمار لم تطل هذه الأسواق فحسب، بل قضت على معظم أحياء المدينة التاريخية، التي بات من الصعب إعادة ترميم عدد كبير منها». وحمل الحلبي النظام السوري مسؤولية ما حل بالأسواق كاملة، الذي قال عنه إنه «تقصد إشعال الحرائق داخل السوق لطرد عناصر (الجيش الحر) منه، كما أنه نشر القناصة على أسطح المباني المجاورة لمنع الناشطين من إطفاء هذه الحرائق».

وأوضح الحلبي أن سيطرة «الجيش الحر» على الأسواق نتيجة من نتائج معركة الحسم التي أعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي، وأضاف: «الثوار سيطروا حاليا على منطقة باب أنطاكيا وهي المنطقة المجاورة لقلعة حلب الأثرية، كما سيطروا على العرقوب والعامرية وتل الزرازير وسليمان الحلبي»، مشيرا إلى معارك عنيفة مندلعة في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة التي تدكها قوات النظام بالمدفعية وطائرات الميغ.

وبالتزامن، دعت منظمة اليونيسكو أطراف النزاع في سوريا إلى المحافظة على معالم التراث الإنساني. وعبرت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، عن قلقها بسبب المعلومات التي تفيد بتدمير سوق المدينة الواقع في الجزء التاريخي لمدينة حلب السورية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوكوفا قولها: «نتوجه بالدعوة إلى جميع الأطراف المسلحة، لكي يعملوا كل ما بوسعهم من أجل المحافظة على المعالم التاريخية والإنسانية التي ساعدت على نمو وازدهار سوريا».

في هذا الوقت، استمرت المعارك ناشطة في مختلف أنحاء حلب، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض أحياء الشعار والحيدرية والصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب والنصاري الشرقي للقصف.

ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب شمال سوريا، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية التي أفادت أيضا بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيرة إلى تراجع حدتها في فترة ما بعد الظهر.

وبحسب التجار، لا وجود للقوات النظامية داخل الأسواق، لكنها تقوم بإطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي. وقال أحد تجار الخيطان الذي تقدر قيمة بضائعه بملايين الليرات السورية: «المشكلة الأكبر أننا لا نعلم شيئا عما حل بمتاجرنا، وكل ما نعرفه سمعناه من الآخرين».

ويذكر أن سوق المدينة في محافظة حلب، قد بنيت في القرن الرابع عشر لتوريد الحرير من الصين وتعتبر أهم المعالم الأثرية، حيث دون الجزء التاريخي القديم للمدينة ضمن مواقع التراث الإنساني العالمي لـ«اليونيسكو».

في المقابل، أشارت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إلى أن «الجيش السوري نفذ في حلب عملية استهدفت تجمعا كبيرا للمسلحين في مدرسة بحي المرجة وتمكن من إيقاع قتلى في صفوفهم». وأضافت أن «وحدات من الجيش قضت على أعداد من المسلحين بعمليات في دواري قاضي عسكر وباب الحديد وبالقرب من المركز الثقافي في هنانو ودار الشفاء بالشعار، بينما أوقعت قوات الجيش خسائر في صفوف الثوار بعد أن استهدفت مقرا وتجمعا لهم في قرية الدانة بريف حلب».